تترقب الأسواق المحلية والعالمية اليوم الإثنين توضيحا من مؤسسة النقد العربي السعودي حول التكهنات بفك ارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي من عدمه.
وسجل الريال السعودي أعلى مستوى له منذ أكثر من 21 عاما أمام الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي بعد المضاربات المحمومة والهجمة الشرائية التي تقودها الإشاعات والتكهنات بفك ارتباط الريال بالدولار وإعادة تقييم الريال السعودي أمام العملات الرئيسية الأخرى.
وأثارت توقعات بتخلي المملكة عن ربط عملتها بالدولار أورفع قيمته إقبالا محموما على شراء الريال الذي دفع العملة السعودية إلى أعلى مستوى لها منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 1986 عند 3.7405 مقابل الدولار. ودارت تكهنات في الأسواق بأن القرار قد يرغم السعودية على الاقتداء
بالكويت وفك ربط عملتها بالدولار الأمريكي. وقال آدم كول خبير استراتيجيات الصرف الأجنبي لدى "رويال بنك أوف كندا" "القصة الأساسية كانت الفك المحتمل لربط الريال السعودي". وأضاف "هذا قد يؤدي إلى انعدام الثقة بالدولار لأن دوره كعملة للاحتياطيات بدأ يصبح موضع شك وهو ما يدعم اليورو أيضا".
وتعود هذه التكهنات لعدة عوامل أهمها تثبيت الفائدة على الريال السعودي، انخفاض مؤشرالتضخم في الكويت بعد عملية فك الارتباط بالعملة الأمريكية، ورغبة المملكة في الاقتداء بالكويت وفك ربط عملتها بالدولار الأمريكي، إضافة إلى انعدام الثقة بالدولار لأن دوره كعملة للاحتياطيات بدأ يصبح موضع شك وهو ما يدعم اليوروأيضا.
وكانت مؤسسة النقد العربي السعودي قد أعلنت الأربعاء الماضي، تثبيت سعر الفائدة على الريال السعودي عند 5.25 في المائة وذلك بعد قرارالبنك المركزي الأمريكي بخفض الفائدة على الدولار 50 نقطة أساس إلى 4.75 في المائة. يذكر أن الدولار الأمريكي يسجل أقل مستوى له منذ أكثر من 30 عاما مضت أمام الجنيه الاسترليني، وكذلك أقل سعر أمام اليورو على الإطلاق والعملات الرئيسية الأخرى.
وكان خبراء اقتصاديون قد أكدوا لـ"الاقتصادية" في وقت سابق أن قرار تثبيت الفائدة على الريال السعودي هو الخطوة الأولى لفك الارتباط بالدولار الأمريكي وإعادة تقييم الريال أمام العملات الرئيسية.
وأوضح الدكتور ياسين الجفري محلل مالي أن ترك الفائدة على الريال هو الخطوة الأولى والاستباقية لفك ارتباطه بالدولار الأمريكي - على حد تعبيره- . وبيّن الجفري أن على مؤسسة النقد العربي السعودي أن توضح الخطوات المستقبلية لها لمعالجة بعض المشكلات بسبب ارتباط الريال بالدولار الأمريكي. وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال حمد السياري محافظ مؤسسة النقد إن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول الخليج سيجتمعون في تشرين الأول (أكتوبر) لبحث خطط الوحدة النقدية التي أصبح من المتعذر تحقيقها بحلول الموعد المستهدف في عام 2010.