ما من شك في أن الأسرة هي الخلية الأساسية في جسم المجتمع الكبير، والمركز الذي يمتد من خلاله المجتمع ليشكل وحدة بشرية مترابطة، يصلح معها إن صلحت وينهار إن هي فسدت.
لهذا، كان لابد من تحصينها وحمايتها ضد كل الظواهر التي من شأنها تهديدها وتفكيكها.
ومن هذه الظواهر التي لوحظ تهديدها لتماسك الأسر، من خلال دراسات ميدانية متخصصة، ظاهرة العنف الأسري التي تختلف تجلياتها بين أسرة وأخرى، من عنف ضد الأصول إلى عنف ضد الأطفال إلى عنف بين الزوجين.
والملاحظ، أن العنف بين الزوجين داخل الأسر يطغى عموما على العلاقات الأسرية، وهو عادة ما ينعكس بشكل مباشر على الأبناء الذين يعايشون عدم الترابط بين الوالدين والعدوان اللفظي والعنف في المعاملة بينهما، فيتولد لديهم بدورهم العدوان وسوء المعاملة التي قد تصل إلى حد الجنوح.
والعنف كظاهرة، لا يمكن إلا أن يتأسس على علاقات قوة بين شخصين على الأقل، بحيث يحاول احد الطرفين بسط نفوذه على الآخر بوسائل العنف والإكراه النفسي والمعنوي، أي انه يعبر عن رغبة شخص ما في ممارسة سلطته وتجسيد إرادته في العلو والقوة والسيطرة على الآخر وإهانته إذا اقتضى الأمر ذلك، من خلال الانتقاص من قيمته والتحرش به إلى أن يخضع ويستسلم.
لذلك، فان اللجوء إلى العنف في العلاقات الشخصية، إضافة إلى انه يعبر عن أزمة في العلاقة وإخفاق في التواصل، فهو يعكس وجود علاقات سيطرة لا تزال تطبع الروابط بين الجنسين عموما، بحيث كثيرا ما يبدو فيها العنف الذكوري داخل الأسرة بمجتمعاتنا وكأنه آلية من آليات الضبط والتحكم في النساء، وان كان هذا لا ينفي طبعا وجود أشكال أخرى من العنف التي تسلطها النساء على مثيلاتهن أو على الأطفال وقلما على الرجال.
وإذا كان العنف الأسري – الزوجي خاصة- في حد ذاته يتخذ طابعا كونيا ويتمظهر بأشكال مختلفة في كل مجتمعات العالم فان حدته تختلف من مجتمع إلى آخر كما تتفاوت أشكال مقاومته ومواجهته.
وايضاعـنـدمـا ننـظـر إلى حـالنـا في هـذا الزمـن نجـد الشـتات والفرقة بين الجميـع ، فبعـدما تشتت الدولـة الإسـلاميـة إلى دول ولكـل دولة دسـتور مخـتلف و نظام حـكم مخـتلف ، وبعـدما افترق النـاس في مدنهم فأصـبح الجـار لا يعـلم شيئاً عن جـاره فـقد سمعـت الكثـير عن جيران الماضـي ولم أرى في الحـاضر أي جـار إلا ما قـل وندر ، وصـل بنـا الحـال الآن إلى الشتـات الأسـري وبه الشتـات اكتمـل ....
ومن اجل التصدي لظاهرة العنف الأسري وانعكاساتها السلبية على مكونات الاسرة .التي انعكس عليها العنف مما ادى الى شتات كبير فيها من اهم مظاهرة انها في بيـت واحـد وهي مفترقة ومتشتتة ، فالأب في وادٍ والأم في وادٍ آخر والأبناء في أوديـة أخرى كلٌ يعيش وحيـداً في غرفـتـه .. .. .. الأب يعـود من عمـله ويتغـدى وحـيداً ، والأولاد كذلك والأم بين الأبناء والأب أو عندما تعـود من عملها وهكذا ، لا يروا بعضهم إلا بالصدفة .. ولا يجتمعـوا ولا يتحـدثوا إلا قليلاً .. غير الخـروج فالسـائق جاهز لكي يخرج الأبناء معه أو الأم .. و الأب جاهز للخروج أيضاً .. هذا الشـتات مختلف من بيت لآخـر لكـن هو كذلك في الغالب ..

لا شـك أن شتـات الأسـرة بهذه الطريقـة هو أهم عـوامل شتـات المجتمع وبالتـالي هدمـه ! وهذا من أهم أسـباب ضيـاع المجتمع والأمـة في زمننا الحـاضر ..

فما الاسباب الحقيقية للشتات الذي نعيشه الان؟؟

وما وتاثيره على اللابناء؟؟

فكيف نستطيع القضاء على هذه الظاهرة؟؟