هناك حيث ينقطع كل صوت وتبـطـُل كل حركه!!!!

هناك حيث تنكشف كلّ مؤمرات الخيانه!!!!

هناك بأعلى المرتفعات!!!!

هناك وراء الجبال فوق أمواج البحار!!!!!!!

هناك أرض الإخلاص أرضُ السعادة ....أرضُ الذّكريات!!!!!

جزيرة نائية لاتصلها أيٍد عابثة ولاتراها أعيٌن لاهية!!!

إقتطعتُ بِها حُبُّ المكان!!!!

إلى

بحور من الخيال وعبر أنهار من الجمال!!!!!

إ نّهُ عالم خاص , عالم لايوجد بِه أحد!!!

!!!!!!!جزيرة أحلام طاغية الوصف!!!!!!!!

تلتف حولنا ذكريات عذبة وتسامرنا الآمال!!!!!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يُزيّنها كوخٌ غريب وعجيب
.
كوخٌ أدهشتني مشاهدتهِ لإوّل مرّة عندما كنتُ عابر سبيل!!!

كأنّي بِهِ ينادي متأفّفاً من قهر الوِحدة!!!

فألقيتُ عليهِ (( نضرة مستكشِف ))

بنضرة غريبة شعُرتُ أنّ دقّاتُ قلبي تسارعت إليه قبل نضري!!!!

النّضر إليه يُدمِعُ العيون فقد أدمعت (( الوحدة )) شبابيكُهُ من (( فـُراق ساكنيه ))!!

فخُيّل إلي أنّهُ الكوخ الّذي أعرفهُ منذ سنين جميلة فتعجّبت لملامحة!!!

لقد تحجّرت عتبتِهِ الّتي كانت تلين للدّاخلين فيه!!!!

ســئِــمت أسقُفهُ من جمود المكان فيه!!!!!

وتقلـّبات الزّمان عليهِ وعلى ناضريه!!!!

فزِعت جُدرانُهُ من شِباكِ عناكيب الموت في أرجائِه!!!

ولكنّي نضرتُ إليه من (( مناخي الفكري والرّوحي ))

إقترضتُ من عالمهِ خيال ((مليئ بذكر المعالم ))

بيني وبينهُ جدولٌ وساقية ... تعانقها أ شعة شمس الذهب وتحـُُطُّ على مياه صافية!!

أنا في ضِفّـةِ الوادي والكوخ في تلّ بالضّفةِ الأخرى!!!!

كان يتمتّع بجدول في حافة بحيرة عذب ماؤها!!!!

وتحيطُهُ أشجار كثيرة تجعل حرارة الشّمس في ذلك الكوخ معتدلة!!!

وقد كان ينعم هذا الكوخ بأشجار تلطّف له الهواء!!!!

وتجعلهٌ قصراً

كثير الروائح الطيبة لكثرة الأزهار فيه والرياض التي تبدو ناضرة متـفـتّحة!!

صورتهُ تروق للنفس وتُزهِقُ الرّوح!!!

واجِـهـتـُـهُ متفتحة تنشر الروائح في كلِّ مكان كأنّها فتاة جميلة متبرجة!!!

الجداول من تحتِهِ ترحــّـب بأشعة الشمس الذهبية التي تظهر على مياهه!!!!

سطوع يشبه اللؤلؤ والذهب الذي يتلألأ ويلمع على صدر تِلكَ الفتاة!!!!

أشعّة تبرق بلون الذهب عند الأصيل!!!!

فجعلتُ ناضري يسرح ومخيّلتي تـحـلّق وتفرح وقلبي يهيمُ ويترح فيه!!!!!

ولكنّ الكوخ بدى لي بأنّهُ لا زال يشتكي من ألم (( فراق )) ووجع (( هاجِر ))!!!

وسكونُ ليلــــ كمحيط ساكنةٌ أمواجُه!!!!!!!

حزيــــــــــن ...............يسكنهُ البؤس.............والعذاب من ........رحيلـــــــ !!


إنّهُ رحيل ساكنيه عنه............


فجأااااااااه !!!!!

إكتشفت وكأنّما قد عادت لي ذاكرة بعد غيبوبة!!!!!!!

وكالّذي يفيق من غيبوبة مسافات ومحطــّات السّنين!!!!!

إكــــتـــشـــفـــت

بأنّ من سكنهُ ...حبيب.... وغريب... وعندليب ....وعتّابٌ عذبٌ عذيب!!!!

إكــــتـــشـــفـــت

أنني كنتُ أعرِفُ ساكِناً بهذا الكوخ المهجور!!!!!

أعرِفُ حبّاً طاهِراً لا يخون ولا تسكُنهُ الضّنون!!!!

رحلت بِهِ العاصفة بلا حولٍ لهُ ولا قوّة !!!!!

أشعُرُ به كأنّني كنتُ معهُ حين شدّ الرحيل !!!!!

وهو ينضر إلى الكوخ آخر نضرة!!!

هي نضرة عتاب على الزمن القاسي!!

نضرة بها ((كتاب من عِدّة فصول)) لا يُفسّرُها إلاّ النـّـزاريّون أو الشّوقيّون!!

نضرة حُزُن وألم وعتاب وخضوع وبرائة واستِغاثة وأنين وحنين!!!!

نضرة عذاب القلوب!!!

نضرة شوق جرفين خليلين متحابين كادا يتقاربان!!!!

.................................................. .......

تلك النّضرة الّتي لم أشاهدها ولكنّني أشعرُ بها كشعوري بدقّات القلوب الحزينة!!!


تلك النّضرة جعلتني أصــــرُخ:


تبّاً للتجديد!!!!!!!!!

تبّاً للتّشديد!!!!!!

تبّاً للتّشييد!!!!!!

تبّاً للحضارة المتغطرسة!!!!

وتبّاً للعقول المتحجّرة و القاهرة!!!!!!!

عتابي على الأيّام الّتي جعلت (( حبيب )) في دوّامة (( دهشة البعد )) وأقداره!!!


كان ذلك الكوخ (( قلباً )) لي ...أصبح الآن ماضي تدهسهُ الذّكريات المؤلمة!!

سأبقى مـتــّـكأ ً بجوار ساقيتهِ لعلّي أتنفّس من هدير مائه فيعود.........

يعود......

يعود......

فيعود الكوخ للحياة!!!!




إذاً

لك ياقلب الرّحيل فقد أصبحت حجر....ولك يا كوخي ذكرى لمن قد هجر!!!!

سلاماً على دنياً يتسـيّــدُها الضّجر...وتبّاً لعالمٍ تعلوه ابتسامة يعيشُهُ الغجر!!!!

وسلاماً طيّباً عمــّـا يصفـه البشر......من ربِّ عمر وصخروابنُ حجر وربّ الشجر!!!!



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ



من خيال (( روح )) أبو عدنان