صبـاح الخيـر أيهـاالأحبــه

كان مديرنا الأحمـرفي تلك المدرسة رجـلا صـارماوعـنـيـدا .. جامد المشاعـر .. نادر الظهور

ســواء أكـان في طابور الصباح أو في الفسحـة .. لم أره يمدح أو يذم أحداقـط أوحتى
يخاطب أحـدا سـوى مرات قليلة كان يصـرخ فيها صـرخات مفـزعـة

أما مـن حيـث الحفلات والمهرجانات ..فــلــم أشـاهـدة ألبتــة .. لا لشيء .. سوى أنه لم تقـام في مدرستنـا

أية حفلة تـذكـرأو مسابقة ثقافيـة..!! أو حتـى رياضية طوال فتـرة المرحلة الإبـتـدائيــة !

فـكان جميـع الطــلاب في مـدرسـتـي..يعانون من كبت شـديـد ..ونمطية ورتابـة لا جديد فيها .. فاليـوم كمـا هـو أمس

والغـد كمـا هـواليـوم.. فكـانـت كل وسائل الإبداع والتحفيـز والتشجيع معدومة تمـامـا .. زد

على ذلك ضيق المبنى وقلــة الأفنيــة ..
وأيضـا هنـاك إهتــراء وتلوث دورات الميــاه .. وضيق وإهتـراء في أفـق مـديرنـاألأحمـر!!


والتي هي الأخـرى .. لا تتـوفـر فيها أدنى الشروط البيئية والصحية والإنسانية .. والذي

زاد الطين بلة أكثـر ..أنه كان يقبـع بـجوارنامـدرسة إبتدائية أخرى .. ذات مبنى حكومي "والله يعـز الحكـومـة"

واسـع ..ولا يفصلناعنها سوى شارع عرضـة لا يزيدعن عشــرة أمتــار تقـريبـا..

ويبـدو لي بـأنـة للإنفـجـارالسكاني والتوسع الديمــوغـرافي دور كبيـر في إنشـاء مدرســة

جديدة (مدرستنا) لإستيعاب طلبات التسجيل من قبل أهالي المنطقة ..فـكانت

المدرسة المجاورة لنـا ..تعــج بالأنشطــة اللامنهجيــة ..جمعية الصحافة..جمعية النظام.. جمعيةالتوعيةالإسلامية .. جمعية الزراعة .. جمعية المسرح

والمسابقات والرحلات والمعسكرات الكشفيـة .. فكان يقـال لنـا بأنـهـم يلعبون الكـرة!!

شبه يوميا في الفسحة بل ومـديـرهـم..وبعض مدرسيهم يشاركون طـلابهـم
اللعـب .. و هناك دوري لكـرة

القدم تشارك فيه كافـة فصول المدرسة .. فكانوا بالنسبة لنا يعيشون حيـاة

إنفتاحية مزدهـرة .. تهيئ الطالب للإنطلاقةالنفسية .. وتنمي فيه الروح

الإجتماعية .. وتصقل فيه الملكة الإبداعية .. أما نحن المغـلـوب على أمـرنـا .. بمـديـرنـا الأحـمـر!كنا في مدرستنا

الحمراء نتسامع بزملائنا وراء النهـر .. وبما يحصلون عليه من صلاحيات

وأمتيازات .. وقبل ذلك كله الكـرامة الإهتمام والعناية التي ينعمـون بها

من قبل إدارتهم .. فكان كل ذلك ذلك يزيدنا أسى وحسرة وإحباطـا.. وكأننا نحـن ألمانيا

الشرقيـة وكأنهم هـم ألمانيا الغربيـة .. وكأن الشارع الفاصل بينناوبينهـم هـو جـدار برلين !

فيا سعد من عبـره إلى العالــم الآخــر!

النشاط اللامنهجي الذي أقـره مـديرناالأحمـر الكـريم .. هو جماعـة نظـام المـديـر .. والـذين

كانوا بمثابة رجال الـدرك .. يقتادواأي طـالـب مجتهـد أومتمـرد أو شقي خالف نظـام المـديـر إلى

غـرفةالـوكيل .. فـلم يكن لهم زي خـاص
أو منديلايـربـط ..في العنق كسائر ..المدارس لتمييزهـم
بل جعلـهـم الأحمـروكأنهم أعضـاءفي الجيش الأحمر!!

فـسـمعت من أصدقاء تلك المـرحـلـة.. بأن مـديـرنـاالآحـمـر
قـد أسس جهـازا أمنيـاخطيـراأخـر في المـدرسـة ..

وهــو البوليس السـري للمـديـرألأحمـر!!فـإذاألـقـى طالباورقـة

السندوتش على الأرض أو سـب وشتـم أحـدرموز الإدارة (المدرسين رواد الفصـول) أثناء الفسحة فحين

يرجع إلى فصله يجد أسمه مسجـلا في ورقة مع قـائد الجهاز الأمني (أستاذ المتـابعـة)

الذي يطوف بالفصول يـوميـا ملـوحـا .. بعصــاة لتأديـب كـل أعـداء المـديـر..!!

فـكانت عنـدنا أيضـاجماعةالإذاعـة .. لا أدري متى أستحدثت هتذه .. ولكن هـي وللأسف كان

يمثلها شخصـاواحـدا فقـط!! ..قـريـب المـديـر مـن بعيـد‍‍‍‍‍!!و كان في الصـف الخامس .. و يسبقني بسنةواحـده

وكانت له مهمة واحـدة محـددة .. وهي يقـف حـارسـاعلى بـاب الـمديـر!!
وعنـدمـا يقـرع جـرس الفسحة ينطلق مسـرعـا نحـو غـرفة الإذاعـة

ويفتح الباب ويغلقـة علـى نفســة ..ويقـوم بتشغيـل جهـاز تسجيل فيــة شـريط لعبد الباسط عبدالصمد

ويقـربـةمن جهـزاللاقط (المايك) ..

فمنذو بداية الفسحـةحـتـى نهايتها.. ولا شـيء غير تلاوات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ..

فـلا زلت أتذكر تلك الترنمات العذبة الندية .. تصـح بناكل فسحـة أثناء تناول..السندوتش والبيبسي !

فـجميعهـم عـلى فـكـرة يأمـرون بإتـخـاذ الـلازم!
ولكـن هـم وعـلـى فكـره أيضـا..لا يفـهمـون ما يكـون هـذا الـلازم !
ولمـديـرنابقيــة!



تـحـيـاتي