صبـاحـكـم جميـل .. أيهـا الأحبـة
الدهليز .. كلمة فارسية استخدمناها بنفس المعنى لتحديد الموقع الذي يبدأ من مدخل المنزل مرورا بالردهات والغرف الداخلية للمنازل القديمة ، وعادة ما يكون هذا الدهليز على شكل ضيق لا يتسع لأكثر من فرد أو أثنين .. وقد اعتمدت إضاءة الدهليز على أصحابها ، فالبعض يترك السراج في دهليزه بصورة دائمة فهو يحب أن يدخل منزله في إضاءة واضحة تفاديا لما يصادقه من زواحف في جحور تلك البيوت القديمة ، بينما بقي البعض الآخر يعبر الدهليز وقد حمل معه فانوساً أثناء المرور ، ويكتفي أن يسير بالإضاءة لنفسه دون الغير من القادمين ... وتبقى الفئة الأخيرة والذين تحسسوا مواقع أقدامهم حتى يصلوا إلى المواقع التي تضئ بها شعلة في مجالسهم أثناء الليل انتظارا للنهار لرؤية لا تكلفهم عناء الماديات أو الاجتهاد في الاستعداد والرغبة في التدبير .

ذلك ماضي عشناه في أيام الأسرجة والفوانيس تنطلق إضاءتها لمسافات قصيرة محددة فلا تعرف من القادم أو المختبئ تحت السلالم ( الدرج ) .

وهكذا اقتحمت الكهرباء تلك الدهاليز فأضاءت لأصحابها المواقع ، وعرف مهندسو العمران أن الدهليز من التصاميم الخاطئة لانعدام إضاءة الشمس وقلة الأكسجين ، لذا عملوا على تغييرها في الخرائط والمباني الجديدة ... تلك تغيرات تزامنت مع معاني الإدارة والتي أصبحت متغيراتها من الضروريات لتتمشى مع الحديث للعمران والصناعة والفكر على المستوى العلمي ، والأدبي ، والعلمي المتأدب لتسهيل الِإدراك في صعوبة النظريات ... وهكذا انقسمت الفئات على نفسها في ممارسات مختلفة ، فالبعض يرغب البقاء في موقعه .. وآخرون اعتنقوا هذا التغيير ، بينما البعض الآخر استطاع أن يصنع نظريات جديدة تتمشى مع المنطقة التي تُمارس بها الإدارة .. تلك تفاعلات إدارية بين الأفراد لمختلف المستويات للمناصب الوظيفية ، وسوف يعبر القارئ بقطار بين الحديث والقديم ، ويتمحص بنظره وفكره دهاليز المواضيع .. فيجد المتنوعات من المدارس النظرية والتطبيقية .. والتصرفات الخاصة .. والممارسات الغربية .. ويتعرف على العصامي الذي حارب نفسه مع متطلبات الحياة الإدارية .. وآخرون استطاعوا أن يعيشوا حياتهم الوظيفية طولاً وعرضاً باليسار واليمين .. ولا تستغرب إذا عبرت دهليزا ووجدت صاحبه من المتفرجين .. تلك دهاليز المناصب الوظيفية التي لا تخرج عن حياتنا العملية الوظيفية اليومية في هذه المواقف من دهاليز المناصب الوظيفية .
المؤلف

وسنـورد لكـم إن شـاء الله ..
مقتـطفـات عـن بعض مـاجـاء.. في هـذا الكتـاب
وأرجـو الفائـده لـي ولكـم

تحيـاتـي