نتذكر جميعاً ان موظفي «الخطوط السعودية» و «وزارة البرق والبريد والهاتف» سابقاً كانوا هم الأكثر «حظوة» والأكثر أهمية في المجتمع، وكانوا «يُجلسون» في «صدر» المجلس و «تدار» عليهم «الفناجيل» قبل الجميع، وكانت معرفتهم والتقرب لهم هدفاً للجميع، لأن الحصول على هاتف او «تذكرة» في الموعد المناسب يحتاج لتدخلهم و «واسطتهم» .
ولكن مع انفتاح الاقتصاد وتحويل إحداهما الى شركة تدار بمفهوم «الربحية» والأخرى الى مؤسسة عامة، غيّر كثيراً من واقعهما، وأصبح موظف هذين القطاعين «يبتسم ويرد بأدب وينفذ ما تريد بحسب رغبة العميل» لأن مفهوم «الربحية» قلب كثيراً من الموازين وجعل «رضا الزبون» الهدف الأول لهذه المؤسسات والشركات، وهذا كله بفضل فتح باب المنافسة في سوق حرة ترتبط ربحية مقدمي الخدمة فيها بالجودة والكفاءة.
وان كان التحول للتخصيص وفتح باب المنافسة أثرى سوق الاتصالات السعودية بثلاث شركات تتنافس على خدمة العميل، كما ادى فتح باب المنافسة في الطيران الى دخول شركتين جديدتين لسوق الطيران الداخلي، وهو ما يؤدي الى رفع كفاءة الأداء وتحسن وتطور الخدمات، الا ان «المنافسة» تحتم عدم الاقتصار على الموجود فقط، لأن المنافسة قد تتحول من «منافسة كاملة» الى «احتكار قلة» او «كارتل» ...

احتكار «القطاع الخاص»!

عبدالله بن ربيعان

الحياة



..........


نكتفي بهذا الجزء من المقالة وهو غني بمعانيه فقد تنتقل الخدمات من سيطرة واحتكار الى سيطرة وتجارة واحتكار ..

تتبدل الانظمة والهدف دائما واحدا ..

محبكم