النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: دعونا نعفوا

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    DAMMAM
    المشاركات
    1,136
    Thumbs Up/Down
    Received: 9/0
    Given: 4/2

    دعونا نعفوا



    د. العلامة الشيخ عايض القرني



    ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم

    عن كل من أساء إليه طيلة النهار بكلمة أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى،


    وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء في العالم يصرف من صيدلة الوحي «ادفع بالتي هي أحسن» «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»،


    يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران،

    قام رجل يسبُّ أبا بكر الصديق ويقول: والله لأسبنَّك سباً يدخل معك قبرك، فقال أبو بكر: بل يدخل معك قبرك أنت،

    وسبَّ رجلٌ الإمام الشعبي فقال الشعبي: إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي.


    إن تحويل القلب إلى حيّات للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي للحسد أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء التقدير للأمور،


    وكما يقول شكسبير: لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت،

    ما أطيب القلب الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه، ما أهنأ عيشه، ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره،


    ثم هل في هذا العمر القصير مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟

    إن العمر أقصر من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ عليه سوف يعود بذهاب الأجر، وعظيم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة، وارتفاع الضغط، وقد يؤدي ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه مباشرة إلى العناية المركّزة ليضاف لقتلانا ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة بعد أكلة شعبية قاتلة،



    إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة:

    الدكتور بهجة، وتخصصه السرور والفرح والعفو والصفح،


    والدكتور هادئ، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء والدفع بالتي هي أحسن،

    والدكتور رجيم، وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن الإكثار من المشتهيات التي يدعو إليها الشيطان الرجيم،



    أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج وأصيله الفاتن وغروبه الساحر،

    لماذا لا تشارك الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم، وتتلطف كما يتلطف الطّل،


    الحياة جميلة إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم والشماتة وشارون،

    والمشكلة أن بعضنا متشائم تريه وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها، وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته،

    إذاً اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً بالعفو عن كل من أساء إليك وبعدها سوف تنام ليلة سعيدة لم يمر بك ليلة أجمل منها


    كما قال صديقي الشريف الرضي:
    * يا لَيلَةَ العفو أَلاّ عُدتِ ثانِيَةً؟ - سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَمِ هنيئاً للعافين عن الناس، قبلات على رؤوس الكاظمين الغيظ، باقات ورد لمن سامح وأصلح،

    مع الشكر الجزيل للمقنع الكندي حيث يقول:

    * وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِمُ - وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا الإنسان السوي والمؤمن الراشد يكون منزوع الدسم من السم عنده براءة اختراع لمكارم الأخلاق، مختومٌ على جبينه خاتم «ومن عفا وأصلح فأجره على الله»، غفر الله لنا إساءتنا للغير، وغفر الله لمن أساء إلينا وغداً نلتقي في الجنة إن شاء الله تحت مظلة «ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين».



    انتهت المقاله ...
    بعد هذه المقاله هل نتفق على ان نعفو ونصفح ..هذه الحيااااه قصيره جدا ...لأغضب من هذا واكره ذاك ...اعتقد رتم الحياااه الذي تغير واصبح من سرعته لانلحق ليل ولا نهار ..لايجعلنا نلتفت لتوافه الامور ونمرر نمرر حتى نلحق بالوقت ..ونستمتع فيه ...ولن يكون الاستمتاع اذا قلبك حمل ضغينه على احد ما ...او كان في عقلك يدور تخطيط لانتقام ما ...نامو هذه الليله قريري الاعين ...وقلوبكم خفيفه لاتحمل اثقال الغل والضغينه ...واجعلو نفوسكم صافيه ...يعمرها الحب ...



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    الدولة
    مأمور عمليات بريدية
    المشاركات
    42
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    كم انت رائع حفظك الله وجزيت خيرا ابا راشد

    من مواضيع حتف1 :


    • #3
      تاريخ التسجيل
      Sep 2006
      الدولة
      موظف
      المشاركات
      9,265
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0
      إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة:

      الدكتور بهجة، وتخصصه السرور والفرح والعفو والصفح،


      والدكتور هادئ، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء والدفع بالتي هي أحسن،

      والدكتور رجيم، وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن الإكثار من المشتهيات التي يدعو إليها الشيطان الرجيم،
      انتهت المقاله ...
      بعد هذه المقاله هل نتفق على ان نعفو ونصفح ..هذه الحيااااه قصيره جدا ...لأغضب من هذا واكره ذاك ...اعتقد رتم الحياااه الذي تغير واصبح من سرعته لانلحق ليل ولا نهار ..لايجعلنا نلتفت لتوافه الامور ونمرر نمرر حتى نلحق بالوقت ..ونستمتع فيه ...ولن يكون الاستمتاع اذا قلبك حمل ضغينه على احد ما ...او كان في عقلك يدور تخطيط لانتقام ما ...نامو هذه الليله قريري الاعين ...وقلوبكم خفيفه لاتحمل اثقال الغل والضغينه ...واجعلو نفوسكم صافيه ...يعمرها الحب ...

      مــاشـــاء الله علـيـك.....قلب كبير ورحيم وعفو....استغفر الله العظيم لا ازيد...ترى مدح نص ونص ماعندي.....اما مدح فيما فوق النجوم او خسف تحت الارض.......
      التعديل الأخير تم بواسطة وادي السليكون ; 04-17-2007 الساعة 12:46 AM

    • #4
      تاريخ التسجيل
      Jun 2006
      الدولة
      موظف بريد
      المشاركات
      3,481
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله خيرا على هذا النقل الكريم وهذه الدعوة الكريمة .. نعم أحبتي الكرام فهذا امر من الله تعالى وتوجيه من السماء للارض ( خذ ُالعفوَ وأمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين) ثم لم يمنع هذا الشيخ الفاضل من الاستشهاد بشكسبير وفي هذا دلالة واضحة على ان العرف لايلغي الآخر وان المكاسب الانسانية مشتركة..
      نعم اخواني وزملائي الكرام لابد من ان نحتوي الآخر بالعفو والعرف وان نعرض عن الجاهلين كما امر الله تعالى نبيه الكريم بذلك نبتعد عن الجاهلية التي اتى الاسلام ليقضي عليها من اساسها الجاهل ..

      ألا لايجهلن أحد علينا ،،،،،فنجهل فوق جهل الجاهلينا
      بأي مشيئة عمرو بن هند ،،،،، تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

      للاسف ان الذي يحدث من ردة فعل لما يقوم به دعاتنا الافاضل من خير هو شيء مؤسف فلم يسلم الشيخ القرني او العودة من الانتقادات واللوم والتقريع من خفافيش الظلام من بعض المتشددين الذين تضررنا منهم ومن نهجهم ..

      من مواضيع abufuzan :

      الترقية لم تأتي مبكرا ..فماذا نفعل بها متأخرة جدا ؟..



    • #5
      تاريخ التسجيل
      Mar 2006
      الدولة
      مأمور عمليات بريدية
      المشاركات
      1,187
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0
      شو السالفة شو صاير


      إلا ابوشوووشة وينه ما اشوووفه


      حقيقة المقال رائع

      ونقله
      ارووع


      سلمت يمينك يا اخي على النقل

    • #6
      تاريخ التسجيل
      Jan 2005
      الدولة
      موظف بريد
      المشاركات
      5,279
      Thumbs Up/Down
      Received: 1/0
      Given: 0/0
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      جزاك الله خيرا على هذا النقل الكريم وهذه الدعوة الكريمة اخى الغالى ( القلب الكبير )) اختيار موفق لهذى امشاركه عن الشيخ عائض القرنى نعم كم نحن بحاجه الى ذالك التوجيه الذى امر به الله سبحانه وتعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، الايه

      الله يجزيك خير الجزاء اخى الكريم ( ابا راشد على اختيارك هذا الموضوع الذى يهم الجميع والتذكير نفع الله به وجزاك عنا كل خير تقبل دوام تقديرى

    • #7
      تاريخ التسجيل
      Jan 2006
      الدولة
      بـساتـين الـمحـبـّة
      المشاركات
      1,058
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0
      ماهو العفو؟؛ ماهي آثاره ؟، وماحاجتنا إليه ؟

      من المعلوم إنّ القرآن الكريم هو كتاب الحياة، وكلّما استطاع الإنسان أن يتقرب من هذا الكتاب علماً وعملاً، ازداد حيويّة ونشاطاً، واستطاع استيعاب المعاني الحقيقية للحياة، ذلك لأنّ الحياة على درجات؛ فهناك من الأحياء من هو ميّت، كما
      إنّ هناك من الأموات من هو حيّ يرزق.

      إنّ الإنسان الجاهل كلّما توغّل وأمعن في جهله كلّما توغّل في الموت، وعلى سبيل المثال فانّ الإنسان الذليل كلّما كانت ذلّته أكثر شمولاً لكيانه، كلّما كان الموت هو الصبغة الطاغية عليه.

      والفقر، والذلّ، والجهل، كلّ ذلك هو من علامات الموت، في حين إنّ العلم والعمل الصالح هما من علامات وآيات الحياة، والقرآن الكريم يزيدنا حياة لأنّه يزيدنا عزّاً ونشاطاً وعملاً.

      العفو وصيّة القرآن الكبرى

      ومن أهم الوصايا التي أوصانا بها الخالق جلّت قدرته، والتي أكّد عليها في كثير من المواضع، أنّه قد أوصانا بأن يعفو بعضنا عن البعض الآخر. فما هو العفو، وما هي الفوائد التي ترتجى من هذه الصفة، وما هي الحكمة من ورائها؟

      للعفو حدود

      في البدء لابدّ أن نقول أنّ العفو له حدود، فلا يجوز العفو عن الظالم إن كان هذا العفو يزيده تجبّراً على الله تعالى وظلماً للعباد. فهذا ليس من العفو في شيء، فان قال الضعيف إنّني أعفو عن القويّ، فانّ عمله هذا لا يسمّى عفواً، بل هو ذلّ وصغار وحقارة؛ بل العفو أن تصفح عمّن هو مثلك، أو دونك، ولذلك أكّدت الأحاديث على ضرورة العفو عند المقدرة. فعندما يكون الإنسان المؤمن مقتدراً، فان صفة العفو لابدّ أن تتجلّى عنده، لأنّه سيعفو عن الإنسان الذي هو دونه في حين إن يده هي العليا، وهو قادر على أن يأخذ حقّه.

      فلسفة العفو

      إنّ فلسفة العفو ليست دفع الإنسان الى التمادي في الجرائم، أو ترك حدود الله سبحانه وتعالى، بل إنّ فلسفته الحقيقيّة محاولة إبعاد جوّ الذنب والجريمة عن المجتمع، وبناء على ذلك فان الدين الإسلامي يتوخّى تحقيق عدّة أهداف منها: القضاء على الذاتيات والأنانيّات؛ فمن المعلوم أنّ النسبة الأكبر من الصراعات الاجتماعية منشؤها حبّ الذات، والجري وراء المصالح الذاتيّة. فتفكير كلّ إنسان في مصلحته يسبّب حالة نموّ الصراعات، في حين أنّنا بحاجة إلى تآلف القلوب وتحاببها وصفائها، وبحاجة إلى أن لا تقوم بيننا حجب الضغائن والأحقاد وسوء الظنّ لكي نستطيع أن نتعاون في سبيل تحقيق أهدافنا. فعندما تكون في قلب الإنسان المؤمن تجاه أخيه المؤمن الأحقاد والضغائن، فانّ قدرته على التآلف والتعاون ستنخفض الى الصفر. فمن طبيعة الإنسان أنّه إذا أحبّ أحداً، فانّه يحبّ أن يلتقيه، ويتحدّث إليه، ويتعاون معه. أمّا إذا كان قلبه مشحوناً بالضغينة والحقد تجاه أخيه، فانّه سوف لا يستطيع أن يتعاون معه؛ بل لا يكون بمقدوره أن يندفع في العمل. فالإنسان إنّما يعمل بنشاط عندما يكون قلبه نقيّاً، أمّا إذا كان مشغولاً بإضمار الحق للآخرين والبغضاء وخوض الصراعات الاجتماعية، فانّ هذه الحالة سوف لا تشجّعه على القيام بالمزيد من العمل.

      وعلى هذا فانّ القلب المتشتّت والمشحون بالهموم المختلفة لا يمكن لصاحبه أن يركّز في تفكيره، ويخرج بنتيجة إيجابية من هذا التفكير. أما الإنسان الذي يحظى بالتشجيع على العمل الصالح من قبل الأشخاص المحيطين به فانّه سوف يجد في نفسه إندفاعاً الى القيام بالمزيد من هذا العمل. وعلى العكس من ذلك الإنسان الذي يواجه التثبيط والتهم من قبل أفراد مجتمعه والمقرّبين إليه، فانّه سوف يُشغل فكره بهذه الموقف السلبيّ تجاهه، وبالتالي فان قدرته على العمل سوف تنخفض الى حدّ كبير.

      ولذلك؛ فانّ القرآن الكريم يأمرنا بالعفو، لأن الإنسان يعيش عادة حالة التوهّم بأنّه مظلوم، وأنّ الآخرين يحقدون عليه، ويهضمون حقوقه.. وهذا هو أحد الأساليب التي يستخدمها الشيطان لشلّ قدرة الإنسان على العمل، ولذلك ترى هذا الإنسان يفكّر دائماً في نفسه، ويتصوّر أنّه أكبر مما يراه الآخرون.

      أمّا الإنسان المؤمن فانّه يطلب من الله تعالى دائماً أن لا يرفعه بين الناس إلاّ ويضعه عند نفسه بقدر تلك الرفعة. فهو ينظر الى نفسه بحيث يراها أقلّ من حجمها، فلا يصاب بحالة التكبّر، وقد جاء في دعاء كميل في هذا المجال: "اللهم إنّي أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع أن تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضياً قانعاً وفي جميع الأحوال متواضعاً". فالإنسان المؤمن يطلب من الله جل وعلا أن يرزقه صفة التواضع في جميع الأحوال.
      ومع ذلك فانّ الغالبية العظمى من الناس يزعمون أنّهم أكبر من حجمهم، فيتوهّمون أنّ الآخرين يهضمون حقوقهم ويظلمونهم ويسلبون منهم المناصب والمراكز التي من المفروض - حسب زعمهم - أن يشغلوها... ومن أجل أن يعالج القرآن هذه الحالة فانّه يحثّ الإنسان على العفو عن الآخرين إن كانوا حقّاً قد ظلموه. وعندما ينمّي الإنسان هذه الخصلة في نفسه، فانّ قلبه سيبقى محافظاً على صفائه ونقائه، فلا يكون فيه حقد على الآخرين.. وبالتالي سيندفع نحو العمل، وتكون سجيّته العفو والصفح والتغاضي عمّا يرتكبه الآخرون بحقّه. وفي هذه الحالة فانّ الله جلّت قدرته سيلقي محبّته في قلوب الآخرين، فهو تعالى الذي يؤلّف بين قلوب المؤمنين، وهو الذي يجعل المحبّة بين القلوب المتنافرة.

      العفو والنشاط الجسميّ

      إنّ من المستحبّ في صلاة الليل أن يدعو الإنسان لأربعين مؤمناً بأسمائهم، فعندما يدعو لهم في جوف الليل حيث يشعّ قلب الإنسان إيماناً، فانّ المؤمنين بدورهم سوف يدعون له. وهكذا ستسود المحبة أفراد المجتمع، وعندما تزداد القلوب المتحابّة المتآلفة فانّها سوف تستطيع أن تصنع المعجزات. وبالإضافة الى ذلك فانّ القلب عندما يكون نقيّاً طاهراً خالصاً من الأحقاد، فانّ صاحبه سيكون في حالة راحة واطمئنان نفسيّين على الدوام. فلقد أثبت علم النفس الحديث أنّ خمسين بالمائة من حالات التعب والارهاق، إنّما هي نتيجة امتلاء القلب بالهموم والمشاغل والصفات الأخلاقية السلبيّة التي سبقت الإشارة إليها.
      وهكذا؛ فانّ الإسلام إنّما يأمرنا بالعفو لأنّ الإنسان عندما يكون ديدنه العفو والصفح عن الآخرين فانّ قلبه سيكون نقيّاً مطمئناً، ولا يمكن أن يصاب بالتعب والارهاق، لأن الإرهاق يظهر نتيجة للحالات النفسيّة المتمثّلة في الحزن والغمّ لا نتيجة لعمل الجسم.



      العفو موجب للعـزة

      وبالإضافة إلى ذلك فانّ (العفو) يكون موجباً لعزّة الإنسان كما روي عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "عليكم بالعفو فانَّ العفو لا يزيد العبد إلاّ عزّاً فتعافوا يعزّكم الله".

      فاذا ما عفا أحدنا عن الآخر، سيتحوّل المجتمع الى مجتمع عزيز. فعندما يعفو بعضنا عن البعض الآخر، فانّ أعمالنا سوف تسمو، وتكون أفضل، وبالإضافة إلى ذلك سيكون المجتمع مجتمعاً متماسكاً. وعلى العكس من ذلك فعندما يكون المجتمع منشقّاً على نفسه، وتسوده الصراعات الداخليّة، وتنخر في كيانه، فانّه لا يلبث أن يتحوّل الى مجتمع ذليل، لأنّ صراعاته كلّها سوف تكون متجهة الى نفسه بدلاً من أن تكون متّجهة الى العدوّ.

      إنّنا إذا أردنا أن يعفو الله تعالى عنّا، فانّ علينا أن نعفوا عن إخواننا المؤمنين.

      فالانسان المؤمن عندما يتّخذ موقف العفو عن أخيه المؤمن، يجدر به أن يعلم بأنّ الله عز وجل أولى بالعفو منه".
      وللأسف؛ فانّ هناك البعض ممّن هو غير مستعدّ مطلقاً لأن يعفو عن الآخرين، فتراه لا ينسى الأخطاء والذنوب التي ارتكبت بحقّه، فيفكّر فيها، ويعاني منها حتّى تتحوّل الى عقدة في نفسه. في حين إنّه لو فكر وتأمّل قليلاً، فانّه سرعان ما يكتشف أنّ الأذى النفسي الذي سبّبه لنفسه بسبب التفكير في تلك الأخطاء هو أكبر بكثير من الآلام النفسيّة التي يعاني منها بسبب عدم صفحه عن الآخرين، وتفكيره غير المجدي في المواقف السلبيّة التي بدرت منهم إزاءه، وبالاضافة الى ذلك؛ فانّ تغاضيه عن أخطاء الآخرين من شأنه أن يجعل قلبه نقيّاً طاهراً، ومن شأنه أيضاً أن يقلّل من مشاكله.
      العفو عند القدرة

      والعفو - كما أشرنا إلى ذلك - ترتفع قيمته عندما يكون في موضع القدرة، وخصوصاً إذا كان هذا العفو صادراً من الحاكم والممسك بزمام أمور المجتمع؛ فهو إن أخذ الناس بالعنف والشدّة فانّهم سوف لا يحتملون ولا يطيقون شدّته، وبالتالي فانّهم سوف يثورون عليه، فلا يمكنه أن يحكمهم ويسيطر عليهم.

      والرسول صلى الله عليه وسلّم إنّما استطاع أن يملك الجزيرة العربيّة، بل وقلوب جميع المسلمين في أنحاء الأرض بعفوه وصفحه وتسامحه.

      فمن المعروف أنّ قبيلة قريش شنّت حروباً عديدة ضدّه صلى الله عليه وسلّم ، وكانت هذه الحروب حروباً شرسة وقاسية، وكانت ممارساتهم ضدّ النبي صلى الله عليه وسلّم قبل الهجرة ممارسات وحشيّة غير إنسانية، وقد بلغت هذه الممارسات ذروتها من القسوة والوحشيّة عندما عمدوا الى قتل عمه حمزة بطريقة وحشيّة، ولكنّه مع ذلك عفا عن قريش عندما فتح مكّة متناسياً تلك الأعمال الوحشيّة التي مارسوها معه ومع أقاربه وأصحابه قائلاً: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".في حين إنّه كان بامكانه أن ينتقم منهم، ويبيدهم عن آخرهم، ويقتلهم شرّ قتلة، ومع ذلك عفا عنهم عند المقدرة.

      وعلى هذا؛ إنّنا بحاجة اليوم الى مثل هذه الأخلاق الرفيعة السامية، لأنّنا نعيش ظروفاً قاسية، والحياة التي نحياها حياة صعبة، وإذا ما لم نتمتّع بصفة العفو عن بعضنا البعض، فانّ قسوة الحياة سوف تؤثّر فينا سلبيّاً، فاذا بالواحد منّا يتحوّل إلى برميل بارود بسبب المصائب والمشاكل التي يواجهها مثل هجرته من بلده، ومعاناته الغربة، والمشاكل التي يصادفها من قبل المجتمع المحيط به، وإذا ما أصبحت هذه الحالة جماعيّة فانّ خطر التمزّق والتشتّت سوف يهدّد المجتمع برمّته.

      وبناءً على ذلك فانّنا اليوم أحوج ما نكون الى تربية الصفات الإيجابية في أنفسنا؛ هذه الصفات التي تقف في مقدّمتها صفة العفو، والتسامح، وكظم الغيظ.. فالعاملون في سبيل الله عز وجل بمسيس الحاجة إلى هذه الأخلاق؛ فهم يعيشون حالة الصراع مع أعدائهم، ولذلك فانّهم يحتاجون إلى أن تكون صدروهم رحبة واسعة لكي ينطلقوا في مجالات العمل الرسالي.

      العفو من عزم الأمور

      بالنسبة إلى بعضنا البعض، وعلى صعيد علاقاتنا الداخليّة، فقد قال ربنا سبحانه: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ( (الشورى/43).

      ولعلّ هناك تفسيرات عديدة لعبـارة:

      (إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ)

      ولكنّ التفسير الأقرب أن نقول إن هذه الأمور نحن بحاجة فيها الى عزم، فـاذا ما أراد الانسان أن يحمل حملاً ثقيـلاً فانّه يحتاج إلى إرادة وعزيمـة، وإلـى استعداد نفسيّ لكي يكون بإمكانه حمل هذا العبء.
      وهكذا الحال بالنسبة إلى العفو، فانّه يعتبر من ضمن الأخلاق التي من الصعب على الإنسان أن يتحلّى بها، ويحوّلها الى ملكة وسجيّة له في نفسه؛ بل هي بحاجة إلى استعداد وتمرين وتدريب طويل، ولذلك أشار الله سبحانه وتعالى إلى أنّها من عزم الأمور؛ أي من الأمور التي لا يمكن أن تصدر من الإنسان إلاّ إذا كان ذا إراداة قويّة، وعزم لا يلين على كظم عواطفه، ومشاعر غضبه إزاء الأشخاص الذين يسيؤون إليه.


      أسأل المولى العزيز القدير الحكيم العدل أن يجزي شيخنا النّاصر المناصر لكلمة الهُدى (د عايض ) ويجزي ناقِل النُّصح المفيد كل خيرٍ وبركة وأن يهدينا بدينه الى الهدى والصّلاح والى العفو والتّسامح ,,

      أكرّر أسفي على الإطالة.......

      فلِعِظم شأن العفو على الأنفس أطلتُ بِردّي ....

      والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
      التعديل الأخير تم بواسطة ابو عدنان ; 04-17-2007 الساعة 04:03 AM

      من مواضيع ابو عدنان :

      دَقّاتُ قلـبُ المرءِ قآئـِلَـةٌ لَهُ,, إنّ الحـياة دقآ ئِـقٌ وثوانِ




    • #8
      تاريخ التسجيل
      Sep 2005
      الدولة
      موظف
      المشاركات
      690
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0
      القلب الكبير

      سلمت يمينك

      كلام رائع

      بس من الي يقدر عليه

      فيه اشياء من الصعب انك تعفوا عنها

    • #9
      تاريخ التسجيل
      Mar 2007
      الدولة
      موظف بريد
      المشاركات
      226
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0
      (العفو اشد انواع العقاب)

      هذا ماتعلمناه وتربينا عليه

      في الوقت الذي يظن المخطئ بحقك انك ستعاقبه وبشده ان كان بشكل لفظي او سلوك ثم يتفاجأ بانك قد عفوت عنه

      حتما حتما سيشعر بفداحة مافعل وكيف هي اخلاقك وكيف هي اخلاقه وقد تكون سببا لتغير مساره وحياته للأفضل!

      العفو وان كان عقابا نوعا ما الا انه يجب الا يخلوا من النيه الصادقه بدون شوائب تعكرها ليكتب لك اجر العافين عن الناس

      الله.. الرسول.. ثم الوطن

      لاعفوا لمن يقترب منهم بسوء ابدا ابدا

      يعطيك العافيه

      من مواضيع صادقه بزمن كاذب :

      أنـا امـرأه لاانـحـني كـي الـتقـط مـاسـقـط مـن عـيـنـي أبـدا!!!

    • #10
      تاريخ التسجيل
      Mar 2006
      الدولة
      مأمور عمليات بريدية
      المشاركات
      126
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      القلب الكبير سلمت يمينك كلام رائع وجزاك الله خير

    • #11
      تاريخ التسجيل
      Jan 2007
      الدولة
      موظف بريد
      المشاركات
      65
      Thumbs Up/Down
      Received: 0/0
      Given: 0/0

    • #12
      تاريخ التسجيل
      Aug 2005
      الدولة
      DAMMAM
      المشاركات
      1,136
      Thumbs Up/Down
      Received: 9/0
      Given: 4/2
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      الاخوة الكرام

      بارك الله فيكم جميعاً وأسأل الله لنا ولكم العفوا والمغفره والعتق من النيران .



    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. دعونا بلا راي وبلا فكر حتى لانرتقي
      بواسطة حقاني في المنتدى ســاحة منسوبي البريــد
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 06-17-2010, 09:08 PM
    2. دعونا نكتب شعرا .. في( الجداول الزمنية ) ..!!
      بواسطة abufuzan في المنتدى ساحة البريد العامة
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-01-2008, 07:23 AM
    3. دعونا نلجئ للمنطق
      بواسطة امل القلوب في المنتدى ساحة البريد العامة
      مشاركات: 21
      آخر مشاركة: 07-02-2007, 11:45 AM
    4. دعونا نتعلم فن أدب الحوار
      بواسطة ابوسلمان في المنتدى ساحة البريد العامة
      مشاركات: 20
      آخر مشاركة: 08-17-2006, 01:35 AM
    5. دعونا نتحد سويا لتظل بلادنا في مأمن من تفشى هذا المرض الشرس
      بواسطة عين الصقر في المنتدى ساحة البريد العامة
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 11-12-2005, 03:05 PM

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    تعرف علينا
    الساحة البريدية منتدى لمنسوبي البريد
    للتعارف فيما بينهم ، وتبادل الآراء والأفكار
    وطرح المشكلات وإيجاد الحلول لها
    إن ما يطرح في الساحة البريدية هو تحت مسئولية العضو نفسه ،
    والساحة البريدية تخلي مسئوليتها تماما من أي نشر أو طرح غير مسئول ،
    ومع ذلك نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة والتحكم بكل ما يطرح حسب استطاعتنا ،
    ونرحب بأي تواصل عبر البريد الالكتروني لإدارة الساحة
    arapost@hotmail.com
    تابعنا
    للتواصل معنا
    arapost@hotmail.com