العقوبة العاجلة.. قصيدة جديدة للدكتور سعد الغامدي
- - 01/03/1428هـ
"اضطرابات عقلية لدى ربع الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان، وفضائح إهمال صحي وانعدام نظافة في مراكز إعادة التأهيل في مقاطعة واشنطن وغيرها لمعوقي الحرب العائدين من العراق وأفغانستان".

أتراهمْ حينما جاءوا إلى بغدادَ أو
كابولَ كانوا عقلاءْ
أتراهم حين يقتاتون بالحربِ
وبالتقتيلِ كانوا أسوياءْ
أترى مستأجراً يقبضُ كي ينشطَ
في سفك الدماءْ
فيه شيءٌ من حياءْ
أترى من يرهقُ الشّيخ
ويشقي السجناءَ الأبرياءْ
فيه شيءٌ من ذكاءْ
بل بهيمٌ غارقٌ في حُلكةِ الداءِ ولا
يُرجى لمن أمسى بهيماً في
المتاريسِ شفاءْ
غارقٌ كالطينِ
كالأصنام
كالظلمة
في درْك الشقاءْ
لاهثٌ كالكلبِ مسعوراً إلى حفنةِ مالٍ
من فتات اللؤماءْ
ساقه للذلّ ذلٌّ
كي يذلّ الأقوياءْ
كي يهين الكرماءْ
وانتشت ساديّةُ العدوانِ
في الساديِّ في طبع جفاءْ
ومضى ينتهكُ الأعراضَ
في خسّة أولادِ البغاءْ
دفعته عصبةٌ من جبناءْ
هربت أو غُيّبتْ مثلَ النساءْ
عن فيتنام وعن ذل انكفاءْ
ثم جاءت خلفها التمكينُ والسوءُ
ومكر التعساءْ
تملأ الدنيا خرابا
في بلاد المسلمين البسطاءْ
تسرق البترولَ والمالَ وأحلامَ الشتاءْ
ترهبُ الناسَ كما شاءتْ
وشاءَ العملاءْ
بائعو النّخوةِ أشباهُ الإماءْ
كلُّ من يسعى إلى الظلمِ
إلى الإرهابِ
باسم الحربِ
جنديٌّ أطاعَ السفهاءْ
وسيلقى مثلهم شرَّ الجزاءْ
هو فردٌ راح في جيشِ اعتداءْ
يدّعي زوراً بأنّ الحرب
من أجل السلامْ
من أجل انتشار العدلِ
من أجل الضِّعاف الفقراءْ
من أجل ضمير الشعب
والحرية الأسمى
ومن أجل النماءْ
واسأل القتلى
أو الجرحى
أو الجوعى
أو المرضى
وسكانَ العراءْ
من هو المجرم في الأرض وفي
البحر وفي عرض السماء
من هو القاتل من أجل كبار الأثرياءْ
في سلاحٍ
أو غذاءٍ
أو دواءٍ
أو كساءْ
من هو السارق قوت البؤساءْ
نفطَهم
أرزاقَهم
آمالَهم
كي يعيشوا بؤساءْ
ويموتوا فقراءْ
وهو عبدٌ في جيوش الأغنياءْ
لم لا يزدادُ بالقتلِ جنوناً؟!
لم لا يغرق في بحر الدماء؟!
لم لا يخرج من حرب
هي الظلم
هي العدوان
إلا بابتلاء؟!
وصنوفٍ من بلاءْ
حين يمضي سادة الحرب
بألوان الثراء
ويعود العبد بعد الحرب
صفرا
من صفاءٍ
أو نقاءٍ
أو عطاءْ
جسداً يطمعُ في زوجينِ من باقي
الحذاءْ
وفتاتٍ من طعامٍ
وبقايا كأسِ ماءْ
شبحاً في ملجأ يشكو من الإهمال
والحسرة
في ضعف الرجاءْ
تنهشُ الفئرانُ أطرافَ الغطاءْ
والصراصيرُ
أنيسٌ
وجليسٌ
وشريكٌ
في فطورٍ وغداءٍ وعشاءْ
وشعاراتُ حروبِ الجشعِ
اليومَ عويلٌ وانتحابٌ وبكاءْ
ولصوصُ الحربِ
ما زالوا
كما كانوا
لصوصاً طلقاءْ
في نشاطٍ دائبٍ من أجلِ
إرسالِ الجنودِ البلهاءْ


- شعر: د. سعد عطية الغامدي