حذرت البنوك السعودية عملاءها من إعطاء المعلومات الشخصية والبنكية للأشخاص الذين ينتحلون صفة موظفي البنوك، ويطالبون بمعلومات بنكية، وذلك بعد ظهور قضايا اختلاس من هذا النوع في الفترة الأخيرة.

ونقل الصحفي عبد الله البصيلي في تقرير له نشرته جريدة "الاقتصادية" السعودية اليوم الأحد 11-11-2007، عن مصادر مصرفية -لم يحددها- قولها إن البنوك السعودية بدأت في توعية عملائها من خلال الهاتف المصرفي والرسائل البريدية، بهدف التصدي لعمليات الاختلاس التي أخذت في التزايد خلال الفترة الحالية.


شكاوى لـ"ساما"

وأضافت المصادر أن بعض المحتالين يتقمصون الشخصيات المصرفية من خلال الاتصال بعملاء البنوك مباشرة، والعمل على أخذ المعلومات البنكية الخاصة بالعملاء المتمثلة في رقم الحساب أو البطاقة المصرفية، الإيداعات، أو الراتب الشهري، إلى جانب الرقم السري الخاص بالهاتف المصرفي، ومن ثم القيام بعمليات الاختلاس.

وأكدت المصادر -بحسب الجريدة- وجود عدد كبير من الشكاوى التي تلقتها مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" مؤخرا والمتعلقة باختلاسات من حسابات شخصية لعملاء البنوك، مشيرين إلى أنه في ضوء ذلك عملت "ساما" على توجيه خطابات لجميع البنوك في المملكة تطلب فيها توعية العملاء وتشديد الرقابة على العمليات المصرفية.

وتابعت أن البنوك عملت خلال الفترة الماضية على تكثيف الرقابة مع وضع إجراءات احترازية على العمليات المصرفية وبالأخص عمليات التحويل بين الحسابات، وتسديد الفواتير الاستهلاكية وبعض العمليات الأخرى للحد من عمليات الاحتيال، إلى جانب إبلاغ العملاء بعدم التجاوب مع الأشخاص الذين يطلبون معلومات سرية عن الحسابات.


الضحايا غير سعوديين

وأشارت المصادر إلى أن معظم من وقع ضحايا لعمليات الاختلاس المصرفية هم من عملاء البنوك من غير السعوديين، الذين يستهدفون بشكل كبير من قبل المحتالين نظرا لعدم معرفتهم التامة بأنظمة البنوك في المملكة.

وحذرت من رمي إيصالات الصرافات الآلية بجانب المكائن والبنوك، بالنظر إلى حجم المعلومات التي تتضمنها تلك الإيصالات والتي يستعين بها كثير من المحتالين.

يذكر أنه ومع التوسع في حجم العمليات المصرفية الإلكترونية فقد صاحب ذلك زيادة في عمليات الاختلاسات المصرفية، حيث يؤكد مختصون أن الإقبال الكبير على التقنية الحديثة وخدمات الإنترنت قد يصاحبه بعض المخاطر الحقيقية، مشيرين إلى أن أمن المعلومات يشكل حجر الزاوية لإنجاح هذه التقنية.

كما تؤكد الدراسات أن الفيروسات التي تنتشر في أجهزة الحاسب أثرت بشكل كبير في العمليات المصرفية وتكبدت على إثره المصارف خسائر بمليارات الدولارات.

وكانت البنوك المحلية قد اتجهت مؤخرا لطرح بطاقات ائتمانية منخفضة الرصيد لعملائها، في محاولة منها لتقليل مخاطر الاحتيال لتلك البطاقات، والتصدي لعمليات الاختراق المتزايدة بالنظر إلى تزايد العمليات الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة.

وعملت البنوك على الترويج للبطاقات الائتمانية بذريعة حماية العملاء وبالأخص مستخدمي الإنترنت من فقدان أرصدة بطاقاتهم، والعمل على زيادة الثقة ببطاقات الائتمان، والتي أخذت في التراجع بعد زيادة الشكاوى من قبل العملاء. وتحمل تلك البطاقات أرصدة تبدأ من ألف ريال (الدولار = 3.75 ريالات) حتى 5 آلاف ريال، كما أنه يتم تزويد العميل بها دون أي رسوم.



http://www.alaswaq.net/articles/2007/11/11/12038.htm