في هذا اليوم الممطر والجميل رفعت يدي أدعو الله عز وجل على من ظلمني لان الظلم ظلمات يوم القيامة.. أخي القارئ إني لن أسهب كثيرا في ذكر مساوئ هذه الخصلة التي نهى عنها الله سبحانه عباده في كتابه العزيز، وان اصحاب هذه الخصلة مطرودون من رحمة الله في محكم التنزيل قول الله تعالى «ألا لعنة الله على الظالمين» فهل هناك أسوأ من أن تكون مبعدا من رحمة من ترجو رحمته وغفرانه، واذا كان سبحانه عز وجل قد أبعد الظالمين عن محبته ورحمته فهل يجوز للعباد أن ينظروا لهذا المبعد بعين الاحترام .

ولكن الكثيرين من العباد اذا وقع أمام ناظرهم موقف يظلم فيه أحد من العباد بحكم أو قول أو فعل وخاصة اذا وقع الظلم من شخص ذي نفوذ وسلطة فلن تجد لهذا المظلوم ناصرا من الآخرين، ولكن يا عباد الله ان المظلوم في غنى عن نصرتكم، إن لم تنصروه أنتم فان لهذا المظلوم ناصرا لا تنام عيناه أبدا، خاصة عن العبد المظلوم ودعوته فان المولى عز وجل أقسم بأن ينصر المظلوم ولو بعد حين. فقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: قال الله تعالى: «اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصرا غيري». فيجب على كل انسان اجتناب الظلم مع كل الاطراف وأول طرف أود الاشارة إليه هو بين الانسان ونفسه وبين الانسان وربه وأهله وهكذا حتى نصل الى أقصى ما يربط هذا الانسان من علاقات على هذه الارض، وايضا تختلف هذه العلاقات بين العملية والاجتماعية والعلمية لذا فاننا نسمع الكثير من المشكلات التي تقع في محيط عمل الانسان وتكمن المشكلة الرئيسية في عدم وجود العدالة المطلوبة التي تحقق مبدأ رفع الظلم عن العاملين ويقع في هذه المشكلة الكثيرون وتختلف أصول هذه المشكلات باختلاف الظروف، ودعونا نطرح مثالا على ذلك وهو أن فلانا أو فلانة تعمل بجهد وتفان فتجد المغرضين يدسون لها الدسائس عند المسؤول الى ان يتخذ اجراء ضدهما وذلك لكثرة الفتن فعندما تقع جميع هذه الأطراف في ظلم هذه الاطراف في ظلم هذا الموظف او تلك الموظفة واذا عرفنا بداية المشكلة وأصلها تقول ان أساسها الغيرة من نجاح وكفاءة الموظف وتندرج هذه الغيرة الى ان وصلت الى درجة الظلم.

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا

فالظلم مصدره يفضي الى الندم

تنام عينك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم


هذا مجرد تطرق الى مشكلة واحدة فقط في المجال العملي والوظيفي وهناك الكثير منها في هذا المجال ولكن تختلف من فرد الى آخر، ومن قسم الى آخر، والضحايا كثر لا تعد ولا تحصى في الحقيقة ان الانسان يقع في الظلم إما ظالما أو مظلوما، وتختلف النسب بقدر الفعل فهناك ظلم يقع حتى من الوالد لولده أو العكس أو من أخ الى أخيه أو زوج الى زوجته وايضا العكس من الزوجة على زوجها ولكن لا يسعنا سوى ان نعيذ أنفسنا ان نظلم أو نظلم واذا صادفنا مرة وأرادت أنفسنا ان تظلم أو تتسبب في ظلم مخلوق فالواجب علينا ردعها وردها الى صوابها ودائما وأبدا يجب ان نحسن الظن بالآخرين لأننا لو أسأنا الظن فاننا بذلك سنبدأ أول خطوة تجرنا الى الظلم .

اخوتي وأحبتي في الله.. إن ظلم الانسان وزرع الفتن بين الناس ليست من شيم الفرد المسلم الحق فدعوا هذه النفوس تسموا وتترفع عن هذه الصفات والأفعال الدنيئه والتي لن نجني من ورائها سوى الذل في الدنيا والخزي يوم القيامة.

والله أعلم فما أصبتُ فمن الله وما أخطأت فمن نفسي والشيطان .