بيريز تساءل عن امكانية بقائها 10 سنوات
متخصص الصهيونية «المسيري» يحدد 10 علامات لزوال إسرائيل
حدد المفكر المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) 10 علامات تدل على قرب زوال إسرائيل، مؤكدا أن طرحه هذا ليس له علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل لأنه يقرأ معطيات وحقائق يستقيها من الكتب والصحف الإسرائيلية. وأوضح لموقع «إسلام أون لاين» الالكتروني، أن هذه العلامات هي: تآكل المنظومة المجتمعية لإسرائيل، فشلها في تغيير السياسات الحاكمة، زيادة عدد النازحين اليهود إلى خارج فلسطين المحتلة، انهيار نظرية الإجماع الوطني، فشل تحديد ماهية الدولة اليهودية، عدم اليقين من المستقبل، العزوف عن الحياة العسكرية، عدم القدرة على القضاء على الفلسطينيين (السكان الأصليين)، تحول إسرائيل إلى عبء على الإستراتجية الأمريكية واستمرار المقاومة الفلسطينية.
ويشرح المسيري أن تآكل المنظومة المجتمعية لإسرائيل هو أحد أهم أوجه انهيارها وذلك بعدما فشل مصطلح «الصهر» الذي حدده ديفيد بن جوريون مؤسس الدولة العبرية «لصهر المجتمع الإسرائيلي بأكمله في منظومة واحدة موحدة القومية بعيدا عن الهويات المتعددة التي جاء بها اليهود من مختلف بلدان العالم».
وأضاف: «هذا المفهوم فشل في إيجاد هوية قومية موحدة لليهود القادمين إلى إسرائيل، وهناك مشكلة دمج الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 الذين. كما وقع المجتمع الإسرائيلي في مجموعة من الاستقطابات والصراعات الفكرية والعرقية».
وفيما يتعلق بتغير السياسات الحاكمة، قال المسيري إن هذا الفشل أدى إلى «تزايد حالة القلق داخل إسرائيل من قبل المفكرين والمثقفين، والذي وصل إلى درجة الهاجس من حدوث انهيار الداخل الحزبي، وظهور تمرد عام في إسرائيل أو حتى شيوع حالة من التذمر في مؤسسات الجيش والاستخبارات على غرار ما جرى في الستنيات بين صفوف الموساد في ظل تعثر خطوات تطوير النظام السياسي القائم».
أما العلامة الثالثة التي حددها المسيري فهي «النزوح من إسرائيل»، مشيرا إلى أن سجلات الإسرائيلية تؤكد «نزوح مليون إسرائيلي من فلسطين المحتلة من إجمالي 6 ملايين قدموا إليها». وأضاف: «شهد العام الماضي وحده خروج أكثر من 18 ألف إسرائيلي في حين تدنت مستويات الهجرة لإسرائيل إلى أقل معدلاتها منذ 20 عاما».
وأرجع المسيرى سبب النزوح إلى حالة «عدم اليقين من مستقبل إسرائيل»، مشيرا إلى أن «المجتمع الإسرائيلي مصطنع وبالتالي سيظل شعوره بعدم الانتماء إلى المنطقة قائما». ولفت إلى أن ما يؤكد ذلك قول الرئيس الإسرائيلي شيمون بريز عندما سأله أحد الصحفيين قبل أيام هل ستبقي إسرائيل 60 عاما أخرى؟ فرد عليه: «اسألني هل ستبقي 10 سنوات قادمة؟».
ومن بين العلامات أيضا «انهيار نظرية الإجماع الوطني» نظرا لاتساع الهوة القائمة بين العلمانين والمتدينين، والتي أدت إلى حالة من العداء المستمر بين الأحزاب الدينية الشرقية والغربية والوسطية.
ونوه المسيري إلى أن إسرائيل فشلت حتى الآن في تحديد ماهية الدولة اليهودية، مشيرا إلى أن الحاخامات اليهود يؤكدون أن الإعلان عن الدولة اليهودية هو علامة انهيارها وفقا لمعتقدات الديانة اليهودية.
وأضاف أن علامات انهيار إسرائيل كـ «دولة» تتعاظم خلال السنوات الماضية، ومن بينها ما تؤكده وسائل الإعلام والكتابات الإسرائيلية عن «عزوف الشباب عن المشاركة فى الحياة العسكرية، ورؤية شباب الدولة ورجالاتها عدم وجود مبرر لاستمرار الاحتلال لأراضي الغير». ولفت إلى أن الشباب الإسرائيلي بات يتساءل: «هل هذه الحروب التي تخوضها الدولة خيار أم احتلال؟» ومن بين علامات الانهيار «فشل الإسرائيليين في القضاء على السكان الفلسطينيين الأصليين»، مشيرا إلى أن الوضع الديموغرافي في صالح الفسطينيين وليس الإسرائيلين.وأضاف أن الجيوب الاستيطانية في العالم تنقسم إلى قسمين، الأول من نجح منها في القضاء على السكان الأصليين، مثل الولايات المتحدة وأستراليا، فيما لم ينجح القسم الثاني الذي تنتمي له إسرائيل في ذلك.
وقال المسيري «هذا ما اكتشفه بن جوريون مبكرا عندما قال: نحن الآن لا نجابه مجموعة من الإرهابيين، وإنما نجابه ثورة قومية، لقد صهرنا أرضهم ولن يسكتوا على ذلك وإذا قضينا على جيل فسيظهر آخر».
وأعرب المسيري عن أن استمرار المقاومة الفلسطينية هو «جرثومة النهاية للدولة الإسرائيلية»، مضيفا أن «هذا ما يؤكده قول أحد قادة إسرائيل: نحن غير قادرين على رصد صواريخ القسام بسبب صناعتها البدائية، ونحن على استعداد لأن نعطيهم صواريخ (أسكت) المتطورة ونأخذ صورايخ القسام». وأشار إلى أن إسرائيل تعاني من «غياب عمق الانتصارات»، قائلا إنه «على الرغم من امتلاك إسرائيل لآلة عسكرية ضخمة حققت من خلالها العديد من الانتصارات، فإن الانتصارات العسكرية التي لا تترجم إلى انتصارات سياسية تصبح عقيمة».
أما العلامة العاشرة والأخيرة التي لفت إليها المسيري فهي أن «إسرائيل قائمة على الدعم الخارجي، وخاصة الدعم الأمريكي، والبعض يتحدث الآن عن أن إسرائيل بدأت تمثل عبئا على الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة».
وأوضح أن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعني أن «القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة.. فهي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية، وإذا انتهي هذا الهدف انتهت إسرائيل».
http://www.alyaum.com/issue/article....12757&I=585287