ذهبت السكرة وجاءت الفكرة



.








.


المسافة بين الرياض والقريات، أو المسافة بين الرياض ورفحاء ليست كالمسافة بين أبو ظبي ودبي!
عندما لا يجد المسافر هناك رحلة، أو يفاجأ بإلغائها؛ بإمكانه أن يستقل سيارته ويسافر فالمسافة التي سيقطعها لا تتجاوز 360 كيلومترا ذهابا وعودة.. بينما يتوجب على المسافر من أقصى الحدود السعودية شمالا إلى الرياض أن يقطع ثلاثة آلاف كيلومتر ـ تخيلوا!
اليوم تيقنت تماما أن الصحافة لا تستطيع عمل شيء.. ولذلك فأنا أضع القضية بكاملها أمام رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد.. فهو على رأس جهة تشريعية ذات سلطة محاسبية يحق لها مالا يحق لغيرها..
يا معالي الرئيس: عندما انسحبت الخطوط السعودية فجأة من بعض المحطات وضعت رئاسة الطيران المدني مكانها خطوطا أخرى.. وهي شركات الطيران البديلة.. نسي الناس العواقب التي قد تترتب على ذلك الانسحاب المفاجئ.. فالمواطن لم يكن يرتبط بعلاقة ود مع الناقل الرسمي وبالتالي أعمته الفرحة بقدوم المنافس عما قد يناله من متاعب مستقبلا.. وبالفعل قد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة! ـ لم تستطع الشركات الجديدة الوفاء بالالتزامات التي كانت تقوم بها (السعودية).. لا يعنيني من تلك الالتزامات تأخر الصحف وتأخر عمليات توزيعها.. ولا تأخر البريد الرسمي. ولا الأدوية التي قد تتأخر ولا غيرها.. الذي يهمني الإنسان نفسه!
معالي الرئيس: إن لم تستطع الشركات الجديدة الوفاء بالتزاماتها كاملة دون نقصان ، ورفض الناقل الحكومي العودة للوفاء بالتزاماته الوطنية التي كان يقوم بها، فليس لنا سوى المطالبة عن طريقكم بفتح المجال الجوي لشركات أخرى، لديها الاستعداد للعمل لخدمة المواطن السعودي في تلك المناطق.. هذه خدمة حيوية ولا غنى للإنسان عنها، والشكاوى التي تصلنا وصلت حدا لا يطاق..
افعل شيئا معالي الرئيس.

صالح محمد الشيحي