سعود بن عبدالمحسن.. والفرحة بالقائد

جاءنى صوته جهوريا.. عملاقا.. ينطلق من أعماق إنسان.. بما تعني الإنسانية من معانيها المترعة بالخير والحب والسمو.. معزيا في شقيقي احمد.. طيب الله ثراه.. وكانت عباراته ترقص فرحا.. وتهتز طربا (ليس سجعا أو ترفا في العبارة) وإنما هي حقيقة كانت كلماته تشيع أجواء البهجة والسرور والانشراح.. فهو أدرى الناس بتثمين زيارة لزائر في حجم عبدالله بن عبد العزيز الرجل الذي أفاء الله به على هذه البلاد..حبا ونماء.. وخيرا وجداول رقراقة من العطاء.. الخير.. سنام ذلك كله مخافة الله.. تحكم في توازن عجيب جميع سكناته وحركاته.. وهذا سر عظمته وتفوقه.. اذ لم يكتمل العام على ولايته حتى عم الرخاء وأشاع الحب.. وانطلقت آمال المواطنين من عقالها وأصبح الناس ينامون على حلم ليروا ارهصاته في الصباح.. ولعل مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية أول الغيث تهمى على حائل وأهلها والمملكة.. الشكر لله المنان وحده الذي حبا هذه البلاد بهذا الرجل وحفظه وصان عافيته وعمره.
سعود بن عبدالمحسن السهل الممتنع:
وهذا يفسر فرح سعود بن عبدالمحسن الذي يمثل القيادة لحائل عروس الشمال ودرة التاريخ.. وأسطورة (حاتم الطائي) المتكررة نسخه في شخوص الكثيرين من أبناء حائل يتقمصون شخصيته.. ويرون فيه المثل الاعلى.. ولا يعرف تفسير هذه الظاهرة (الكرمية) الا من زار هذه البقعة العزيزة.
جاءنى صوت أميرها داعيا للمشاركة في هذه المناسبة التاريخية وكأنه يدعوني الى بيته.. فحائل داره وبيته وأهله وذووه وفصيلته التي تؤويه.. ويسوسها ويقودها راعيا نهضة جديدة تضع حائل في قلب المعادلة.. سعود بن عبدالمحسن هذا الرجل السهل الممتنع.. يظلمه الكثيرون عندما يحكمون عليه من الوهلة الأولى والنظرة الأولى.. فشموخه واعتداده بنفسه.. يخيل معه للبعض انه شديد وقاسٍ.. وحقيقة الأمر لمن يعرفه انه رقيق الحاسة يذوب وجدانه رقة يشقى بهموم مواطنيه.. يمتلك حاسة عجيبة لعلها (فراسة العربي المؤمن) ويتكئ على ثقافة ابداعية رائعة.. ويملك ذائقة الفنان.. عندما يحاور يمسك بناصية الكلمة يطلقها كفارس من فرسانها.. ومساحة الحرية في النقاش وهامشها ليس لها حدود.هذا الأمير الإنسان يتعاطى الإدارة من واقع ثاقب النظرة المحيط بالأمور.. عرك الحياة منذ كان موظفا في وزارة التخطيط.. عرف عنه زملاؤه تواضعه وحرصه على أن يكون قريبا من مواطنيه لا تفصله عنهم.. الإمارة.. بل هي تقربه منهم.. ومارس التجلي.. نائباً لإمارة منطقة مكة المكرمة.. امتاز بالحكمة والروية وبعد النظر.. وعشقه للتحدي وقهر اليأس.. تعرض لإصابة الفقرات في ظهره وأجرى عمليتين.. ومع ذلك لم تمنعه من مواصلة العمل، فهو يعشق عمله ويستمر فيه في تحقيق آمال قومه وفقه الله.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

الكاتب
علي محمد الرابغي