النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قصــــة لص !!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    وادي الدواسر
    المشاركات
    835
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0

    قصــــة لص !!

    هذا أحد اللصوص من الهند ، يروي حكاية عجيبة له :
    كنت لا أزال في الخامسة عشرة من عمري عندما التقيت السيد ( أنيل ) ، ورغم صغر سني آنذاك فقد كنت محترفاً ناجحاً .
    رأيته يشاهد مباراة في المصارعة ، نحيل الجسم ، طويل القامة ، لطيف المعشر وبسيط ، مما يتفق وغرض السرقة الذي أنويه .
    وحيث أني أعلم أن التملق يزيل الوحشة ويذيب الجليد بين اثنين غريبين عن بعضهما ، فقد امتدحته بقولي : يبدو أنك مصارع .
    أجاب : وأنت أيضاً !!
    صدمني جوابه غير المتوقع ، حيث أني نحيل هزيل الجسم ، فقلت : أجل ، أمارس المصارعة قليلاً !
    قال : ما اسمك ؟
    أجبته كاذباً : هاري سنغ .
    كنت دائماً أنتحل اسماً جديداً لخداع الشرطة وأرباب عملي السابقين .
    بعد انتهاء المصارعة انصرف أنيل فتبعته وطلبت منه أن أعمل في خدمته .
    قال لي : لكني لا أستطيع أن أدفع لك أجراً .
    فكرت لحظة ثم قلت : ألا تستطيع تأمين طعامي ؟
    سألني : هل تحسن الطهو ؟
    قلت كاذباً : نعم ؛ أطهو .
    قال : إذا كنت تحسن الطهو فربّما استطعت تقويتك .
    أخذني إلى حجرته القائمة فوق حانوت للحلويات ، وأبلغني أني أستطيع النوم على الشرفة .
    لا بد أن الطعام الذي طهوته تلك الليلة كان رديئاً حيث أعطاه أنيل لكلب شارد ، ثم طردني ، لكني لم أبرح المكان بل وقفت أبتسم له بتودد فدُهش ثم انفجر ضاحكاً .
    بعد قليل اقترب مني وربّت على رأسي قائلاً : حسناً ؛ سأعلمك الطهو .
    كان العمل في خدمة أنيل مريحاً ؛ كنت أُعدّ الشاي صباحاً ثم أذهب للسوق لشراء حاجيات النهار ، وفي العادة كنت أوفر لنفسي بعض النقود ، أظنه يعلم بها لكنه لم يهتم .
    كان أنيل يقترض المال في أسبوع ثم يقرضه في الأسبوع التالي بفائدة أكبر ، وكان يكتب لإحدى المجلات ، وبدا لي أنه يسترزق من هذه الطريقة .
    وذات مساء عاد وهو يحمل رزمة من الأوراق المالية ، وقال إنه باع مؤلفاً لأحد الناشرين ، ورأيته يخبئ المال تحت الفراش .
    مضى على عملي لدى أنيل حوالي الشهر ، و رغم توفر فرص كثيرة لي فلم أعمل أي شيء يندرج تحت مهنتي كلصّ ، إنما كنت أوفر بعض المال أثناء شرائي الحاجيات من السوق .
    أعطاني أنيل مفتاح الباب ، ولم أعرف في حياتي رجلاً مثله يعطي الناس ثقته ، وهذا هو الذي منعني من السطو على ماله .
    قلت لنفسي : لقد حان الوقت لعملٍ جادّ ! ، فإذا لم أسرق ماله فإنه سيبدده على أصدقائه ، وخاصة أنه لا يدفع لي أي أجر على الإطلاق .
    كان مستغرقاً في نومه ، فجلست على أرض الغرفة أفكر في الأمر : إذا أخذت المال فإني سألحق بقطار العاشرة والنصف المتجه إلى مدينة ( لكنؤ ) ، تسللت من فراشي وحبَوْتُ نحو السرير ، كان لا يزال يغط في نومه ، بدا لي وجهه صافياً و خالياً من أية تجاعيد بينما وجهي مليء بالتجاعيد وأكثرها آثار جروح .
    اندسّتْ يدي تحت الفراش تبحث عن النقود ، وعندما عثرت عليها جذبتها دون إحداث أي صوت !!
    زفر أنيل في نومه وانقلب على جنبه و أصبح مواجهاً لي ، فأجفلت وزحفت بسرعة خارج الغرفة .
    ما إن وصلت الطريق حتى أخذت أركض ، إني أملك مالاً حول خصري مشدوداً بربطة سترة نومي ، ثم تمهّلت في ركضي وأخذَتْ أناملي تتحسس الأوراق المالية وتَعُدّها : 600 روبية من فئة الخمسين ، إنها حصيلة جيدة أستطيع أن أعيش بها عيشة الأمراء لمدة أسبوعين .
    عند وصولي للمحطة لم أتوقف أمام شباك التذاكر ( حيث أني لم يسبق لي شراء أي تذكرة في حياتي ) بل انطلقت مباشرة نحو الرصيف ، وقد بدأ القطار بالتحرك ، وأخذت سرعته تزداد تدريجياً ، وكان بإمكاني القفز على إحدى الحافلات ، لكني ترددت لسببٍ لا أعلمه !! ، وضاعت مني فرصة الفرار .
    غاب القطار عن نظري ووجدت نفسي وحيداً واقفاً فوق الرصيف المهجور ، لا أعلم أين أقضي ليلتي ، وليس لي أصدقاء لاعتقادي أنهم يسببون المتاعب أكثر مما ينفعون ، ولا أريد السكن في أي فندق جوار المحطة حتى لا أثير الشكوك حولي ، والشخص الوحيد الذي أعرفه جيداً قد سطوت على ماله .
    غادرت المحطة واتجهت متباطئاً إلى السوق .
    جاءني إحساس غريب ، وهو أن أنيل عندما يكتشف السرقة سيصيبه حزن عميق ، ليس لضياع ماله ؛ بل لضياع ثقته فيّ .
    استرحت على مقعد خشبي بالشارع ، وبعد لحظات هطل رذاذ ثم ما لبث أن زاد ، و تبلّل قميصي ولصق بجسمي وأخذت الريح الباردة تتلاعب بالمطر فيصفع وجهي .
    عدت للسوق وجلست تحت برج الساعة ، رأيت بعض المتسكعين والمتسولين يلتفّون بأغطية رقيقة ،دقت الساعة منتصف الليل فتلمّست الأوراق المالية فإذا هي مبلّلة .
    خطرت لي فكرة مفاجئة ، قررت العودة إلى أنيل ، نهضت من مكاني ورحت أعدو في اتجاه مسكنه وأنا مضطرب جدّاً ؛ ذلك أن سرقة الشيء أسهل بكثير من إعادته بدون أن يشعر أحد !
    فتحت الباب بهدوء ووقفت تحت نور القمر الغائم ، كان أنيل لا يزال مستغرقاً في نومه ، أخذت أحبو نحو مقدمة السرير وأخرجت رزمة النقود ،وقع زفير تنفس أنيل على كفّي فجمدْتُ لحظة ، وبعدها عثرت على حافة الفراش فدسست الرزمة تحته ، ونمت .
    استيقظت صباحاً لأجد أنيل قد أعدّ الشاي ، مدّ يده نحوي وبين أصابعه ورقة من فئة خمسين روبية ، شعرت بقلبي يسقط هلعاً ؛ ظننت أن أمري قد انكشف ، لكنه أخبرني بأنه حصل أمس على بعض المال ، وأنه من الآن وصاعداً سوف يعطيني أجري بانتظام ، وعندما لامسَتْ يدي الورقة المالية كانت لا تزال مبلّلة من أثر المطر بالليلة السابقة .
    كان يدري بكل ماحدث لكن لم تفصح شفتاه ولا عيناه عن أي شيء ، ابتسمت له بأشد ما أستطيع ، لكن ابتسامتي هذه المرة جاءت طبيعية .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    1,067
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    اخي الغالي ابو علي

    قصة جميلة بجمال حضورك المميز دائما, بارك الله فيك وفي جهودك المخلصة

    والله يحفظكم ويرعاكم

    من مواضيع ابوسلمان :

    {اللهم أدخلني مدخل صدقٍ وأخرجني مخرج صدقٍ واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا }

    ( اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    وادي الدواسر
    المشاركات
    835
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    شكراً للأخ أبي سلمان على التواصل والتعليق .
    وإن لمساتك المبدعة هي الأجمل أيهاالغالي .
    أخوك المواصل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قصــــة الطفــــــــــــــــله دينــــــــــــــــــا
    بواسطة وسيم الشمال في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-17-2007, 10:01 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
تعرف علينا
الساحة البريدية منتدى لمنسوبي البريد
للتعارف فيما بينهم ، وتبادل الآراء والأفكار
وطرح المشكلات وإيجاد الحلول لها
إن ما يطرح في الساحة البريدية هو تحت مسئولية العضو نفسه ،
والساحة البريدية تخلي مسئوليتها تماما من أي نشر أو طرح غير مسئول ،
ومع ذلك نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة والتحكم بكل ما يطرح حسب استطاعتنا ،
ونرحب بأي تواصل عبر البريد الالكتروني لإدارة الساحة
admin@arapost.com
تابعنا
للتواصل معنا
admin@arapost.com