[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الدنيا بما فيها وما عليها ، لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، فهي دار عمل وليست دارُ بقاء ، وهي دارُ عباده لله وحده .

والناس على صنفين ، أحدهما صالحٌ عاملاٌ مخلصاً لله موحداً له ، يسيرُ في طاعة الله ، وعلى هدىً ونورٌ من الله .

يقول المولى جل في علاه : { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } .

فهذه العبادة نورٌ وضياء للمؤمن الصادق المخلص ، وهي طريقه إلى السعادة الأبدية التي وعدهم المولى جل في علاه حيث قال : { لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَآئِزُونَ } .

وقوله : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } .

وقوله : { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } .

وقوله سبحانه : { وَقَـالُواْ الْحَـمْدُ للَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } .

فهؤلاء قد نور الله بصائرهم في الدنيا فعرفوا الحق فاتبعوه وعرفوا الباطل فاجتنبوه ، فهم على نورٍ من ربهم ، تحت رحمة الله وعنايته ، لأنهم صدقوا الله فصدقهم الله .

فالمؤمنين الصالحين العاملين ، باعوا حطام الدنيا بالباقي في الآخرة ، لذلك استحقوا دخول جنات النعيم والرضا من عند الله .

والصنف الآخر ، من أحبوا الدنيا على الآخرة ، ورضوا بحطامها على الباقي ، يسيرون في خطوات الشيطان ، لا يعرفون منكراً إلا أتوه ، ولا يعرفون معروفاً إلا اجتنبوه .

فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وأظلمت عليهم الدنيا بما فيها ، فهو لا يرون إلا الظلام ، ولا يسيرون في طريق النور .

وقد قال المولى جل في علاه : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ لْقِيامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كذٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ لْيَوْمَ تُنْسَى } .

وقوله سبحانه : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ } .

وقوله تعالى : { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوساً } .

وقوله تقدست أسمائه : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } .

فالمؤمن كالشمعة تضيء لنا لنهتدي بها في طريق الظلام ، ويمشي في نورٍ من ربه ، ويعرفُ طريقه ومسلكه إلى أين .

فلا تطفئ شمعة طريقك حتى لا تقع في حفرِ المعاصي والذنوب .

أسئل الله الكريم أن ينور طريقنا ، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحياتي لكم
إداري
marhba@saudipostal.com



[/align]