السـلام عليكـم ورحمـة الله وبركاتـه
لنتـابـع مـعكـم أيهـا الأحبـة .. القـراءة في هـذا الكتـاب العجيـب ونتفكـر
المركزية الصوتية والألفاظ
كلما زاد فراغ المادة ، وحتى أجسامنا فإن الصوت الخارج من هذه المادة سوف يرتفع ويزداد صداه ، ويعطى انطباعات قد يراها العديد من العاملين مع هذه المادة شكلاً من أشكال الخوف والتخويف مما يعكس على الآخرين القلق الدائم ..وتبقى لنا العبرة محفوظة في القرآن الكريم مع قوم موسى وأخيه هارون وقصة خروجهم من مصر إلى فلسطين ..
هناك وعند جبل الطور عندما غادر موسى قومه بأمر من الله وترك أخاه مع القوم وكان من ضمن هؤلاء (السّامري ) والذي كان يحمل قبضة من أثر البراق الذي حمل جبريل عليه السلام في إيصال الرسالة إلى النبي موسى عليه السلام، وقد كان السّامري من عابدي الأوثان والأبقار وقد أندس مع قوم موسى بعد أن أعتنق الديانة الموسوية إلا أنه في لحظات ضعف عاد على ما كان عليه من دين الوثنية القديم ,
حيث كانت النية مبيته منذ أن حمل هذه الأثر ، فبقيت هذه الحفنة بيده حتى حان وقتها عندما أراد قوم موسى أن يتخلصوا من الذهب الذي سبق أن استعاروه من قوم فرعون ، ويالها من أمانة لم يستطع القوم الاحتفاظ بها وتخلصوا منها بطريقتهم التي ترضيهم في ذلك الزمان حيث رموا بهذا الذهب في الوادي وأشعلوا به النيران ، في تلك اللحظات قذف السّامري بحفنة التراب وتمتم ببعض الدعوات فكانت مشيئة الله أن يتحول الذهب على هيئة عجل من الذهب مفتوح الجانبين من جهة المؤخرة والرأس ، وجاء حسب القاعدة العلمية أن يدخل الهواء من هذا الفراغ ليخرج الصوت من الجهة الأخرى , فخاف القوم وظنوا أنه الإله فخروا له ساجدين وكان ما كان من القصة التي نعود بنتائجها إلى المركزية الصوتية وسؤ الألفاظ عند الإدارة والإداريين ،
واستخدام هذا الصوت و اللفظ بالتهديد والوعيد . تلك المركزية الصوتية التي يتعلق بها البعض فتنكشف سرائرهم للآخرين دون علمهم فيفقدوا الاحترام ، وتبقى فئة مغلوبة على أمرها يلاحقها هذا الخوف من تلك الأصوات والألفاظ فليس كل من يفاجأ بالصوت يعرف مغازيه ..
إن المركزية الصوتية وسوء الألفاظ مزعجة بحد ذاتها وتقتل الحماس الصامت وتجعل النفوس تعيش قلقة خائفة طالما يلاحقها هذا الصوت لسلطة تنفيذية تعتمد على صوتها بكلمات جارحة ولفظ غير مبنى على أسلوب الرقي في علم التعامل مع الأفراد ، ويهرب صاحب اللفظ من مناقشة الموضوعية ويُسكت الآخرون بهذا الصوت الكبير لينطلق وقد حطم القيود كلها بذبذبات الصوت الكبير حتى أن الخطوات تتشاور في أي منها الجراءة في التقدم للدخول على هذه المادة الإنسانية لتوقعها أن تسمع الصوت واللفظ فلا تستطيع الهرب ، فينكسر داخله أمام كلمات لا تخضع لنظام أو عُرف إداري يطلق عليه نظام مركزية الأصوات ..
إن من العجائب التي يساعدك التجوال والإطلاع عليها أن أحد أشتكى من هذه المركزية الصوتية وسوء الألفاظ لعدم تعامله بها مع الآخرين ولمعرفته أن صاحب الفراغ لا يستطيع النقاش والهروب إلا بهذه الأصوات .. وماذا كان الرد على هذه الشكوى إلا بعض التعليل أن طبيعة الطبقة الصوتية لهذا المسؤول العلو في الحديث والتعبير .. ورد صاحب الحق بكلمات لو أدرك من سمع معناها لبحث في أسلوب الإدارة من جديد .. فقال صاحب الرد .. أوافقك الرأي على ارتفاع طبقة الأصوات و انخفاضها ولكن ألا توافقني أن هناك من ترتفع طبقته الصوتية ويعرف معنى الأدب بالألفاظ .. وآخر تنخفض الطبقة الصوتية بسوء الأدب ، فكيف إذا اجتمعت الطبقة العالية مع سؤ الأدب صوتاً ولفظاً .. إنها كلمات تحمل بعض شعاع الحكمة ، ويكفي هذا الرد لمركزية الأصوات وسؤ الألفاظ والتي تحاول التغطية على الأمور المنطقية بما تنتمشى مع الرغبات الخاصة باستخدام مركزية الأصوات ..
تحيـاتـي