عن عائشة ( رضي الله عنها ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها " انه من أعطي من الرفق فقد أعطي حظه من الدنيا والآخرة ، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار " .
ان حسن الخلق صفة سامية بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، فهي تطهر صاحبها من آفات اللسان والجنان وترتقي به الى مراتب الاحسان مع خالقه ومع سائر الناس . قال عبدالله بن مبارك في تفسير حسـن الخلق : " هو طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى " . وقال الواسطي : هو أن لايخاصم ولا يخاصم من شدة معرفته بالله تعالى ، وقال أيضا هو ارضاء الخلق في السراء والضراء . وقال سهل أدنى حسن الخلق الاحتمال وترك المكافأه والرحمة للظالم والاستغفار له والشفقة عليه " .
ان من المعاب على المسلمين حقا أن يعيروا بأخلاق الذين كفروا بعد أن بين لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن هدف بعثته للناس انما ليتم مكارم الأخلاق ، وبعد أن منح الله جل جلاله لصاحب الخلق الحسن أثقل الحسنات يوم القيامة . فعن أبي الدرداء ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ماشيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن " ، وبعد أن تكرم الله وهو الغني الحميد ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه " .
انظر الى كثير من السلف كيف ورثوا لمن بعدهم أروع الأمثلة في الأخلاق الحسنة فكانوا منارات وقدوات يستدل بها على حسن الخلق فزرعوا سنن خير لمن بعدهم فاستمرت أخلاقهم الحميدة وذكرهم الحسن مضرب مثل بعد موتهم فاستمرت حسناتهم وطالت بذلك أعمارهم وأنظر الى نفسك هل خلفت لمن بعدك خلقا حميدا أو موقفا مجيدا ليحتذى بك وتكون مضرب المثل به بين أهلك وولدك أو بين أصدقائك ؟ فحن خلقك مع والديك وأرحامك وزوجك وولدك ومع الناس أجمعين تدرك خيري الدنيا والآخرة ، واذا أردت أن تصل الى درجات الصائم القائم في الجنة مختزلا النصب والمصابرة على الصيام والقيام فما عليك الا أن تحسن خلقك لتدرك هذه الدرجة العظيمه ، فعن عائشة ( رضي الله عنها ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة القائم الصائم