مخطىء من ظن أن ثورة الإتصالات الحديثة هي السبب الرئىسي في ذوبان البريد والبرق من جيلنا الجديد إذ أن الخدمات البريدية مازالت تنطلق وبقوة في أكبر بلدان العالم تطوراً في مجال الإتصالات السلكية منها واللا سلكية.
إن الذي حدث في البريد السوداني هو وأد للخدمات البريدية وهي في المهد إما جهلاً أو تجاهلاً في الفترة الأخيرة بعد ان كان البريد السوداني أميز وأجود بريد في افريقيا والعالم العربي من حيث الخدمات، والبريد السوداني كان يقدم خدمات الرسائل والطرود والحوالات والبرقيات وخدمات بنك التوفير بجدارة،
إن الداء الذي أصاب هذا المرفق يتمثل في عدم مقدرة الإدارة الحالية على تطوير الخدمات البريدية اوالمحافظة عليها بل ساعدت بطريقة إدارتها لهذا المرفق المهم على تدهوره وانهياره والوصول به لهذا المستوى الذي لا يخفى على أحد.
وللدلالة على صحة ما أقول سوف أفصل كل الخدمات ولننظر ما حدث بها.
أولاً: الرسائل فيما يختص بالرسائل الصادرة فقد تم قفل صناديق البريد العمومية في وجه الجمهور برئاسة البريد بالخرطوم لتسلم باليد للموظف الذي يبيع الطوابع في خطوة لم تحدث حتى الآن في اي بريد في العالم وحرم الجمهور من الخدمة بعد نهاية ساعات العمل مما قلل العائد من الرسائل وأتجه غالبية الجمهور للشركات البريدية الأُخرى المعروفة.
أما البريد الوارد عادة ما يتم توزيعه إما بواسطة صندوق البريد او عن طريق ساعي البريد وساعي البريد رمز وركن مهم من أركان البريد التي لا غنى عنها، وبكل اسف تم إلغاء مهنة ساعي البريد واستبدلت بنوع آخر لا يمكن بأي حال أن يؤدي دور ساعي البريد بصورته المعروفة.
أما صناديق البريد (سرقة الخدمات البريدية) كما تسمى فقد أدت الزيادة الكبيرة الأخيرة في قيمة الإشتراك الى عجز عدد من جمهور المشتركين عن السداد وتركوا هذه الخدمة.
ثانياً: الحوالات البريدية والكبونات:
إنحسر عدد المتعاملين بهذه الخدمة لعدم الإستفادة من التمويل بسبب عدم تمكنهم من صرف حوالاتهم بحجة عدم وجود سيولة ويتم جدولتهم حتى يتم الصرف بعد عناء ومشقة شديدة لذلك ايضاً فقدت الخدمة زبائنها واتجهوا للبدائل الأُخرى .