تردني بين الآونة والأخرى رسائل على البريد الالكتروني.. يتحفني فيها المرسلون بأنواع القصص والغرائب.. وبعضها تحمل الكثير والكثير من الحكمة.. دعوني اليوم أشرككم معي بهذه الرسالة التي تحمل فلسفة تغيب عنا أحيانا وعن شبابنا كثيرا.. واليكم الرسالة:

رفع المتحدث في إحدى المحاضرات 100 دولار، وقال: «من يريد هذه؟»

رفع معظم الموجودين أيديهم، فقال لهم: «سوف أعطيها لواحدٍ منكم لكن بعد ما أفعل هكذا»..

فقام بكرمشة الورقة ومن ثم سألهم: «من يريدها؟» بقيت الأيدي مرتفعة!!

قال: «حسنا، ماذا لو فعلت هكذا!!»

فرمي النقود على الأرض وقام بدعسها بحذائه، من ثم رفعها وهي متسخة ومليئة بالتراب، وسألهم: «من منكم مازال يريدها؟» للمرة الثالثة ترتفع الأيدي!!

فقال: «الآن يجب أن تكونوا تعلمتم درساً قيماً، فمهما فعلت بالنقود فمازلتم تريدونها لأنها لم تنقص في قيمتها فهي مازالت 500 ريال».

وهذه قيمتك كإنسان له مكانته ودوره في الحياة، فلن تقل قيمتك ما لم تقللها بنفسك. «قيمة الشيء هو ما تحدده أنت، فاختر لنفسك أفضل القيم» فالمرء لا يفقد قيمته، والشخص المميز لا يدع خيبات آمال الأمس تلقي بظلالها على أحلام الغد.

فعندما نسقط على الأرض، ننكمش على أنفسنا ونتراجع بسبب قرارات اتخذناها أو ظروف أحاطت بنا، أو بسبب أخطاء ارتكبناها فنشعر حينها بأنه لا قيمة لنا.

في مرات عديدة خلال حياتنا نقع في مشاكل وإخفاقات تشعرنا بالفشل والخجل من مواجهة الناس من حولنا، فنلجأ إلى الهروب والانطواء والبعد عن الآخرين.

وهذا يزيد من تفاقم المشكلة فالحل ليس في الانسحاب بل في المواجهة.

في أحد الأيام هاتفتني فتاة في العشرين من العمر بصوت متهدج: «أخطأت.. هاتفت شاباً لمدة عشرة أيام فقط.. ثم اكتشف أهلي خطيئتي.. وقاطعوني.. وتركوني أعاني الوحدة.. فلا أحد منهم يكلمني أو يجالسني.. لم أعد محل ثقتهم.. فانسحبت من حياتهم وحبست نفسي في غرفتي، وانعزلت عن أسرتي وتركت دراستي الجامعية.. لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا مصابة بألم نفسي فظيع.. أعرف أنني أخطأت لكن لا أريدهم أن يفقدوا ثقتهم بي وأن يعاملوني على أنني مجرمة أو ساقطة!! فأنا أحب أهلي، وأتمنى العودة إلى حضنهم..»..

إننا نمارس امتهان قيمة أبنائنا.. بمثل هذه الممارسة والتعسف باستخدام العقوبة.. الأمر الذي يوصلهم إلى فقدان احترامهم لذواتهم.. فيسقطون في وحل الذنوب والآثام لا سمح الله. إننا بحاجة ماسة إلى إعلاء قيمة الإنسان والتأكيد عليها.. حتى يخرج جيلٌ ممتلئ بالثقة، متوثب للعطاء ومتحفزٌ للإبداع في مسيرة الحياة.

أحلى الكلام:

تتمدد المادة بالحرارة.. ويتمدد الإنسان بالقيم ..

منقول