مقدّمة تعريفيّة للتفاعلات مع الأوضاع البيئية أشكرك عليها أخي أمل القلوب!!!!

فالإنسان دائماً تراه وتقـيـمه حسب بيئته!!!!

حتّى فكره ولفظه يختلف حسب بيئته ففي الوقت الذي نجمع فيه بتأثير الواقع الثقافي والاجتماعي على عاطفة الإنسان نقول أيضاً أن طريقة التعبير عن المشاعر (( الثناء-أو الهجاء)) تتغير وتتطور، وذلك بحسب التطور في البناء الثقافي والاجتماعي، بمعنى أننا بحاجة وبشكل مستمر إلى البحث عن إطار لفظي أكثر تحضراً ورقياً لكي نضع فيه عواطفنا وأفكارنا، ولعل حادثة ((علي بن الجهم)) مع المتوكل تـُقـدِّم لنا ما يعزز الفكرة التي نتحدث عنها، فقد قيل أن علي بن الجهم قدم على المتوكل من البادية ، وكان بدوياً جافياً حافياً جلف المبدى والقول فأنشده قصيدة، قال فيها:

أنت كالكلب في حفاظك للودّ

وكالتيسُ في قِراع الخطوب

أنت كالدلو لا عدمناك دلواً

من كبار الدلا كبير الذنوب

فعرف المتوكل قوة قريحته الشعرية وخشونة لفظه وأنه ما رأى سوى آثار بيئة البادية، فأمر المتوكل له بدار جميلة تقع على شاطئ دجلة وفيها بستان رائع الخضرة، وهذه الدار تطل على جسر يتخللها نسيم لطيف، حيث كان يرى حركة الناس ومظاهر مدينتهم، فأقام على هذا الحال فترة من الزمن والأدباء والفضلاء يتعاهدون مجالسته ومعاشرته، ثم استدعاه المتوكل لينشده، فحضر وأنشد:

عيون الـمـها بين الرصـــافة والجســــر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أخوك أبو عدنان