السلام عليكـم
المثالية ... تلك الكلمة التي أرهقها البعض دون أن يراها أو يشعر بها أو حتى يتذوق طعمها .. لأن المثالية هي مجموعة متألقة ومتناسقة ومتساوية تخضع لمجموعة من الناس قد تساوت بينهم الأمور اتفاقية والعمرانية في كل المواقع ومع مواقف الحياة العامة سواء الملموس منها أو المعاني لها.
حضرت العديد من المواقف التي توضح وتشرح وتحتفل بالمثاليين ، وأمام هذه الاحتفالات تجاهلت كثيراً عما أعرفه من مثاليات ومقاييس محددة في أن يكون المثالي وسط الظروف التي تسمح أن يكون بها مثالياً بالمعنى الحقيقي للمثاليات ، وكيف يتم تطبيقها على الآخرين ، ودخلت مع مجتمع ادعّى المثالية وناقشتها مع البعض من منطلق المفهوم الحقيقي للمثالية , وكيف أنها لا تنفرد بإنسان واحد أو مجموعة محددة ضمن مجموعات أخرى في نفس أخرى في نفس الموقع . إلا أن ظروفهم الوظيفية اختلفت عن الآخرين لأسباب إدارية تسبب بها من يتولى زمام الأمور .. وخرجت سريعاً من هذه التلميحات لأن المثالين رفضوا هذا النقاش كما أن المنتظرين لهذه المثالية يهمهم أن يبقى الوضع كما هو حتى يتم حصولهم على السيرة المثالية وبعدها لا يبالون ..
كيف يشعر الإنسان بهذه المثالية وكم من الوقت تبقى هذه الآنسة لدى صاحبها ، وهل المثالية محددة على الفئات الخاضعين للإدارة , ويستلمون الراتب الشهري أم أن المثالية تتعدى لتكون اجتماعية و أسرية ، ويمكن للزوجة والزوج أن يكونا مثاليين .. ومن يضع تلك المقاييس باختلاف الحاصلين عليها ؟ أسئلة حاضرة .. وأجوبة طائرة ، وتستمر المثالية بصورتها التي تعارف عليها البعض .
إن المثالية الإدارية للموظفين والتي نرغب أن نحدد اتجاهاتها وسط الظروف الغير صحية في مسيرة الإدارة لا تنطبق على الموظف إلا في حالات نادرة ، وقد تكون معدومة .. فالموظف الذي يتعامل مع الآخرين وحصل على المثالية وسط إدارة متحاربة متضاربة متصارعة ..وسط مجتمع وظيفي أصبح بعض أفراده يبحثون على المخارج والمداخل لتسوية أمورهم ..وقد أعطوا الاهتمام الأول .. كيف يخططون لضربات يتم إرسالها بين لحظة وأخرى .. إذا كانت هناك مثالية مع وجود هذه الصراعات فتلك أخلاق أرتقي بها هذا الإنسان ، واختلف عن الآخرين وقدم العطاء وهذا أفضل الموجود وليس مثالياً في هذا المناخ .
إن الحياة الإدارية القلقة التي يعيش بها أفراد الإدارة لها التأثير السلبي الكبير في عدم خلق المثالية بين الأفراد ، وذلك بسبب الانزعاج الذي يؤثر على الموظف فور دخوله للعمل ، دون أن يدرك أحيانا أسباب القلق الذي انطوت عليه نفسه وانعكس على تصرفاته وكان سببه التصارع بين الآخرين ، إن المثالية الإدارية التي تبحث عنها بين الموظفين ونقيم لها الاحتفالات لا بد أن تنطلق من أعلى المستويات داخل دائرة الموظف ، وتهبط السلالم لتزداد قوة ، وهكذا تنزل لتصل إلى أفراد المواجهة وتتشكل لنا بالتباين بين المتنافسين , عندها نعيش لحظات المثالية بمعناها الحقيقي ، ويسعد بها الفائزون الذين صعدوا وثابروا واستمروا بالعطاء الكبير وسط الراحة الفكرية والتعلم والتعليم بعيداً عن التصّيد والتخوف من المتحاربين .
إن مثالية الإدارة أقرب من مثالية الصف الأمامي ، لذا فالمثالية يجب أن تهيئ للموظف قبل المدير ، لأن مثالية المدير صنعها الموظف الذي وصل بالعطاء حتى أنعكس على الآخرين ، فالمدير أكثر راحة بدنية وفكرية إذا عرف كيف يتعامل مع الآخرين ، ووجد المثالية بدأت من الآخرين ، تلك المثالية التي تنحصر على النسبة العالية داخل الإدارة ويفوز بها القليل ، هذه أجزاء من مقومات المثالية التي نجدها انحصرت في موقعها بينما انتشرت الأخرى من أجل التقليد والبحث عن المثالية داخل الأعداد و الاحتفال بالآخرين ، إنها الأكذوبة التي تنبع من داخل إدارة متصارعة ورعب وخوف دفين ليكتمل الرضاء للبعض من أجل التناوب لها ومعرفة أصحابها قبل سنين ..
منقـووول
تحيـاتـي