في تجوالي في عالم النت استوقفني لقاء وجدته مع الشيخ العريفي فاحببت ان انقله لكم

لتتعرفوا على هذا الشيخ الجليل عن قرب

اتمنى لكم وقت ممتع وان تنال اعجابكم




الشيخ محمد العريفي بعد أن فتح كتاب حياته يقول:


ما أجمل أن تستعيد الذاكرة وتفتح كتاب حياتك لتقرأ منه تفاصيل مراحل وذكريات ومواقف جميلة دونتها أيام وسنون العمر بحلوها ومرها وما أجمل أن تروي حكايات الجانب الآخر من حياتك لمحبيك ومتابعيك...


*قبل أن ندخل في تفاصيل الحياة وذكرياتها نريد أن نتعرف أكثر على فضيلتكم..؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, محمد بن عبدالرحمن العريفي الأصل من مدينة القويعية الواقعة على بُعد 150كم من مدينة الرياض, ولدت عام 1390ه ودرست مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المنطقة الشرقية وقد كنت انوي دراسة الطب لحظة تخرجي ثم تراجعت وسجلت في كلية الشريعة وبعد ذلك تقدمت للدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية..
وبعد تخرجي تقدمت في وزارة الدفاع والطيران لدورة ضباط ولما بقي على الدورة العسكرية قرابة أسبوع عرض علي بعض الدكاترة في كلية المعلمين أن أصبح معيداً لديهم في الكلية فتقدمت وقبلت وتراجعت عن الدورة العسكرية..
وفي تلك الأيام تم اختياري لإمامة وخطابة جامع كلية الملك فهد الأمنية عام 1412ه واستمريت فيها حتى 1426ه حيث اعتذرت عن الإمامة ثم الخطابة وذلك لكثرة أسفاري وانشغالي المستمر والآن أعمل أستاذاً في كلية المعلمين..



*ما الذي تذكره من حياة الطفولة..؟

لم أكن شقياً ولا مشاغباً وكنت متفوقاً في دراستي ولدي الكثير من شهادات التفوق أيضاً أتذكر أنه تم تعييني أميناً لجمعية الصحافة وأنا في رابع ابتدائي وكنت أشارك في الإذاعة وأكتب لهم رغم أنها لم تكن بتلك الجودة ولكنها كانت جيدة بالنسبة للعمر الذي كنت فيه..
وهناك الحقيقة أشياء جميلة ورائعة وهناك مواقف ولكن الذاكرة لم تعد قادرة على استعادة تلك الذكريات لكثرة الانشغال الذهني
..


*ما لذي منعك من إكمال دراسة الطب والالتحاق به..؟


ليس هناك سبب ولكن جميع الزملاء الذين كانوا معي اتجهوا لكلية الشريعة وهو الأمر الذي جعلني أتراجع وأيضاً سيكون في ذهابي للرياض بعد عن الأهل رغم أن هناك أقارب وأحبة..



*هل كنت تحلم بأن تكون ضابطاً بعد اتجاهك لوزارة الدفاع والطيران..؟


لا ولكن عرض علي وقدمت وقبلت وكان الأمر عادياً جداً عندي إن قُبلت أم لم أُقبل وعموماً أحمد الله أنني دخلت الشريعة بحكم أن الطب والعسكرية لها قيود وحدود معينة بسبب زحمة العمل..


*لو اتجهت للطب ما الذي كنت ستختار من التخصصات..؟
لم يكن في البال شيء معين ولم أخطط لذلك أبداً..



*لك حضور جميل ولك علاقة قوية بالخطابة فهلاّ حدثتنا عنها..؟


كنت أعشق هذا الأمر وأحب التعود والتدريب عليها حتى أتقنها وكنت أبذل جميع السبل حتى أتعود على هذا الأمر فأتذكر أنني كنت آخذ معي مسجلاً وأذهب للمسجد الذي بجانب منزلنا وأنتظر حتى خروج الناس ثم أخطب على المنبر والمسجد لا يوجد به أحد وكنت أسجلها وأسمعها وأُسمعها أصحابي المهم أنني عودت نفسي وتعودت بعد ذلك على المنبر وعلى مواجهة الناس..

*هل تذكر قصة أول خطبة جمعة خطبتها..؟

كنت في ثالث ثانوي ووكلني أحد الأخوة بتقديم خطبة الجمعة في إحدى القرى وتعبت كثيراً في تجهيزها و أخذت مسجلاً لتسجيلها ولم يكن في ذلك المسجد إلا مايكرفون واحد فأثناء دخولك وسلامك يأخذه المؤذن ليُؤذن ثم يرجعه لك مرة أخرى لتخطب فيه فتحس بشيء من الربكة والاضطراب المهم أنه في أثناء الخطبة ذكرت آية وكنت شاكاً هل هي صح أم خطأ ومع الحماس ذكرتها وكان هناك رجل كبير في السن (تنحنح) بصوت عال فقلت في نفسي: أكيد أنني أخطأت وكنت أراقب هذا الرجل فأدخل يده في جيبه وأخرج علبة كبريت فازداد استغرابي وكانت عين علي وعين على الورقة التي معي والحقيقة كنت لحظتها خائفاً فتفاجأت أنه أخرج عوداً من علبة الكبريت وأدخله في أذنه ليحكها فعرفت أنني في وادٍ وصاحبنا في وادٍ آخر..

*للدعوة والوعظ ذكريات وحكايات فحدثنا عنها وعن طريقتك في هذا الأمر..؟

كنت أحاول منذ بدايتي مع الدعوة أن أكون مع الطرف الآخر فكان لدي نزعة أن أقيم علاقات مع المقصرين إن أصح التعبير فكنت أنسق مع مكاتب الدعوة وكنت لحظتها في الجامعة فأعطوني الإذن بذلك وزودنا بالكتب والأشرطة في مثل هذه الحالات أعطني القدرة على مخاطبة الناس ومواجهتهم على مستوى عقلياتهم فعندما تجد صاحب العود وصاحب الشيشة وصاحب المعصية وتتحدث معهم فبالتاكيد هذا المر يعطي دفعة قوية في المواجهة والحديث مع الآخرين..
فلدي اهتمام بفنون التعامل والاتصال مع الناس منذ وقت مبكر وقرأت كتباً مترجمة في كيفية التأثير في الناس والتعامل مع الناس وإقناعهم وهذا الأمر وجدت أنه يساعد على الدخول مع الآخرين وبدأت أستعمله مع الجميع حتى طلابي في الكلية (وكان بعض الزملاء يقول: إذا دخلت على الطلاب لا تعطيهم وجه) فقلت: يا أخي أنا أتعامل مع ناس كبار وفاهمين وكنت أبتسم وأتلطف بحدود فعُملت استبانة قبل سنتين على الطلبة حول المدرس الذي ترغب أن يدرسك دائماً فحصلت ولله الحمد على المركز الأول..



*هل بدأت ملتزماً منذ أن كنت صغيراً..؟

كنت من الصغر محافظاً رغم أنه لم يكن هناك حلقات تحفيظ قرآن فانا لم أحفظه إلا في المرحلة الجامعية ولو كان هناك حلقات لحفظته قبل إنهاء المرحلة المتوسطة..ولكن كان الجو إسلامياً حتى أصحابي الذين أقابلهم كانوا محافظين وعلى العموم الناس كلهم في تلك الفترة كانوا محافظين وليس هناك مثل هذه الانفتاحات التي نعيشها هذه الأيام ولعلي أتذكر قصة حدثني بها أحد الأخوة يقول: أنني كنت أُسمع لولدي سورة النور وعمر ولده عشر سنوات وكان يقرأوالزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما) فسأله عن معنى الزاني والزانية..؟ فقال الولد: أخاف تضربني فقلت: لا ما عليك فإذا هو يصف ما يفعل الرجل بزوجته فقلت له: كيف عرفت ذلك فقال: إنني شاهدته مع أحد أصدقائي عن طريق البلوتوث..تخيل..!!!!! فيقسم والد هذا الطفل أنه لم يكن يعرف ذلك إلا بعد أن وصل للصف الأول ثانوي..

*لنخرج قليلاً ونسألك عن زملاء الدراسة, فهل تذكر أحداً منهم..؟

مازلت أذكرهم منهم الدكتور خالد العبري في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومنهم الدكتور علي القرني رئيس هيئة القطيف..

*من مِن المشايخ الذين درست على يديهم..؟

درست ثماني أو تسع سنوات على يد الشيخ عبدالله بن جبرين ومنهم أيضاً الشيخ بن باز والشيخ عبد الرحمن البراك..وهناك مشايخ في المدينة وأيضاً في الرياض..

*اسمح لنا بالدخول في حياتك الاجتماعية فهلا حدثتنا عن ذكريات زواجك..؟

هذا الذي لم أُسأل عنه من قبل.. ولكن سأجيبك..أنا منذ أن كنت في ثاني ثانوي وأنا مزعج والدي على مسألة الزواج لأنني كنت مقتنع بالزواج المبكر لسبب بسيط وهو أنني أرغب أنه عندما يصل بي العمر إلى الثلاثين يكون عمر ولدي 14 سنه بحيث إذا وصلت إلى سن الأربعين إذا بالولد قد أصبح رجلاً فيقوم بمشاغل البيت لحظة غيابي وأسفاري إن كتب الله لنا الحياة فلم يكن الوالد مقتنعاً بمسألة الزواج المبكر وكنت أعيد هذه المسألة عليه كل عام حتى دخلت وساطات أخوالي وأقاربي عليه وكنت في ثالث جامعة فتقدم وخطب لي أم عبد الرحمن وهي قريبة لي وابنة عم طبعاً باختيار الأسرة ولعلك تعرف أن أهل نجد يتشددون في موضوع مشاهدة الرجل لمخطوبته فطلبت أن أراها فرفضوا ذلك, فعقدت زواجي عليها وكنت أتحين الفرصة وأحتل لرؤيتها, والشخص يجوز له أن يختبئ لينظر إلى مخطوبته فضلاً عن زوجته لحديث جابر أن الإنسان إذا عزم على أن يخطب امرأة فإنه يجوز له أن يختبئ ليراها فجابر رضي الله عنه أراد أن يخطب امرأة فاختبأ لها بين النخل حتى رآها وذهب وخطبها وهذا حتى الناس لا يتوسعون في هذا الأمر لمن جزم بخطبتها وعرف أهلها وصفاتها ولم يبق إلا أن يراها فأنا طلبت ورفضوا والناس وقتها كانوا غير متفتحين علمياً المهم أنني خططت مع إحدى أخواتي بعد أن عقدت على زوجتي وذهبت إلى بيت أختي واختبأت في المخزن وفتحت النافذة ومرت بها مع الممر وكنت مخططاً مع أختي أنها إذا مرت مع الممر توقفها وتسولف معها وهذا ما حصل وعموماً عمري تلك الأيام كان لم يتجاوز العشرين سنه حتى يسر الله لي أم عبدالرحمن وأحمده على ذلك..
ومن المصادفات أنني حددت موعد الزواج ووزعت كروت الدعوة وكانت سنة أزمة الكويت وقد حددت الضربة من الغرابة ليلة الزواج وقد سبب هذا إرباكاً للمدعوين ولي شخصياً ولكن ولله الحمد كانت ليلة مشهودة وتمت بيسر ونجاح..


*ماذا عن الوالد والوالدة والإخوان..؟


الوالدان أحياء ولله الحمد, وأسأل الله أن يعينني على برهما, وإخواني تسع ذكور وتسع نساء ما شاء الله..


*وأولادك..؟


عندي ولله الحمد والمنة أربع بنات وولدان فالكبيرة في ثاني متوسط وعبدالرحمن في سادس ابتدائي وإبراهيم في رابع وجمانة وشروق وسارة صغار لم يدرسن بعد..

*كيف تقضي حياتك اليومية..؟

والله هذا هم من الهموم ففي السابق أنا تزوجت وأنا طالب في السنة الرابعة كلية فتخرجت ثم انشغلت بدراسة الماجستير والدكتوراه فمع نهاية الدكتوراه تقريباً عام 1419ه بدأت أنشغل بالدعوة والمحاضرات والدروس فأصبح عندي سفر أسبوعي ولدي انشغال بالبرامج التلفزيونية وبالتأليف فأكثر وقتي أجلسه في مكتبي وهذا محرج لأولادي وإن كنت أعوضهم بالذهاب لبعض الأماكن..

*ماذا عن الشهرة..؟ هل ضايقتك..؟

الشهرة عذاب ففي السابق كنت آخذ أولادي معي في الطائرة فكان الأمر عادياً لا أحد يزعجك والآن اللي يصورك بالجوال واللي يحرجك وزوجتك معك واللي يسولف معك ويعطلك فهذا الأمر جعلني انتقل بالسيارة..
أنا أعلم أن ما يحدث جراء محبة الناس ولكن من محبتهم لا يضبطون مشاعرهم معك فيحرجونك فهذا يسألك والآخر يسأل طفلك وهذا يصورك وعندها تصبح مدهوشاً وتفقد التركيز فتخيل أن أبنائي تعبوا من ذلك فقبل أسبوع جاء ابني عبدالرحمن إلي وهو يقولليه تصير شيخ..؟!) فيقول: كل ما أفعل شيء محسوب علي أنت ابن الشيخ وهذا و أنت ابن الشيخ ..؟! وهنالك من يعطيه أوراقاً ويقول: عطها الشيخ وهنالك من يسأل عن الأرقام..!! فيقول انه تعب كثيراً من هذا الأمر فأحس أنني حملتهم الكثير وكل شيء محسوب عليهم وأحياناً في بعض الأماكن أريد أن أدخلها فأخشى مما يتبعها فأعتذر لأولادي الذين ملوا من هذا الأمر..
والحقيقة أن محبة الناس جميلة ولكن الشهرة مزعجة فأنت ترغب أن تقضي حياتك بكل بساطة ولكن لا تستطيع فتخيل أنك لا تستطيع أن ترمي شماغك عن رأسك عندما تضايقك لأن كل شيء محسوب عليك..




تاااابع...