الحلقة الثانية
إذا العلاقات الشخصية والنفعية هي العامل الوحيد الذي استندت عليه الإدارة السابقة لبريد منطقة المدينة المنورة في تعيين مدراء جهلة ليس لهم أي دراية في الإدارة أو الميدان . وليس ذلك فحسب ، وأيضا لا يملكون أي مقومات أو شهادات أو خبرات إدارية أو فنية أو تقنية . والبعض منهم لا يملك مراتب وظيفية تؤهله للعمل الإداري .
وكان المدير العام السابق يبعد أي مدير يشعر أنه لا يستفيد منه شخصيا ، ويستبدل بدلا منه مديرا يفيده ويفيد أسرته .
وكانت الطامة الكبرى التي تحل على رأس بريد منطقة المدينة حينما يكون هناك اجتماعا في الرياض لغرض ما ، إداري أو تشغيلي أو تقني . فلا ينتدب في هذا الاجتماع إلا من هؤلاء العصابة التي لا تدري عن شيء من حيثيات العمل ، وكان يبدو على محيا منظمي الاجتماعات في المؤسسة بالرياض علامات استنكار واستغراب كثيرة لجهل مبعوثي المدينة في الانظمة واللوائح وحيثيات العمل .
وكان مدير المنطقة يلام ويوبخ ، وكان يدافع عن موقفه بأن بريد منطقة المدينة المنورة يفتقر إلى من هم أفضل منهم ، وجميعهم جهلة ولا يفهقون شيء . وكانت الإدارة العليا بالرياض تسكت على ذلك ، لا أدري هل هو اقتناع بهذه الأكاذيب أو مجرد ابتعاد عن الصداع ( وهذا معروف عن إدارة المؤسسة أنها تبتعد عن كل ما يصدع رأسها ) .
وكانت خيبة الأمل تدوي دائما على سماء منسوبي بريد المدينة بأن التغيير لا يمكن أن يحدث بها ولا ندرس السبب ، حتى تدخل الملك عزرائيل عليه السلام بأمر إلهي بإنقاذ هذا الكيان البريد في المدينة المنورة .
وبعهد المدير الجديد الذي لا أعلم من اسمه سوى ( الطياري ) تفاجأ بل وصدم بما رأه وسمعه من حال مزري ومساعدين لا يفقهون من هذه الدنيا شيء غير الأكل والشرب و الـ ......... مثلهم مثل الدواب بل هم أضل .
وقام هذا المدير الجديد بتشتيت هؤلاء العصابة والتي كانت لهم بمثابة صدمة كبيرة ، انقطع سيل خارج الدوام وانقطع سيل الإكراميات وانقطعت كل سيول الظلم التي كانوا يرتوون بها دائما .
فكان توجيههم الجديد مجرد في مكاتب بريدية تفاجأوا موظفيها بقدومهم .
هؤلاء الذين كانوا بمكانة أمراء، كلمتهم سيوف ونظراتهم سهام ، كانوا يمنعون مالا يستحق المنع ويشجبون و يطردون ولا يوقرون .
تم توجيههم ليكونوا بين زملاء جدد لهم ، كانوا يستحقرونهم لأنهم من عالم آخر ، عالم لا يمكن أن يناسبهم ، عالم لا يليق إلا بالناس الشرفاء ،
وزعهم الطياري كل شخص إلى مكتب بريد ليبدأون عملهم بالميدان ، وبعضهم كان حظه عظيما حيث توجه للعمل في إدارة عند مدير منافق و جاهل ولديه من الصفات ماكان المدير العام السابق يتمتع بها ، فتم وضعه في أعمال إدارية ليستمر في دمار وخراب هذه الإدارات الفرعية . أما الآخرين فتم توجيههم إلى إدارات فيها أكثر عدلا ، فأجبروا على العمل في الميدان .
وهاهم الآن عدما يعاملون بالعدل يظنون أنهم ظلموا ، ظلموا بماذا ؟؟؟ بانقطاع المال الظالم الذي كانوا يتمتعون به من غير وجه حق ويتقاسمونه مع ......... وهو عبارة عن خارج دوام لا يعملون به ، أو انتدابات محلية لا يتواجدون فيها . واستهلاك البنود لحسابهم دون حسيب أو رقيب بشري .
وأصبحوا يفكرون برفع التظلمات والشكاوي متفرقين لان الظالمين لا جمعة لهم .
البعض سوف يعلق ويقول أن هذا الفساد المالي والإداري مستشري في جميع المناطق ..
فأقول نعم ولكن السكوت على هذه الظاهرات هي الضوء الأخضر الذي ينير دربهم ويجعلهم يتمادون .
فيجب أن يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت
ويجب عليهم التكفير عن ذنوبهم في حق الموظفين الذين شوهوا سمعتهم خلال السنوات العجاف الماضية ، والحقوق التي سلبوها
يجب عليهم الاعتذار عن كل ظلم عملوه أو علموه أو شاركوا به .
قبل أن يأتيهم هادم اللذات ويقصف أعمارهم كما قصف أعمار غيرهم .
الحمد لله رب العالمين