سعوديات «يسافرن» للخارج لقيادة سياراتهن «الفارهة»
الدمام - رحمة ذياب الحياة - 14/10/07//

لم يعد أمراً غريباً أن تمتلك السعوديات مركبات ودراجات نارية، ولكن أن ترتجلها وتستقبل فرحة العيد بها، فهذا ما قد يعد أمراً غريباً في بلد لا تقود فيه المرأة السيارات. فعلى بُعد نحو عشرات الكيلومترات من الحدود السعودية، تنطلق نوف إبراهيم (22 عاماً) وعائلتها لقضاء العيد في مملكة البحرين، وما ان يتجاوزوا الجسر الفاصل بين المملكتين، حتى تتسلم نوف دفة القيادة، وتتمسك بها طيلة أيام العيد. وأنهت نوف دراستها الجامعية، ولديها قناعة مفادها «أن ما أحلم به سأحققه، إذ كنت أحلم منذ طفولتي بأن أمتلك سيارة وأقودها بنفسي، من دون أن أضطر إلى الجلوس في المقعد الخلفي، مع السائق الذي لا يستهويني التعامل معه». وتعتقد أن قيادتها السيارة التي جاءت بتشجيع من عائلتها «لا تتعارض مع أُنثويتي»، مضيفة «والدتي من البحرين، وكانت تعدني دائماً بأنها ستهديني سيارة بعد إنهاء دراستي الجامعية، ولكني كنت أتخوف من كيفية اقتنائها، والحفاظ عليها، بعيداً عن أيدي السائقين، ففضلت أن تبقى سيارتي في البحرين، لأذهب كل عيد وفي نهاية الأسبوع والعطل الرسمية إلى هناك، من أجل قيادتها». ولم يخطر على بال نوف أن قيادتها السيارة قد توقعها في حرج مع أحد أقرباء والدها، عندما وقعت عين أحدهم عليها وهي هناك «تلك المفاجأة الوحيدة التي واجهتني، فأثناء قيادتي السيارة كانت بجانبي سيارة أخرى، فسمحت لها بالمرور، لأتفاجأ بأن قائدها هو أحد أفراد العائلة». وعلى رغم ذلك «العيب الاجتماعي» إلا أن نوف تواصل قيادة السيارة. وترى ان هناك «علاقة وثيقة بين العيد وتعلقي بقيادة السيارة، فهي تمثل فرحة كبيرة، حين أجتمع وصديقاتي في سيارة نقودها نحن».
ولحداثة عمرها، لا تحبذ مي عبدالله (19 عاماً) أن تقود السيارة بمفردها، إذ يرافقها والدها الذي يصطحبها دائماً إلى البر، لتتعلم قيادة السيارة، كي تتقنها. وتعتبر مي أن تجربة قيادة السيارة «ليست بالضرورة أن تُطبق داخل المملكة، ولكن بمجرد أن تتعلم الواحدة منا فن القيادة، وتحصل على رخصة قيادة، فقد تتاح لها الفرصة في أخذ قسط وافر من الراحة والاستجمام بقيادة السيارة خارج المملكة أثناء العطل الرسمية والأعياد». ولا تتطلع مي إلى امتلاك سيارة الآن، فهي لا ترغب في أن تمتلك شيئاً ليست لها القدرة التامة على إدارته، وترى أن «السيارة تحتاج إلى مهارة، وان يكون هناك هدف من قيادتها، وليس لمجرد التباهي بأنني امتلكتها، وأصبحت في حوزتي، وباسمي».
ولا تقتصر قيادة السعوديات السيارات على البحرين، إذ تتجه عائلات سعودية في كل عيد إلى دولة الكويت، لوجود علاقات بين الأسر السعودية ونظيرتها الكويتية، لذا يفضل البعض قضاء أيام العيد هناك، وتجد فتيات سعوديات هناك متنفساً لإحياء العيد بطرق خاصة، وقد لا تكون أجمل من إحيائها في منطقتها، إلا بفارق بسيط، يتمثل في «قيادتي السيارة، والخروج والتنزه مع قريباتي وصديقاتي»، كما تقول أسماء العبد الكريم، التي تتجه سنوياً وعائلتها إلى الكويت، إذ تستقل سيارتها التي تنتقيها من وكالات السيارات العالمية، وتحاول إضافة لمسات فنية عليها من وحي خيالها، وتعتبر «امتلاكي سيارة حافزاً للشعور بالمسؤولية والاستقلالية»، مضيفة «أحاول سنوياً أن أبحث عن كل ما هو جديد في عالم السيارات». ولا تختلف «أسماء» كثيراً عن فتيات أخريات في عمرها ذاته، فهي لم تتجاوز الـ20 عاماً، ولكنها تبحث عن ذاتها «في السيارة وامتلاكها، فركوبها في العيد له نكهة خاصة، تشعرني بالسعادة، ولكن أنظر إليها في عيون حزينة، وأقف لحظات حزن أثناء وداعها حين تحين ساعة العودة إلى المملكة، على أمل العودة إليها مجدداً في العيد المقبل، أو الإجازة المقبلة». يشار إلى أن دراسة صدرت منذ نحو ثلاثة أعوام، أوضحت أن 47 في المئة من السيدات السعوديات يمتلكن سيارات. وأشارت إحصائية صادرة من إدارة المرور منذ نحو عامين، إلى أن عدد المركبات المسجلة بأسماء السيدات في السعودية بلغ 98 ألف مركبة، وبلغ عدد السيدات اللاتي يمتلكن هذه المركبات نحو 62 ألف سيدة. وكانت أول سيارة امتلكتها سيدة قبل نحو 26 عاماً، فيما قدر الاستطلاع متوسط حجم مبيعات السيارات للسيدات في الرياض بنحو 25 في المئة من حجم المبيعات. وأشارت هذه الإحصائية إلى أن سيدة سعودية تمتلك وحدها 630 سيارة، وهو أكبر عدد للمركبات تمتلكها امرأة سعودية، فيما أوضحت الإحصائية أن عدد المركبات المسجلة باسم سيدات سعوديات بحسب نوع التسجيل على النحو التالي: 8351 لوحة رقمية، و75.070 خصوصي، و3804 نقل عام، و27.617 نقل خاص، و128 حافلة صغيرة عامة، و2740 حافلة صغيرة خاصة، و1698 أجرة، و207 معدات ثقيلة، و618 تصدير، و101 دراجة نارية.
http://ksa.daralhayat.com/local_news...7cd/story.html