السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك اختي وفاء على هذا الطرح
كما أشكر أخي رحال على ماجادت به أنامله مستشهداً بالنصوص من القرآن الكريم والحديث الشريف
هذه المرة الثالثة التي تكررت زياراتي لهذا الموضوع واحترت في الرد لأننا لو تمعنا فيه لوجدناه موضوع معقد عن فرد ( يتيم ) ومجتمع يحيط به (أب , أم ...الخ) وبحسب موقعه وسط هذا المجتمع اكتسب صفة اليتم
ولما تطرقت اليه الاخت وفاء من حالة تخلي الوالدين عن الابن
لعلي اكتفي بذكر شيئ موجز عن دور الام والاب في حياة هذا الطفل.
وبما أن اليتيم يبقى كذلك حتى يبلغ الحلم وهي سن الخامسة عشرة
اذاً مرحلة اليتم هي مرحلة طفولة وهذه المرحلة تنقسم الى ثلاثة مراحل تتداخل مع بعضها البعض وهي
مرحلة المهد
مرحلة الطفولة المبكرة
مرحلة الطفولة المتأخرة
ورغم تداخل هذه المراحل الا انها يختلف فيها سلوك الطفل ونموه واحتياجاته ويطول الحديث عنها بالتفصيل ولكن مايهمنا هنا هو دور الوالدين
فالأم والاب هما وحدة انتاجية بيوليوجية تحولت بانتاج الطفل الى وحدة اجتماعية
وهما يؤثران في النمو النفسي السوي وغير السوي للطفل كما أنهما يؤثران في نموه العقلي ونموه الانفعالي ونموه الاجتماعي.
من الممكن أن تعتني الأم بطفلها كثيراً دون أن تقدم اليه الدفئ والحرارة , وهذا البعد الخاص بدفئ العلاقة بين الأم والطفل أو برودتها هو ما يتكشف لنا في الوقت الذي تصرفه الام في اللعب مع الطفل أو الصلات العاطفية به , ولهذا العامل أهمية خاصة في تحديد كيفية ادراك الطفل لأفعال الأم , فالعقاب البدني الذي يقع من أم عطوفة حانية تكون له عادة نتائج وآثار اجتماعية مرغوبة على حين أن مثل هذا العقاب لو وقع من أم تتسم علاقاتها بالطفل بشيئ من البرود فقد يؤدي ذلك الى عدوان موجه ضد المجتمع من قبل الطفل وتحوله الى شخصية عدوانية منتقمه من المجتمع في صورة امه .
ونوع العلاقة التي تنشأ بين الوالدين والطفل وطريقة معاملة الوالدين للطفل يعتبر عاملاً هاماً جداً يدخل في تشكيل شخصيته فإذا ما نشأ الطفل في جو أشبع بالحب والثقة فإنه يتحول الى شخص يستطيع أن يحب لأنه يتعلم كيف يحب وسينمو الى شخص يستطيع أن يثق في غيره لأنه عاش في جو من الثقة مع الوالدين , مثل هذا المنزل يساعد الطفل على اشباع حاجاته النفسية كالشعور بالأمن والطمأنينة والاحساس بقيمته الشخصية .
ومجرد التهديد بالحرمان من قبل الوالدين نحو أبنائهم يساعد على تنشئتهم تنشئة غير سليمة , فقد قارنت دراسة بين مجموعتين من الاطفال كل منها 45 طفلاً وكانت المجموعة الاولى تحتوي على أطفال نشأو في ظروف يسودها الحب والقبول والدفئ العاطفي , والثانية كانت تتضمن أطفال من الملاجئ والذين يفقدون تلك العلاقة .
فأظهرت المجموعة الأولى نمواً طبيعياً في الاستجابات الانفعالية والذكاء
أما المجموعة الأخرى فقد أظهرت ملامح الانطواء واللامبالاة وانخفاض مستوى الذكاء.
خلاصة:
لايحتاج الطفل فقط الى الماء والهواء والطعام , ولكن الى جانب ذلك فإنه يحتاج الى الجو العاطفي الانفعالي السليم الذي يدعم نمو شخصيته منذ البداية , وتصبح كل الخبرات التي يمر بها الأطفال ذات أهمية كبرى في تحديد سمات شخصياتهم , ومن ثم يجب على الآباء أن يتعرفوا على تلك الحاجات عند الأطفال وأن يعملوا على تنميتها واشباعها في الإتجاه الصحيح حتى لا تترك آثاراً ضارة على شخصية الطفل ومن تلك الحاجات : الحاجة الى الحب والحنان والحاجة الى الشعور بالانتماء والحاجة الى تأكيد الذات والحاجة الى الإنجاز والحاجة الى الإستقلال والحاجة الى الرفاق والأصدقاء