(( جريدة عكاظ ))
الإثنين 12/03/1430هـ ) 09/ مارس/2009 العدد : 2822


خلف الحربي سواليف البريد : مسلسل بدوي
( شاهر ) ليس أحد أبطال المسلسلات البدوية الأردنية بل هو شقيق (واصل) وابن عم (ناقل) الذين ينتمون جميعا إلى قبيلة البريد السعودي, و(شاهر) هذا سيكون اسم المشروع المخصص للبريد الدعائي الذي تستعد مؤسسة البريد لإطلاقه عبر شراكة مع القطاع الخاص, (شاهر) و(واصل ) و(ناقل) وغيرهم من فرسان القبيلة البريدية وجدوا لخدمة امرأة مغلوبة على أمرها اسمها (رسالة) ولكنهم للأسف الشديد اختطفوها ولم يرحموا (ظرفها) الصعب وجاؤوا كي يتحدثوا لنا نيابة عنها .
والمتابع لمسيرة البريد السعودي في السنوات الأخيرة يجد أن هذه المؤسسة تعتمد استراتيجية (الصيت ولا الغنى) حيث تنتصر الجعجعة على الطحن وتتفوق الأقوال على الأفعال ولم يعد ثمة فارق كبير بين الخطاب الإعلامي لمؤسسة البريد وعنتريات الشعراء الشعبيين الذين يمتشقون سيوف الكلام في القنوات الفضائية المتخلفة باستثناء أن جعجعة الشعراء مجانية أما جعجعة البريد فتأتي عبر إعلانات مدفوعة الأجر أو مؤتمرات صحفية مقتطعة من وقت العمل الثمين .
في المسلسلات البدوية الأردنية يتكرر مشهد مضحك حين يمر البطل بأحد الأحياء ويسأل أحد الأشخاص: (أبغى أنشدك يا وجه الخير.. ما تعرف مكان عرب الشيخ جدوع ؟) فيشير له الرجل إشارة سريعة بيده وكأن الصحراء الشاسعة صالة بولينغ, وقد حاول البريد السعودي التخلص من هذا المشهد المرتبك عبر وضع عناوين لكل الوحدات السكنية فانتشرت صناديق (واصل) في كل مكان ولكن الصناديق بقيت خاوية دون رسائل فقد حضرت العناوين بعد طول غياب واختفى ساعي البريد.
عبر البريد يستقبل الناس الوثائق المهمة وبطاقات الائتمان والمجلات العلمية والكتب وهو خدمة أساسية لا يمكن الاستهانة بها في دولة مترامية الأطراف مثل المملكة مثل المملكة ومتى ما فقد البريد حيويته فإن الكثير من الخدمات الأخرى سوف تصاب تلقائيا بالحمى (الحلزونية), وسرعة إيصال البريد أساس مصداقيته فإيصال رسالة بريدية بين طرفين داخل مدينة واحدة لا يستحق فترة زمنية أكثر من 48ساعة ولكن الواقع يقول إن هذه الرسالة تحتاج إلى ثلاثة أسابيع كي تصل إلى الطرف الآخر .
أحد الأصدقاء قال: إن مكتبه يقع بجوار فرع البنك الذي يتعامل معه ولكنه يتلقى رسائل البنك بعد أسابيع حيث تفقد قيمتها العملية فاقترح عليهم أن يلقوها عبر النافذة بدلا من إرسالها بالبريد, قلت له: إن البنوك لا تقبل إلا صندوق البريد ولا تعترف بواصل شأنها شأن جميع المؤسسات التي لا تمتلك وقتا لجعجعة البريد, ولذلك لن يكون الفتى شاهر أوفر حظا من شقيقه واصل ..(وبالله صبوا هالقهوة وزيدوها هيل ) ! .