كلام جميل أخي فارس ففي الحديث أن الله جلا وعلا يقول أنا عند حسن ظن عبدي بي , فليظن بي ما يشاء , يعني ما كان في ظنه فأنا فاعله به , ولا ريب أن احسان الظن إنما يكون مع إحسان االعمل , فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه وأنه لا يخلف وعده, وانه يقبل توبته , وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات
فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه , قال : الحسن البصري( أن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل, وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل). وفي رواية أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ كَلَّا بَلْ حُمَّى تَفُورُ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ كَيْمَا تُزِيرَهُ الْقُبُورَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَعَمْ إِذًا , يعني هي كما قلت .
وخلاصة القول أن المؤمن لا يكتمل إيمانه إلا بحسن ظنه بربه في جميع اموره سواءً فيما يتعلق بامور الدنيا أو الأخرة , لكن كل ذلك لا يتعارض مع النقد الهادف لاي مشروع كان بغرض واحد لا ثاني له وهو الاصلاح لذات المشروع ولكن قد يتوسع النقد إذا كان من يقومون عليه يمتطون الخداع من أجل تحقيق مآربهم الشخصية , حين اذا لسان الحال يقول : لست بخب ولا الخب يخدعني .