النية يا صاحب النيات

جلست بجمالها الفاتن ولبسها الذي به تنام , وحولها أربعة من أطفالها بينما تركت ثلاثة آخرين يلعبون على السلم .. أحدهم يصرخ ولا مجيب ، وكانت البقية الباقية من الأطفال يلعبون في الشارع حيث بلغ عدد أطفالها عشرة أطفال . تكاد لا تميز بينهم ليس بالتشابه بل لأن الأوساخ التي تغطى أجسادهم تجعل الأم والأب يبحلقون في الطفل قبل أن ينادونه باسمه ا لمعروف .. وبقيت كعادتها خلف النافذة وقد توارت من خلف الزجاج الذي يعكس إضاءة الشارع فلا يظهر من يجلس خلفه ..

وراقبت وهي تحصي عدد السيارات التي تقف لهم تحت منزلها ، ليخرج منها إنسان انعكست على محياه هيبة المادة التي سوف يدفعها سعرا للطلب الذي جاء من أجله , وينادي صاحب السيارة الأولي بالاسم الجميل .. ومساحة من الزمن ينتهي غرض القادم ليدفع المبلغ الذي تم الاتفاق عليه ويغادر الموقع على أمل أن يلتقي بذلك الجمال بالوقت الذي تم تحديده ، وتزداد أعداد السيارات وعدد القادمين للتزاحم على الجمال ، ويزداد المبلغ الذي يتعدى عدد الأطفال بالأضعاف ، ويصعد الأب في ليلاه ليرتاح , إذا بزوجته التي تعرف الأرقام تقف محاسبة له عن المبلغ الذي تم تحصيله ، وكم تحتاجه من أجل ذاك الفستان وبقية اللبس العريان ، ويستمر الخناق كعادة كل ليلة لينام الزوجان بغرفة منفصلة متقاسمين الأطفال دون أن يعرفا أي الأطفال هنا وكم البقية هناك .. ويأتي الصباح بنوره على الأرض ويستمر الظلام في قلوب العائلة والأطفال .

وتتوالى السيارات بالقدوم فهذه السيارة فارهة نزل منها غاضبا ًلاختلاف الميعاد ، وسيارة صغيرة ليس لها إلا واحد من الأبواب ، نزل منها شاب متحمسا ومستعداً أن يخوض المعركة ليستعيد نقوده أو يحصل على كان . وتتوالى السيارات لينتهي الوقت برجل تخطى عمره الخمسين عاماً وتكاد السيدة لا تسمع صوته وهي جالسه في نفس الموقع ، ويمتد رأسها قليلاً من زاوية ذلك المكان ولكن صوت الرجل يضيع مع صوت الآذان .. ويصعد الأب ثائراً منفعلا بدأت عليه الأحزان ، وتراضيه بكلمات وتلومه على عدم مقدرته في توزيع الوقت ليُرضي عملائه والذين قدموا لينهوا أعمال الحديد والألمنيوم ، فهذا امتلك الفيلا ولم يبق إلا بعض القضبان والآخر احتاج لعدد من الأبواب الألمنيوم للمطبخ والدكان ، والأخير في بداية الطريق ليأخذ المهندس بعض المقاسات ، وهكذا تستمر حياة الرجل في تجارته لصناعة الحديد والألمنيوم الذي أخذ لمحله جانبا تحت بيته حول العمران ، واختارت زوجته أن تراقب العملاء وتحسب الأموال أو تكتفي بسماع التهديد ليصعد زوجها وهو حيران ، وتستمر لعبة الكذب بين الأب لعدد من الأطفال وبين أصحاب الاحتياجات ..ولو صدق الزوج مع الآخرين لارتاحت الزوجة وبقية الزوجات .


تحيـاتـي