العرب يثبتون بأفعالهم وكأنهم ساديون ضد أنفسهم يتلذذون بعذاباتهم وآلامهم... كأن دمع التاريخ في دمهم خمر معتق يعيشون الثمالة به عند صوت كل نكبة بانتظار نكبة أخري حتي بدوا - في تاريخهم الحديث - وكأن لا هم لهم سوي مشاهدة التاريخ وهو يذرف دمعة اثر دمعة ونكبة بعد نكبة. إن بكاء التاريخ ليس كبكاء البشر, فالتاريخ لا يبكي إلا من صنع له في يوم من الأيام الأمجاد, ورفع له الرأس وذكّر به العالم يوم كادت البشرية تنسي التاريخ كله. والتاريخ أناني يبكي أمة القوة لا أمة الضعف والتخاذل, هو لا يبكي أمة تبكي .. إنه يستمر في البكاء من أجل أمة يعرف أنها تصنع له المستقبل الذي يروم. لقد تخيل العرب أن التاريخ يتجني عليهم ببكائه وما عرفوا أنه حب التاريخ للعمق العربي...
وددي السيلكون
اشكر مروركم العطر
تقبل تحياتي