محمد عبدالعزيز اليحيا

الحديث عن السعودة كمطلب وطني وهدف واجب التحقيق ذو شجون لكنه يسبب الهموم فالكل يتألم للحالة التي وصل اليها الشباب السعوديون من الجنسين في بلدهم فجميعهم يحملون الشهادات التي تؤهلهم للعمل في القطاعات الحكومية أو في سوق العمل بالقطاع الخاص كون المهن التي يحتاجها سوق العمل هم قادرون بمشيئة الله ثم بإتاحة الفرصة لهم على أدائها فهناك خريجو المعاهد المهنية أو الكليات التقنية أو معاهد الحاسب المتخصصة أو من الذين لم تسعفهم ظروفهم لاكمال دراستهم ويحملون شهادات بسيطة أو حملة الكفاءة أو الثانوية أو الشهادة الجامعية ومع ذلك لا يجدون وظائف لعدة أسباب لعل من أهمها أن القطاعات الحكومية تدعي عدم وجود وظائف وصعوبة استحداثها أو اكتفائها من الوظائف وهذا مع احترامي لهم كلام مخالف للواقع لأنه لا يزال هناك عدد كبير من الوظائف بالقطاع الحكومي معظمها وظائف غير تخصصية أو تخصصية يعمل بها غير سعوديين وهي في الاساس وظائف للسعوديين فقط ثانيا القطاع الخاص مازال يستمتع بتكرار اسطوانته المشروخة التي يحلو له ترديدها أن السعوديين ليس لديهم خبرة وغير مؤهلين ولا يحافظون على الدوام وهذه أمور تجاوزها الشباب السعوديون منذ سنوات عديدة فكلامهم مردود عليه كونهم تنكروا للوطنية.
معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي قال في احد تصريحاته التي نشرت في الاسبوع الماضي ان الوزارة شخصت اسباب البطالة حيث اتضح لها ان 60 بالمائة من طالبي العمل من السعوديين ومن الجنسين غير مؤهلين فإذا كان الوزير المسؤول عن الدفاع عن طالبي العمل وهو رئيس مجلس ادارة مؤسسة معنية بتدريب وتأهيل الكوادر السعودية من الجنسين لسوق العمل (المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني) يقول هذا الكلام فماذا يقول الاخرون كما قال معاليه عنهم بأنهم لا يملكون تدريبا حقيقيا والشهادات التي يحملونها متدنية. فهذا اتهام خطير للمؤسسة التي يرأس معاليه مجلس ادارتها كما أن معاليه قال إن مجتمع اليوم لا يعترف بهذه الشهادات ويقصد معاليه حسب ما فهمنا أصحاب الشهادات الذين لا يملكون تدريبا حقيقيا وشهاداتهم متدنية وان تلك الشهادات من وجهة نظر معاليه لا تخدم أصحابها لأن التاهيل والتدريب ينمو.
السؤال الذي نسوقه لمعاليه مع تقديرنا هو: ما الحل من وجهة نظره؟ ثم يجب أن ندرك جميعا ان الوظائف في القطاع الخاص متفاوتة بعضها لا يحتاج أكثر من شهادة الصف الرابع ودورة مهنية ونحن لدينا ولله الحمد اكثر من 35 معهدا مهنيا بالمملكة كما ان خريجي الكليات التقنية هم امتداد لخريجي المعاهد المهنية بمهن متعددة لكنهم بمستوى مرتفع (دبلومات ـ بكالوريوس) فإذا كان ما يقوله معالي الوزير القصيبي صحيحا فعلى الوزارة والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني إلغاء نظام التدريب المعمول به حاليا واعادة كافة مخرجات المؤسسة والجهات التدريبية التابعة لها حتى تكون مرتفعة وتقدم نظاما تدريبيا جديدا يجعل شبابنا مؤهلين اذا كانت المعاهد والكليات الحالية تدرب تدريبا غير حقيقي والشهادات التي يحملونها متدنية.
كما ان البطالة يا معالي الوزير اذا استمرت للوضع الحالي التي تجاوزت المليون عاطل وعاطلة رغم اصرار الوزارة على ان الاحصائيات التي يقدمها الاعلام مبالغ فيها مع العلم انها أكثر من ذلك الرقم فهل هناك بيت في السعودية لا يوجد به عاطل أو عاطلة.
نكرر اذا استمرت البطالة فإنها تثقل كاهل الآباء و تحملهم أعباء اقتصادية للصرف على الأبناء الذين تزيد طلباتهم ومصاريفهم وخصوصا وبلادنا تشهد ارتفاعا فاحشا غير مبرر في كل شيء تجاوز 50 بالمائة كما أن دخل معظم الآباء بالكاد يكفي اعاشة الاسرة ودفع ايجارات المنازل التي يسكنونها وخلافه كما أنها تكلف الدولة ونقصد البطالة أعباء اخرى يسببها أولئك العاطلون تتمثل في زعزعة الأمن والعبث بالممتلكات الوطنية وامتهان سلوكيات عدوانية واجرامية.
نتمنى يا معالي الوزير قرارات صارمة واهتمام اكبر بتوظيف ابناء وبنات الوطن وأن يتم القيام بجولات تفتيشية وبحث بالتعاون مع الجهات المختصة في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص لتروا بأم أعينكم ذلك الكم الهائل من العمالة الوافدة التي تعمل في كل شيء في الجمعيات الخيرية والهيئات السعودية والهيئات الدولية وعلى سبيل المثال جهاز تلفزيون الخليج ورابطة الادب الاسلامي العالمي والمكتبات العامة التابعة للقطاعات الحكومية حيث تزخر تلك الجهات وغيرها بكوادر غير سعودية وبتخصصات بسيطة فهل ننهي ذلك الاتهام ضد أبناء الوطن ولا ننساق وراء ما يردده ضعاف النفوس الذين يحاربون أبناء الوطن وتوظيفهم.