بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عبدالله عمر خيّاط من جريدة عكاظ اليوم 23/5/1426هـ





..يسألني الصديق محمد عودة الحمد من القصيم عن تدهور أوضاع البريد.. وهل بإمكانه بعد تحوله إلى مؤسسة أن يصلح حاله?!
والواقع أن ذلك ماننتظره وإن كانت المهمة صعبة..فلقد كنا في السابق ننتظر ساعي البريد أو كما يسميه المحبون رسول العشاق وفي يديه الرسائل التي ننتظر.
لكن المؤسف أنه من سنوات لم يعد هناك ساعي بريد وإنما هناك صندوق بريد ومن لا صندوق له فليس له أن ينتظر أي رسالة!!
ولطالما كتب غيري وكتبت عن تأخر وصول الرسائل الى صندوق البريد وعدم وصولها حتى من شرق جدة حيث جامعة الملك عبدالعزيز الى المنطقة الصناعية غرب جدة إلا بعد اسبوع أو أكثر وبتواريخ محددة يعقب ذلك اهتمام المسؤولين وانتدابهم من يحقق في الأمر ثم يكون خروجهم بلا عودة ولا حتى جواب!!
والذي يبدو أن الناس وخاصة أصحاب المصالح قد ضاقوا ذرعاً بتأخر وصول بريدهم .. فلم يجدوا بداً من التعامل مع الشركات الخاصة لنقل البريد والتي تسرع في أعمالها وكثر عددها بدليل أنه لم يعد يصلني - إلا فيما ندر - خطاب.. أو طرد بريدي إلا من خلال شركات البريد الخاصة وبالمقابل أصبحت لا أبعث برسالة إلا من خلال هذه الشركات رغم ارتفاع أسعارها.
واليوم وقد قامت مؤسسة البريد السعودي فإن الأمل كبير في تحديها للمعوقات التي كانت تعطل وصول البريد.
والواقع انني وكثير غيري كان يتوقع ان تستهل مؤسسة البريد معطياتها بإنجاز يؤكد تحول الحال الى أحسن مما كان عليه.. وأن تأتي المجلة التي أصدرتها المؤسسة من بعد ذلك ليثبت ذلك البرهان.. أما وقد سبق صدور المجلة أي منجز فإنني أرجو ان تتحقق الوعود والاصلاحات التي تتعلنها ليكون الانجاز بقدر الآمال المعلقة على مؤسسة البريد خاصة بعدما تحول رجل البريد فيها الى صندوق كما يقول الشاعر محمد صالح باخطمة من قصيدة له بعنوان (رجل تحول):
وموزع الأشواق حين يهل تعرفه الخلائق من بعيد
قد كان يأتينا على عجل فنفرح إن أتانا بالبريد
ماعاد يأتينا ويشهد رفة الأهداب إن وافى كعيد
ماعاد يظهر لا نراه كأنه ليس يبدي أو يعيد
قد صار صندوقا بمفتاح - أصم وليس ثمة مانريد
هل نامت الأشواق هل ماتت? فلا خل تذكر لا جديد
أم هل كبرنا? فالرسائل للصغار زماننا أضحى بعيد
زمن مضى رجل تحول أو تطور صار صندوق بريد
.. عجبي!!
فاكس:6671094