شكراً أحبتي في الله بالتذكر في غنى الأنفس بالقناعة وفقر من ليس لديه من هذه الدنيا مناعة!!!

فقد سمعت عن قصة مماثلة لهذه القصة ولكن بطلتها للأسف الشديد والطامّة القاهرة بأنها في المرحلة الإبتدائية!!!!!

الفقر هو عبارة عن (( حالة من الحرمان المادي تتجلى أهم مظاهرة في انخفاض استهلاك الغذاء كماً ونوعاً وتدني الحالة الصحية والمستوى التعليمي والوضع السكني والحرمان من تملك بعض السلع والأصول المادية الأخرى وفقدان الاحتياطي أو الضمان لمواجهة الحالات الصعـبة كالمرض والإعـاقة والبـطالة والكـوارث والأزمـات ))

ويربط الاقتصاديون بين الفقر ونقص الدخل ولكن الاجتماعيين يرون أن الفقر لا يعني نقص الدخل فقط ولكنه يرتبط بالحقوق والعلاقات وكيفية تعامل الناس فيما بينهم ونظرتهم إلى أنفسهم والإستحاء من نظرة المجتمع الّذي حول الفقير والــّـذي ولــّـد تأثير نفسي لدى الفرد كما حصل لهذه الطالبة التي لاحول ولاقوة لها في هذه المشكلة التي هي مشكلة مجتمع أكثر من مشكلة (( فرد )) .

حيث اعـــتــُـبــِرت تقارير التنمية البشرية الفقر مفهوماً مركباً متعدد الأبعاد يتجاوز مجرد الحرمان من الضرورات المادية ليتضمن مفهوم الحرمان من الخيارات والفرص التي تعتبر أساسية لتحقيق التنمية البشرية. فهدف التنمية أن يحيا الإنسان حياة طويلة وصحية خلاقة وأن يتمتع بمستوى معيشي لائق، لذا نجد أنفسنا أمام مفهوم جديد للفقر هو مفهوم القدرات وأهمها الصحة ومعرفة القراءة والكتابة وهما عاملان هامان في ما إذا كان الشخص تشمله حياة المجتمع أو أنه مستبعد منها .

فهاكم قصة الطالبة الغنية والطالبة الفقيرة التي والله بها من العبر ما يجعل النفس والعقل يخجلان فقد قرأتها يوماً وتأثرت من قرآئتها هاكم الحوار بين كاتبة القصة وبين زميله لها وهي ترويها بنفسها :

كنا في الثانوية

كانت هي الوحيدة الجادة والمثابرة في الفصول وكنا بكل غرور وسخف نلمزها بفقرها فقد كانت لا تغيّر المريول والشنطة خلال العام، وكانت لا تكترث بنا، وأذكر أيضا بأنني تعلمت منها درساً قاسياً لن أنساه فقد حـُـفـِر في ذاكرتي!!!!

ففي يوم من الأيام وبغروري وبما أملك أردت أن أحرجها ، فقلت لها وبدون مقدمات وبسؤال مباغت هل أنت سعيدة ؟

ردّت بهدوء.. وما هو مقياس السعادة في نظرك؟؟

قلت بثقة كلّ ٌ يفهم السعادة حسب هواه ومزاجه!

ردّت قائلة: وضـّـحـي أكثر!!!

فأجبت بلغة واثقة: إذا تحققت رغباتي وجدت السعادة!!!!

باغتتني قائلة: وما هي رغباتك؟

أجبت وأنا أخفي ارتباكي: الأكل والشرب واللبس والمال والتمتع بالحياة هذه هي مظانّ السعادة !!!

اعتدلت في جلستها قائلة: كم هم الذين يأكلون ويشربون ويتمتعون ولديهم المال الوفير وهم غير سعداء؟

قلت بارتباك أكثر: لا أعرف عددهم فهم كثير جداً !!!

ابتسمت قائلة: إذاً السعادة في غير هذا الإتجاه!!!

فقلت: وأنا آخذ نفساً عميقاً: صحيح صحيح هي في غير هذا الإتجاه!!!!

ونتيجة لهذا الحرج الذي وقعت فيه أردت أن أنقذ نفسي، غيّرت دفة الحديث

فقلت لها: تحضرين للمدرسة مع الباص كل يوم؟

فرمقتني بطرفها كأنما فهمت ماذا أريد وردّ ت بثقة، وأنت تحضرين مع السائق الأجنبي ا لخاص بكم؟

فأعدت الحديث إلى الباص هروباً قائلةً: ألا تتضايقين من كثرة الزحام؟

فابتسمت قائلة: وأنت ألا تتضايقين من نظرات السائق؟ ثم أكملـَـت : وأنا في الباص أجد متعة عندما أحس بمعاناة الآخرين!!!

هدوئها يستفزني، فنقلت الحديث إلى شاطئ آخر قائلة: ألا زلتم تسكنون في الريف؟



قالت : في الريف نبتعد عن الفضول والصخب ونتمتع بالهواء النقي!!!

فأكملت السؤال بسرعة ، أظن منزلكم لا زال من الطين؟

فابتسمـَـت قائلة: منزلنا فيه استقلاليتنا ولا يشاركنا فيه أحد، ويسترنا عن عيون الأغراب،
أن البيوت قد تغيرت الآن!!! مع العلم


فأظهرت لها أني مداعبةً لها ، فرفعت حقيبتها وقلت: ما أجمل حقيبتك، لذلك لم تغيريها منذ مدة؟

فأخذتها وضمتها إلى صدرها وهي تقول رفيقة دربي الدراسي ويكفيني أنها لم تمل مني!!!!

وتحمل كتبي دون تعب أو تضجر مثل بعضهم!!!

بدأ الضيق يتسرب إلى نفسي من هدوئها فقلت لها بعد نظرة إلى قسمات وجهها،

ألا تتضايقين من اسمك يا رقية؟؟

فأجابت بثقة حيرتني لا أحد يختار اسمه""" ولم يضر رقية بنت محمد"""

فأيقنت أني لن أستطيع أن أهز تماسكها وثقتها بنفسها فصرفت الحديث إلى طريق آخر، فقلت: هل يوجد في بيتكم وسائل ترفيه؟

ردّ ت بابتسامة أخرى، أحياناً أتمنى بقية وقت لهذه الأشياء، والنفس كالطفل تشب على ما تعودت عليه!!!!

فقلت بسرعة والموضة هل لها نصيب أيضاً؟

فردّت بثقة ، أتعامل مع كل جديد وساتر!!!

حاصرتها مباغتة ، متى تستعملين المكياج يا رقية؟

وضعت ذقنها على راحت يدها قائلة : انظري في وجهي هل ترين فيه عيوب؟

فقلت لها: لا، وأنا أسحب من حقيبتي مجلة متظاهرة بعدم الإحراج من إجابتها فقلت هل تقرئين المجلات؟

فقالت: وأنت لماذا تقرئين هذه المجلات؟ فتظاهرت أني أبحث عن موضوع في المجلة قائلةً: أقرؤها للثقافة والمعرفة، فهمّت بالقيام كأنها تريد أن تلقي عليّ مفاجأة فقالت : لم أرى الثقافة غيّرت فيك شيئاً؟!

فخجلت وتصبّب العرق مني فلم أجد ما أجيبها فيه وأردفت قائلة بعدما اعتدلت قائمة :

هل تقرئين شيئاً من القرآن في وقت الفراغ؟

سؤال مباغت ولم أحسب حسابه مزّق أوراقي، إلا أن صوت الجرس أنقذني من الإجابة التي لم أستطع أن أكذب في حينها وكأنها تعاقبني وتعلم بجميع أسراري!!!!

فحملت حقيبتي الغالية الثمن وانطلقت مسرعة وصدى صوتها وسؤالها يتردد في أذني

: هل تقرئين شيئاً من القرآن في وقت الفراغ؟ إنتهى حسب الراوي.......

ــــــــــــــ

هي إذاً مشكلة مجتمع وليست مشكلة فرد فالغنى غنى النفس والفقر فقر القناعة والزهد لله سبحانه ...

نجد في هذا الحوار أحبتي صراع بين ثقة وعفــّـة فقير المال وبين اهتزاز شخصيّة وثقة فقير النفس القنوعة !!!!

أخي المهاجر 2007 شكراً لك في سرد القصة المحزنة فهي عبرة وتضادّ في نفس الفقير وتأثره بأخلاق وسلوك مجتمع غير متكافل ومتحابّ!!!

أخوكم أبو عدنان