الصديق الجاهل يشده اليك صداقة جاهلة لا تزيد في رصيد حسناتك .. ولا تدفع عن كفة سيئاتك ..
والأخطر من كل هذا وذاك أنه بحكم جهله والتصاقه بك قد يغريك إلى ما تجهل .. ويباعد بينك وبين ما يجب أن تعقل ..

وعلى النقيض من الصداقة الجاهلة تكون العداوة العاقلة - إن جازت لكم هذه التسمية – فهي مؤشر عاقل ينقل إليك أخطاءك ويكشف لك عن عيوبك دون أن يتستر .. ودون أن ينافق ودون أن يغالط .
من خصومنا دائماً نتعرف على هفواتنا وسقطاتنا .. فهم يمنحوننا بما ينقلون القدرة على مراجعة النفس ومساءلتها .. بل ومحاسبتها .. وتلك حسنة تُسدى إلينا من العداوة العاقلة بعد أن عجزت أن تأتي بمثلها الصداقة الجاهلة .. لعجزها عن الحركة الواعية ..
إن العداوة العاقلة لا تخدعك أبداً .. لأنها تتعامل معك دون غطاء .. وبدون أقنعة .. فتأخذ منها ما تأخذ .. وترفض ما ترفض ..
أما تلك الصداقة الجاهلة فإنها أشبه بالحمل الثقيل أوزاراً .. وقصورا ..

لأنه يزيد في حملك .. وفي معاناتك .. وأكثر من هذا فإنه يؤثر على قناعاتك ويحولها الى شكوك .. ومتاهات سرابية لا تروي عطشاً ولا تبل ظمأً

( نعم ) للعدو العاقل ..
وأكثر من ( لا ) للصديق الجاهل أياً كانت صفته .. وأياً كانت أوصافه