تمكنت شرطة منطقة الرياض بتوفيق الله من القبض على واحدة من أخطر العصابات التي امتهنت ترويع الآمنين وانتهاك حرماتهم، وتمثل أسلوبهم الإجرامي بالقفز على المنازل أثناء غياب رب الأسرة واغتصاب النساء تحت تهديد السلاح وسرقة مصاغتهن الذهبية أو المبالغ النقدية المتوفرة بالمنزل.
وقامت هذه العصابة بارتكاب جرائمها البشعة تلك في عدة أماكن متفرقة من مدينة الرياض لتشتيت انتباه الجهات الأمنية، ومما زاد في صعوبة القبض على هذه العصابة حرصهم الشديد على التخفي وعدم ترك آثار تقود للقبض عليهم أو تساعد في الكشف عن هوياتهم.

وتم وضع الخطط الأمنية والبحثية الكفيلة بإماطة اللثام عن هوية هذا المجرم الخطير والإطاحة به وتقديمه للعدالة، حيث ثبت من خلال إجراءات البحث والتحري أن الشبهة تحوم حول أحد أرباب السوابق الإجرامية الذي امتهن ارتكاب جرائم مماثلة، وبالقبض عليه وعرضه على المجنى عليهن استطعن التعرف عليه وأنه كان يقوم باغتصابهن وسرقة مصاغتهن الذهبية، وبالتحقيق معه اعترف بما نسب إليه وقام بالدلالة على ثلاثة من زملائه الذين شاركوه في جرائمه البشعة وتمثل دور أحدهم في المشاركة في جرائم السرقات فقط، أما الآخرون فتمثل دورهم في تصريف المصاغات المسروقة إبعاداً للشبهة عن المجرم الأساسي. واعترف الجميع بما نسب إليهم وصدقت أقوالهم شرعاً.

الجدير بالذكر أن هذا الإنجاز الأمني الذي يسجل لشرطة منطقة الرياض يأتي في ظل توجيهات سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه وحرصهما الدائم على استتباب الأمن والاستقرار في كل شبر من هذه الأرض الطاهرة واستئصال الجريمة والأخذ على يد العابثين واهتمام ومتابعة الأجهزة المسؤولة لما يتم اتخاذه من خطط وتدابير أمنية تتخذ من شعبة التحريات والبحث الجنائي لتتبع ما يطرأ على الساحة من أساليب إجرامية جديدة والقضاء عليها.

النمط السلوكي

وتعليقاً على هذه القضية أكد مساعد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان بن رشيد أبا الرقوش أن هذا النمط السلوكي غريب على مجتمعنا الآمن الواثق في حراكه الاجتماعي وفي بعضه، مشيراً إلى فداحة ما أقدمت عليه هذه الثلة المنحرفة التي تغلغل الإجرام في تجاويفها الفكرية والفسيولوجية حيث إن هذه الجريمة المركبة انطوت على ثلاث جرائم في آن واحد، هي السطو على المنازل وهتك العرض والسرقة بالإكراه، وكل جريمة منها تهز المجتمع لخطورتها وغرابتها على مجتمعنا.

وقال د.أبا الرقوش ل«الرياض» إن تعاون المواطنين مع رجال الأمن في محاربة مثل هذه الجريمة يأتي من خلال عدم مساهمة المواطنين في تسهيل وقوع الجريمة، وذلك من خلال عدم اليقظة والثقة المفرطة في من يتعاملون معهم من العمالة عموماً وعلى وجه الخصوص العمالة المنزلية، فالحيطة والحذر في التعامل مع مداخل المنزل ومكامن الخطر سيقلل من فرص وقوع الجريمة، وهناك دراسات وأبحاث قيِّمة في أثر الضحية في وقوع الجريمة عليه من خلال التساهل والتسامح والثقة المفرطة في الآخر سيقود دون شك الآخر إلى ارتكاب الجريمة عندما تتوفر مثل هذه الظروف الدامغة والمشجعة على ارتكاب السلوك الإجرامي، وفي مثل هذه الحالة فإن الاعتماد على العمالة المنزلية صباحاً وأثناء عدم تواجد رب الأسرة وأثناء نوم ربة البيت التي نجد في النوم في مثل هذه الأوقات حلاوة واطمئنانا ستقود بعض أرباب النزعة الإجرامية إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم البغيضة، لذلك فإنني أهيب بالأسرة السعودية أن تعيد حساباتها في كثير من الأمور التي تمارسها أثناء حياتها اليومية وخصوصاً في أوقات النصف الأول من النهار، وكذلك أيام الإجازات الرسمية والأسبوعية، فالحرص في مثل هذه الأمور سيقلل حتماً من زمن الجريمة.

ونوّه أبا الرقوش بكفاءة الجهاز الأمني الذي لا يعرف تسجيل الجريمة ضد مجهول، وقال: إن كفاءة رجل الأمن السعودي هي مثار إعجاب كثير من الأجهزة الأمنية الأجنبية والعربية، فمدينة مثل الرياض تكاد تكون سكاناً ومكاناً مثل دولة قد تصبح الجريمة فيها سلوكاً واضح المعالم، إلا أن كفاءة الجهاز الأمني مثلاً بشرطة منطقة الرياض استطاع أن يوقف نمو الجريمة ويحجم استشراءها، فسجل إنجازات شرطة منطقة الرياض مشرف في ثقافة الجريمة وبسط شراع الأمن في مدينة تعج بملايين البشر من كل حدب وصوب.

عمل إجرامي لئيم

من جانبه استنكر رئيس مركز عشق وامام وخطيب جامع المليحات الشيخ ماجد بن عشق الجيطاء هذه الجريمة النكراء التي أقدمت عليها هذه العصابة.

وقال الشيخ الجيطاء ل«الرياض» حول ذلك: ليس غريباً على هذه الأمة الإسلامية أن تظهر في أبنائها من أمثال قابيل، ولقد ظهر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبيلة من العرب يجوز أن يُطلق عليها قوابيل العرب، إنها القبيلة المسكينة الضعيفة المنهكة بالأمراض والأوجاع والذين جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستمطروا رحمته ويلتمسوا معونته فأعطاهم كل شيء وأمرهم بالذهاب إلى إبل الصدقة ليشربوا من ألبانها وأوزارها حتى إذا قويت أبدانهم وذهبت أمراضهم قست قلوبهم قتلوا راعي إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا إبل الصدقة إلى قومهم فجمعوا بين السرقة والقتل وإنكار المعروف، فعاملهم صلى الله عليه وسلم بالعلاج الثاني القاطع لدائهم والمستأصل لوجودهم فأمر بهم فشملت أعينهم وتركوا في الحر حتى ماتوا.

وتذكرني هذه القصة بحوادث قائمة ومشاهدة قامت في مملكتنا الحبيبة في أطراف شتى فعندما أقلب صفحات الجرائد واستمع للمذياع تفاجئني الأخبار بأن طائفة ما خرجت على الشريعة والقانون والنظام والقيم لتسفك الدماء وتقلب الأمن خوفاً والاجتماع فرقة ومما أثار الغضب خصوصاً ما حصل في مدينة الرياض من ذلك الاعتداء الآثم من ذلك المجرم اللئيم الذي دخل البيوت الآمنة المطمئنة من غير أبوابها فهتك الأعراض وسلب الأموال وقتل الأنفس المعصومة.

وأضاف: ومما أثلج صدري ما تبعته من دور فعّال ورائد لشرطة منطقة الرياض التي تمكنت من إلقاء القبض على ذلك المجرم وتقديمه للعدالة.


( ( ( منقول ) ) )

المصدر :
http://www.alriyadh.com/2005/04/13/article56290.html