صبـاح الخيـرات
فـحدث وكـان هنـاك تجـديـد واحد فـقط على النشاط الإذاعي بمـدرستنـا تلك .. فـقـد تبــرع عـريف فصلنـا لجمعيـة

الإذاعة بشريط أناشيد إسلامية .. لا غلاف له ولا علـبـة .. لا أدري كيف حصــل

عليه!! .. فقـد كان وجــود أشــرطة الأناشيد الإسلامية تلك الأيام نادرا وعزيزا علينـا جميعـا ..

فكانت جمعية الإذاعة بمـدرستنـا .. هـي جمعية الطالب الـواحد .. فتنـعـم على الطـلاب أحيانا

فتذيعه لهم ..و كان من مقطوعات تلك الأنشـودة:

وعلى الـيـرمـوك تـراتيـل ...... من اهـل الـذكـر وتنـزيـل

العجيب في الأمـر هـو عريفنا كان يصنـف من ضمن طبقة الـداشرين .. إلا أن فيه خفـة دعابـة

ومرح وطيبة قلب .. إضـافـة إلـى قـرابتـة للمـديـر الأحمـر ..!!
فكانت هناك أيضا جمعية المكتبة .. إلا أنها كانت مكـونة من شخص واحد أيضا!! .

ولقلة المؤهلين فقـد جعلوه نفس الشخص الذي يمثل جماعـة الإذاعة

وكأن الباقين .. لا طموح لهم .. ولا همة .. ولا رغبة في الـمـشاركة ..

ومكتبــه نفس المكتب أو لنقـل مشـابـه .. للقبـو الذي يقبع بـه نفس ( المـديـر ) ليبـث لنـا أوامـرة

فـكان له مساعد قصير القامة يساعده للشئون المكتبيــة .. وقد حـدث مـرة وأن فتــح

باب الإعارة .. فـسمعـت بذلك فــذهبت سـائـرا .. مـن ضمـن المستعيـريـن لأستعيــر ومضحيـا

بإ فطـاري الـصبـاحـي .. لأنه يجـب عليك .. إما أن تتفسح وتفطـر .. أو تستعير كتابا ..

فـتكبــدت المشـاق فـي سبيـل ذلك .. وصففت مـع صـفـوف طابور المستعيرين .. وإذا بـذاك المساعـد القصيـر قــد

جمع عــددا كبيــرا من الكتب بيـن أحضــانـة .. ووضع بعضها فـوق بعض .. حتـى أصبحـت أطـول من قـامتـة
و كان ما عليك سـوى تأخـذ أعـلى كتابا وصـل إليـه دورك

وليـس هنـاك أي خيار لك .. فعـنـد ذلك المساعد الكثيـر من الحج والـبـراهين ووسـائل الإقناع والتعـليـل

فسـوف يضيـق بـك الوقت .. وأن كل الكتب نافعـة.. مما يجعلك ترضـخ وترضى بأي شيء .. فـوصـل دوري عـنـد
نهاية الفسحـة تقـريبـا .. فـأخـذت من الأعـلـى أعـلى كتاب .. وكتبت إسمي ووقعت في دفـتـر الإعارة

فكان الكتاب الذي من نصيبي "16 حكاية من الحارة" لمحمود صادق ذياب "

أخذته معـي للمنـزل .. وقـرأته حرفـا حرفـا كـامـلا .. وأقــرأتـة أصـدقـائـي.. وسـط إعجاب شديد بالمزايا التي

وصـلنـا إليهـا ..وصرنا نتمتع بها ..

الجدير بالذكر بأن جمعية المكتبـة هـذه أقفـلـت .. لأن الطالب الوحيـد الـقـائـم

عليها قــد تخرج من الصف السادس!! ..

صـديقـي الوحيـد كان يـدرس .. في المدرسة الحـكـوميـة المجاورة لنـا .. حدثني ذات مـرة بأنهـم قاموا بزيارة

لمصنع البلاستيك مع أساتذتهم .. وكيف وفــرت لهم الحافـلات .. وكيفيـة الـتـرحيـب الخـاص بهـم

مـن قبـل مهنـدسي المصنـع .. ووزعوا عليهـم هـدايا عبارة عن أكــواب بلاستيكيــة ..

فـحقيقـة ذهـلـت كثيـرا .. ولم أكـن مصـدقـا .. بأن طالبا في المـرحـلـة الإبتـدائيـة .. يمكن بأن يحـتـرم ويقــدر بهذه

الطـريقـة والشكل الجميـل .. ومـع العـلم بأننـي من حيث التـحصيـل الـدراسـي كنت أفضل مـن صـديقـي .. ولـكن هـو حظـي العـاثـر

ولمـديـرنـا بقيــة!

تحيــاتـي