كتب : حسن المستكاوي
حول مشاهدة مصر لبطولة كأس العالم القادمة وبعض المباريات علي القنوات الأرضية مجانا, تلقيت إيضاحا من الزميل يسري عبد اللطيف مدير حملة المونديال في شركة إيه. أر. تي صاحبة الحقوق الحصرية لنقل البطولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكنت أشرت إلي أن الإتحاد الدولي لكرة القدم سبق وأعلن علي لسان رئيسه جوزيف بلاتر ومدير الاتصالات بالاتحاد ماركوس سيجلر بأن الفيفا قرر أن تذاع مباراة الإفتتاح لكأس العالم ومباراتا الدور قبل النهائي والمباراة النهائية مجانا في جميع القنوات الأرضية. لكن لن تذاع بقية المباريات.. كما قرر الفيفا السماح للدول التي تأهلت منتخباتها إلي مونديال ألمانيا المقبل بنقل مباريات فرقها علي القنوات الأرضية مجانا, وفي الشرق الأوسط مثلا سمح الفيفا للتليفزيون السعودي والتونسي بنقل مباريات الفريقين في المونديال بجانب مباريات الإفتتاح والختام والدور قبل النهائي لكن بقية المباريات لن تذاع سوي في الشركة التي تحتكر حقوق النقل في الشرق الأوسط.
كان ذلك مضمون مانشرناه, بعد إستعراض لعملية بيع وشراء حقوق النقل من جانب الفيفا وكانت علي النحو التالي:
** باع الفيفا حقوق النقل التليفزيوني لبطولتي2002 و2006 إلي شركة إنفرونت سبورتس إندميديا التي يمتلكها الألماني روبرت لويس دريفوس بمبلغ تجاوز مليار يورو وكان الفيفا قد باع مباريات مونديال كوريا واليابان بمبلغ840 مليون يورو.
** شركة إنفرونت سبورتس إندميديا التي اشترت حقوق النقل التلييفزيوني لمونديال2006 أعادت بيع تلك الحقوق في كل أركان الكرة الأرضية عبر عشرات الشركات والشبكات والهيئات الإعلامية.
وقد تتضمن تعليق يسري عبد اللطيف مدير حملة كأس العالم في إيه. أر. تي مايلي:
1ـ يحرص ويؤمن كل من الفيفا والشركة صاحبة الإمتياز علي ضمان حماية واحترام حقوق جميع الشركات التي تعاقدت معها, وضمان عدم تعارض تلك الحقوق وعدم إساءة استغلال أي طرف لحقوقه وضمان عدم إمكانية تعدي أي قناة علي حدود التغطية المتعاقد عليها, كما أن التكنولوجيا الآن توفر الوسائل والطرق التي تساعد وتضمن تحقيق ذلك.
2ـ هناك بعض القنوات الفضائية الأجنبية ستقوم بنقل مباريات كأس العالم ولكن لن يتمكن المشاهد في الشرق الأوسط من إستقبالها لأن هذا البث يحتاج إلي أطباق كبيرة جدا ومكونات حساسة ومكلفة.
والقنوات الألمانية والفرنسية والإنجليزية التي ستنتقل المباريات تلتزم بعدم خروج هذا البث عن حدودها وفقا لتقنيات علمية واتفاقيات دولية ملزمة لكل الأطراف. ومنها قنوات: إيه. أر. دي. وأر. تي. إل وزد. دي إف الألمانية, وقناة بي. بي. سي الإنجليزية, وقناة إس. تي. إف. أي الفرنسية. وتضمن التعقيب خرائط توضح التغطيات التليفزيونية الجغرافية بواسطة الأقمار الصناعية لحقوق بث مباريات كأس العالم.
** والواقع أن ما استندنا إليه بشأن نقل مباريات الافتتاح وقبل النهائي والنهائي مجانا عبر القنوات الأرضية كان تصريحات رسمية لبلاتر وماركوس سيجلر, وقد تكررت كثيرا في هذا الشأن, وكانت البداية في مؤتمر الفيفا الخامس والخمسين الذي عقد في مدينة مراكش بالمغرب, العام الماضي وقد طرح الزميل أيمن أبوعايد الذي قام بتغطية الحدث لـلأهرام سؤالا مباشرا علي جوزيف بلاتر في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم12 سبتمبر حول نقل مباريات المونديال, وكانت إجابة رئيس الفيفا مباشرة وواضحة,حيث قال: سوف تنقل مباريات الإفتتاح وقبل النهائي والنهائي مجانا علي المحطات الأرضية في شتي دول العالم وكانت الأجابة ورطة لجوزيف بلاتر, حيث طلب الرجوع إلي الاتفاقيات الدولية وإلي الإتفاق الموقع بين الفيفا وشركة إنفرونت سبورتس إندميديا التي إشترت حقوق النقل التليفزيوني لمونديال2006.. وقد أكد بلاتر خلال هذا المؤتمر مايلي أيضا:
1ـ الفيفا لن يغامر بشعبية كرة القدم التي زادت وإنتشرت بسبب التليفزيون مستقبلا ولكنه هذه المرة مضطر إلي احترام تعاقداته مع الشركات التي اشترت حقوق النقل مشفرة.
2ـ الفيفا سوف يمنح قارة إفريقيا حق مشاهدة مونديال2010 مجانا لجميع دول القارة احتفالا بتنظيم القارة لأول بطولة لكأس العالم.
لكن مدير حملة كأس العالم في شركة إيه. أر. تي يفسر كلمة مجانا بشأن نقل بعض مباريات المونديال القادم في ألمانيا بأنها السعر المناسب وهو أمر يمكن أن تحتكم فيه الشركة ومحطات التليفزيون الأرضية الحكومية العربية إلي الفيفا. وهو يؤكد لن تكون هناك مباريات منقولة مجانا علي الاطلاق, لأن هناك تعاقدات يجب أن تحترم بين الفيفا وبين الشركات التي اشترت الحقوق الحصرية للنقل.. كما أكد أن السعودية وتونس لن تشاهدا مباريات منتخبيهما المشاركين في المونديال مجانا وإنما باتفاق مالي مع الشركة!
وهكذا حرصنا علي إيضاح وجهة نظر أصحاب الحقوق الحصرية في مونديال المانيا... لكن يبقي هذا التفسير لتصريح بلاتر بشأن المجانية, فكيف تعني كلمة مجانا: مشاهدة مباريات المونديال بسعر أو ثمن مناسب تدفعه محطات التليفزيون العربية الحكومية؟!
يبدو أنه علينا أن ننتظر.. ونري!
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...4.htm&DID=8836