اشكرك اخي عادل على المرور الكريم...
والحمد لله على الفائده..
اضيف الى الموضوع بعض المعلومات...
يقول الله تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (العنكبوت: 14).
وقد ذكر ابن كثير أن هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه وهذا بخلاف المسلم المؤمن، قلبه لله، وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع، متمسك بالعروة الوثقى.
ويقول الدكتور احمد فؤاد باشا نائب رئيس جامعة القاهرة: من لطائف التعبير القرآني أن المقصود بالوهن المذكور في الآية القرآنية الكريمة ربما يكون مرجعه إلى ما كشف عنه العلماء من ضعف البنية الاجتماعية في بيوت الحياة للحيوانات الراقية، فلا تجد في عالم العنكبوت سوى الأنثى تطيح برأس زوجها أو صغارها وتهجرهم إلى غير ذلك من مظاهر التفكك وعدم الترابط.
ويضيف الدكتور احمد فؤاد باشا “إن الإعجاز العلمي في التعبير القرآني يتجلى في الفعل بصيغة المؤنث في “اتخذت” وهي إشارة في غاية الدقة للدلالة على أن الأنثى وليس الذكر- هي التي تقوم بصنع نسيج البيت، وكذلك الإشارة إلى ظاهرة التفكك الأسري في بيت العنكبوت، في أن العنكبوت الأم تقوم بقتل زوجها بعد التلقيح مباشرة، وكذلك يهجر الصغار الأعشاش في سن مبكرة.
والوهن في بيت العنكبوت وليس في الخيوط ، وهنا إشارة صريحة دقيقة، فخيوط بيت العنكبوت يبلغ سمك الواحد منها في المتوسط واحدا من المليون من البوصة المربعة، ورغم دقتها فهي أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، ومن الناحية المعنوية، فإن بيت العنكبوت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد، ذلك لأن الأنثى في بعض الأنواع تقضي على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب وذلك بقتله وافتراس جسده لأنها اكبر حجما وأكثر شراسة منه، وفي بعض الأحيان تلتهم الأنثى صغارها دون أدنى رحمة، بل إن الأخوة الأشقاء يبدأون في الاقتتال فور الخروج من البيض من اجل الطعام أو المكان وتنتهي المعركة ببقاء عدد قليل، ويكرر من ينجو المأساة نفسها التي تجعل من بيت العنكبوت أكثر البيوت شراسة ووحشية، وانعداما لأواصر القربى.
مقارنة :
ويؤكد بحث متخصص في المقارنة بين بيتي المسلم والعنكبوت أن بيت المسلم فيه الصغير مرحوم ومحاط بالرعاية والعناية والحب والعطف، والكبير فيه موقر محترم، كل فرد يحب لأخيه ما يحب لنفسه، لا تقوم فيه العلاقات على المصالح المادية الدنيوية فقط بل تسودها المودة والرحمة ولين الجانب والكلمة الطيبة وللزوج فيه كل تقدير واحترام، القوامة له طواعية وبرضا وهو باني البيت ومؤسسه وحاميه والمسؤول عن وقاية الزوجة والأبناء من الهلاك، وللزوجة فيه مكانتها العالية ولها من الحقوق مثل الزوج. بيت كرم وضيافة وجيرة حسنة، يحافظ أهله على الحيوان ويرفقون به، لا ظلم فيه ولا استغلال، متماسك متعاون، لكل فرد فيه حقوقه.
أما بيت العنكبوت,,,
فقد غابت منه المودة والرحمة، فالأنثى تأكل الذكر عقب التلقيح، والأبناء يأكلون أمهم، ويهرب منه الذكر خوفا على حياته، بيت يقوم على المصالح والمنافع المؤقتة فالأنثى تغازل الذكر وتغريه وترحب به وتتزين له عندما تحتاج إليه فقط، ثم تحاول القضاء عليه، والصغار عندما تتوافر سمومهم عقوا الكبار وعقروهم وأكلوهم، بيت القوامة فيه للأنثى، فهي التي تبنيه وتسمح للذكر بالدخول فيه، وتفضل الحياة بعيدا عنه.
ولكم احترامي،،،
اخوكم رحــــــــال...