السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بما أني أحد موظفي البريد السعودي . .

و يهمني تطوير و استمرار خدمات البريد . . فلدي عدة نقاط آمل أن تكون في مكانها . . و يكون فيها الخير بإذن الله . .

عنوان موضوعي . . ( ما يحتاج إليه البريد؟ )

قبل أن نتحدث عن احتاج الموظف . . . أو علاوة الموظف أو ترقية الموظف . . دعونا نتحدث بشكل مبسط عن ما يحتاج إليه البريد لتطوير خدماته و جلب الإيراد الجيد جداً و تحسين الصورة أمام الجهور . .

و الحقيقة انا لست ممن لديهم اليد الطولى في بريد من حيث التحسين أو التعديل . . فأنا موظف مثلي مثل بقية موظفي البريد و لكن فقط أريد نقل الصورة الحقيقية للعمل البريدي و هموم موظف على أمل أن تجد متنفساً لها . .

البريد يحتاج إلى الكادر الوظيفي القادر على تحسين عملية و سير البريد بالشكل المطلوب و هذا متوفر و متواجد في جميع أقسام و أفرع البريد المنتشرة في أرجاء مملكتنا الحبيبة . .

و لكن ينقص هذا الكادر الوعي الحقيقي و الفهم الصحيح للعمل البريدي و الإيقان التام أن المادة البريدية أو الرسالة التي بين يديّ الموظف لربما يكون بداخلها مصير إنسان ما . . أي أن عمل البريد عمل اجتماعي . . و عمل خدمي لكل فئات المجتمع . .

انا لا أقول أن جميع موظفي البريد ليسوا على قدر من العلم و الاهتمام . . و لكن هناك من يعبث بجهل . . ليعطّل مصالح المستفيدين و يضر زملائه بما يفعل . .

موظفي البريد لديهم من القدرة ما تجعل الواحد منهم يعمل عن خمسة رجال أشداء لأن موظف البريد يعلم أن عمله يحتاج إلى جهد و إلى اهتمام و تركيز . .

العمل البريدي يحتاج إلى السرعة و الدقة و اتقان العمل . . سواءً أكان عمل ميداني أو مكتبي اداري . . و العمل الاداري ينطبق على جميع الدوائر و المؤسسات و الشركات . . و لكن البريد لديه موظفين يعملون لساعات طوال بين أكوام الرسائل و الطرود و البعائث البريدية و ذلك يتطلب انجاز المعاملات الادارية بسرعة كما هو في العمل الميداني و إنهاء البعائث و الرسائل و المواد البريدية الوارده أو الصادره . .

البريد يحتاج إلى عقلية ادارية و تجارية قوية . . و يحتاج إلى كادر ممتاز من أناس ذوي الأفكار التجارية و لدية الدقة و السرعة في تنفيذ القرارات و يعرف أين يضع هذا و ذاك و كيف يجب عمل هذا و متى يتم عمل هذا . . في وقت لا يكون فيه تعارض بين تلك القرارات أو الشئ المراد تنفيذه . . .

يحتاج البريد إلى تصحيح و تعديل الأمور الرئيسية . . مثل إنشاء مراكز جديدة قادرة على أداء العمل الكامل كما هو في المجمع المركزي أو بعض الأفرع الكبيرة التي فيها عدد كبير جداً من صناديق البريد . . و استقبال أكبر عدد ممكن من المواد و البعائث البريدية و لن يتسبب ذلك في عرقلة أو بطء العمل . . حيث أن هناك أفرع تكل و تتعب و تعاني من مشقة ضغط العمل و زيادة ما يرد إليها من البعائث و الرسائل و بالمقابل هناك أفرع لا يعلم موظفوها ما هو العمل . . مع الإشارة إلى أنه يوم عمل بسيط (استقبال رسائل من العملاء - تأجير صناديق) و نرى أن الجميع يتنافس على تلك الأفرع الصغيرة و من ينال الإنتقال إلى تلك الأفرع يُقابل بالتهنئة و التبريكات . . و السبب ؟؟ (العمل هناك راحه) !!

الخدمات التي طرحها البريد في الآونة الأخيره . . نعلم أنها قرارات حكيمة و صائبة من قِبل المسؤولين . . و أحد تلك الخدمات هي خدمة الخرائط الإليكترونية و العمل عليها يعتمد إعتماداً كلياً على تقنية الحاسوب . . والحقيقة فرحنا فرحاً شديداً و قلنا الحمدلله لقد بدأ العمل الحقيقي و يجب ألا نتوقف . . فالبريد قدم لنا تلك الخدمة الجديدة لكي نعمل لا لكي نعتمد على العمل على الحاسوب فقط . . بل يجنا علينا تطوير انفسنا . . و العمل بجد لكي نطور من الخدمات البريدية . .
و بعدما أُحضرت أجهزة الكمبيوتر و تم تشغيلها و عمل برنامج الخرائط الإليكترونية . . وجدت نفسي أشاهد جهاز الحاسوب و أتحسر !! لماذا يتم وضع جهاز حاسوب و ليس علينا سوى التطلع إلى شاشته المغلقة طوال الوقت ؟؟ لماذا لم تتم الخدمة بالشكل المطلوب و بالسرعة التي من أجلها وضعت و بدأت تلك الخدمة ؟
أقسم بالله العظيم أنني تحسّرت كثيراً على تلك الخدمة الممتازة التي اعتقدت أنها قفزة رائعه من البريد لكي يرتقي بخدماته و تحسين عمله . . . فليس على هذا الجهاز الذي يفترض أن يكون عمله الحقيقي سريعاً و متطوراً و يصدر منه العمل السريع و التقنية الجديدة الرائعه . . ليس عليه سوى الركود و الهدوء داخل مكاتب و أفرع البريد .
انا لا أقول أن جميع أجهزة الحاسوب لم يتم استغلالها حق الاستغلال في البريد و لكن يجب أن يكون هناك أكثر و أكثر و أكثر من العمل على الحاسوب و نستغله للتطوير و الابداع . . و لا نتوقف عند نقطة معينة في عملنا . .

قبل عدة أيام قابلت أحد مندوبي وكالات البريد كان يقوم بتوزيع (بروشورات) صغيرة على المارة و أمام مقر أحد أفرع البريد عن خدمات جديدة تم طرحها . . و عندما أخذت منذ تلك الورقة الصغيرة و قرأت ما عليها . . تعجبت . . (خدمة التوصيل المجاني) !! وكالة بريدية تقوم بالتوصيل المجاني لرسائل العملاء في مقر أعمالهم أو مؤسساتهم أو منازلهم . . و كانت تلك الخدمة من قام البريد بإبتكارها عند أول سماعنا لها . . و لكن كانت الوكالة البريدية الخاصة أسرع من البريد في تنفيذ تلك الخدمة و توزيع النشرات و الدعايات عن تلك الخدمة لصالحها !

أليست تلك الخدمة أن يكون البريد هو الأولى بها ؟ أليست تلك الخدمة هي التي يجب أن يكون البريد هو الأسرع في تنفيذها ؟؟ نعم له الحق الأول فيها و أعلم أن هناك اجراءآت و أمور يجب أن يتخذها المسؤولون تجاه تلك الخدمة الجديدة من تجهيزات و إعداد جيد و بذل الإمكانات لها . . و لكن . . كانت الوكالة أسرع في تنفيذها . . و تقوم بتوزيع الدعاية أمام مقر أحد أفرع البريد !!

صناديق البريد التي يشترك فيها عدة أشخاص . . و هناك من يقومون بالإعلان أمام محلاتهم التجارية أو مؤسساتهم . . هناك صندوق بريد للتأجير . . فقط قم بوضع مراسلاتك الشخصية على هذا الصندوق مقابل مبلغ مادي شهرياً !! و الضحية هو موظف البريد الذي يحمل مشقة العمل و فرز تلك الرسائل و المستفيد هو من يقوم بتأجير صندوقه على عملاء محله التجاري مقابل 300 ريال كل 3 سنوات تعطى للبريد !!

لماذا لا يتم توفير صناديق بريدية جديدة و استحداث أفرع جديدة و دعم الخدمات الجديدة بدعايات و إعلانات جيدة لكي يقبل عليها الجهمور و العملاء و تكون الفائدة للبريد كبيرة جداً ؟؟

نعم هناك صناديق بريد مغلقة و هناك صناديق بريد جديدة لم يتم استخدامها بعد و لكن قلة وعي المواطن للأسف و عدم قدرة البريد على عمل الدعاية المناسبة لخدماته هي المشكلة في عدم استفادته الاستفادة الكاملة من تلك الخدمات الجبارة التي يقوم بطرحها . . فتجد عدة أصدقاء يشتركون في صندوق بريد واحد و يتقاتلون على رسائل الفواتير و الكشوفات البنكية و آخر المطاف . . ترمى تلك الرسائل . . و لم يخسر في هذا الأمر سوى البريد و لم يتحمل الجهد و التعب سوى موظف البريد , ,

البريد لديه من القدرات إلى ما لا حدود و لكن ينقص هذا الشئ القوة في تقديم الخدمات إلى الشارع العام و إلى العميل الذي لا يعرف في البريد سوى فاتورة هاتف و كشف حساب بنكي و فيزا كارد أو ماستر كارد . . إلخ . . فيجعل من تلك الخدمات حديث الجميع و دعماً لمسيرة البريد العريقة التاريخ . . و التي للأسف طغت عليها الأعمال الإليكترونية و الإنترنت و استحداث الخدمات الخاصة من قِبل عملاء البريد و على عاتق البريد .

أفرع البريد كثيرة و خدمات بعض من تلك الأفرع ممتازة و ذات دخل جيد . . و لكن لو نظرنا إلى ما خلف الكواليس . . هناك أناساً يجاهدون و يسعون بكل قوة ليظهر البريد بالصورة الممتازة أمام العملاء و هناك من لا يهمه سوى . . أنه جاء لرمي عدة رسائل داخل عدة صناديق مشتركين و أين هو باب الخروج يا فلان ؟؟؟ و لا نراه إلا كل أسبوع مرة و هو مستعجل . . يريد الخروج . . و الإعتماد الوحيد هو أنه قام بالداوم يوم الخميس . . أو أنه قام بعمل لإضافي الأسبوع الفائت !!

الموظف ليس عليه ذنب . . و لكن المشكلة المطلوب دائماً لا يأتي دون البذل . . أي أنه يجب على البريد أن يعطي الموظف ما يحتاج إليه لكي يقول . . لقد أعطيتك . . فماذا أعطيتني ؟؟ لا أريد خروج عند الإنتهاء من عملك الأساسي و هو فرز البريد . . أريد منك أن تقوم بعمل اضافي و تقوم بالدوام يوم الخميس فهذا مقابل ما أعطيك إياه .

و في الحقيقة دوام يوم الخميس هو سلاح ذو حدين . . فموظفي الفترة المسائية قد اعتادوا على العمل في المساء و يوم الخميس هو كالكابوس عليهم . . حيث الاستيقاظ صباحاً أو عند الفجر و الحضور . . و لربما تلك المشكلة تنطبق بعض الشئ على موظفي الفترة الصباحية حيث أنهم اعتادوا على الاستيقاظ عند الساعة التاسعة أو الساعة و النصف و الاستيقاظ يوم الخميس عند السابعة معضلة كبرى ان استطاع الاستيقاظ !!

حقيقة . . هموم موظفي البريد كثيرة و لا تعد في موقف واحد . . و لكن هذا ما لدي حالياً و آمل أن أجد ردوداً حقيقية و تطويراً أفضل لخدمات البريد الذي هو من أفضل قطاعات العمل الحكومي و أجملها . . فهو في بادئ الأمر عمل انساني . . و مساعدة اجتماعية ممتازة .

و للجميع خالص تحياتي و تقديري
محمد الجساس