شكراً للمشرف القدير abufuzan لطرح هذا الموضوع للحوار والنقاش واسمح لي بالمشاركة

من اكثر الافات فتكا بمسيرة التقدم والنهضة واعاقة لعملية البناء والتطوير آفة اللجوء الى الواسطة لتحقيق الرغبات وبلوغ الامال وتسيير الامور اليومية مهما كبرت او صغرت.

ومن اخطر نتائج الواسطة والمحسوبية انها تؤدي الى ايقاع الظلم على كثير من الضعفاء الذين لا سند لهم ولا واسطة ومصادرة حقوقهم لانها تعطى لمن لا يستحقها.

ومن نتائج انتشار الواسطة والمحسوبية انها اشاعت لدى الناس اعتقادا راسخا بانه لا شيء يتم اذا لم تكن وراءه واسطة، وذهب بعضهم الى ابعد من ذلك عندما يقولون ان كل شيء ممكن بالواسطة، ولذلك نجدهم في بعض الاحيان يطلبون ما لا سبيل الى تحقيقه، واذا قلت لهم ان هذا مخالف للانظمة والقوانين او انه غير ممكن على الاطلاق جادلوك في الامر واجابوك بأنه ممكن عن طريق الواسطة !

ان انتشار الواسطة وتفشي المحسوبية هي السبب في ظاهرة وضع الرجل غير المناسب في المكان الغير المناسب، وهي السبب في تذمر الناس الدائم من الفساد الاداري وفقدان ثقة المواطن بالمؤسسات والدوائر.

ان قطع الطريق على الواسطة والمحسوبيات ليس صعبا كما يظن كثير من الناس، فبالارادة وصدق النوايا واحكام القوانين والانظمة ودقة الاسس والمعايير وتحديث اليات انتقاء الموظفين والمسؤولين والعمل بمبادئ العدالة والمساواة والشفافية والمساءلة يمكن وضع حد للواسطة والمحسوبيات وتمهيد الطريق امام مشاريع التنمية والتطوير واحلام النهضة والتقدم.