السلام عليكم

عندما دخلت التقنيات ممثلة في الانترنت السريع وسهل الاستخدام دخلت معها هموم وشجون الانسان المثير للجدل دائما ونقلت تلك التقنيات الحوار الدائم للاخوة ( من بني الانسان ) الى فضاء حاضر ومتجدد يتسارع مع حركة الوقت السريع الذي نلحظه في هذه الايام السريعة والمزدحمة ..

لا نحتاج لجهود عندما نريد ايصال شيء ما الى الآخر .. عندما تمتلك لوحة مفاتيح ( صنع في الصين ) تجعلك مباشرة على تماس مع الحياة طبعا مع توفر اتصال بالانترنت ( واظن ذلك آخذا في التحسن ) نقول ان كل ذلك نقلنا نقلة نوعية وذات سرعة عجيبة لم نحسب حسابها الصحيح وجعلتنا في معترك الحروف والافكار نناقش المجموع بحس الفرد وتوقيت المصلحة وفعل الحياة ..

كانت النورماندي الفرنسية بداية الانتصار الكبير ونحن مع التقنيات اشبه بنقطة التحول من الواقع المأزوم الى بداية العمل لتحقيق الانتصار شريطة ان نمتلك ادوات جيدة لتحقيقه ..

لن تقف هذه التقنيات عن التوسع في حياتنا ونحن لانكاد نحفظ من ادواتها سوى مفردات من مثل ( دمتم بود) ( محبكم ) والتي استغنينا بها عن سابق مفردات تذييل الخطابات التحريرة السابقة من امثال ( المخلص لكم ) وغيرها مما حفظنا سابقا ولكن الشاهد ان تلك المفردات ( المخلصة ) كانت تعي حجم البعد عن الآخر في المسافة والتوقيت .. فهل نعي ونفهم حجم المسافة التي تفصلنا عن المتلقي وفارق التوقيت ايضا ان كان هناك من فارق يذكر ؟؟

نعود للصراع المفتعل وتأليب طرف على الآخر لسهولة ادارته وادواته التي تتكسر عند واقعية العمل السليم والحقيقي الذي يأبى على تلك التقنيات استعجالها وسرعتها الرهيبة فما نحلم به سيتوفر ولكن لابنائنا بعد ان نضع لهم حجر الاساس السليم وبادوات صراع تكون اخف وقعا لامحالة ..

اذن هي معركة مفتوحة ومن يستسهل خوضها فهو ابعد الناس عن واقعها وابعادها .. بهذا نعلن وفاة التقنية وولادة الانسان الذي يبحث عن انسانيته بعيدا عن اي شيء آخر ..

والتقنية ستأتي لامحالة ايضا ولكن فقط بعد ان نجد انفسنا اولا واخيرا ..

محبكم