مابين 31 ايار و 4 حزيران 2009 يجري الكيان الاسرائيلي اكبر مناورات في تاريخه تشمل الكيان برمته حيث تفترض المناورات تعرض اسرائيل الى هجمة واسعة النطاق من قبل سوريا وايران وقطاع غزة والداخل الفلسطيني، اي حرب شاملة. ما يهمنا الحجم الواسع لتلك المناورات فهي حتما اكبر من اي مناورة عادية واشبه بحرب شاملة فوضع امكانيات دولة بأكملها في حالة حرب لخمسة ايام متتالية لهو امر مريب ويبعث على القلق.
واللافت انه ياتي متزامنا مع تلك المناورات دراسه اعدها عبدالله طوقان الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن بعنوان «احتمالية هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية» تحت اشراف انتوني كوردزمان. عشرات الدراسات العسكرية الخاصة بالشرق الاوسط منذ بداية الثمانينات يضخم فيها حجم الخطر على اسرائيل من قبل الدول العربية وايران ويقلل فيها من شأن الخطر الاسرائيلي على تلك الدول ويظهر الاسرائيلي بمظهر المغلوب على امره المحتاج للمساعدات الاقتصادية والعسكرية والتسلح النووي للدفاع عن نفسه في محيط معادٍ حتى لو كان المقابل له موقعاً على معاهدة سلام معه. المهم في تلك الدراسة وبالتحديد تركيز الكاتبين واعطائهم الانطباع على ان اي هجوم إسرائيلي جوي على ايران لتدمير منشآتها النووية سيتم عبر مسار شمالي وهذه هي للاسف الخديعة الكبرى من وجهة للأسباب التالية: يلزم الطائرات المغيرة للوصول إلى أهدفها عبر ذلك المسار مسافة تتراوح بين 2100 – 2200 كيلومتر أي ساعتين ونصف طيران بالمعدل لكل اتجاه، ويلزمها طائرات تزويد بالوقود جواً عددها 30 طائرة بينما لا تمتلك إسرائيل إلا 8 طائرات تزويد بالوقود جواً. (وعلى الارجح ستسقط الطائرات المغيرة لنفاذ وقودها)، وفقدان تلك الغارة عنصر المفاجأة، هناك احتمال كبير لاعتراض تلك الطائرات من قبل المقاتلات التركية. فالمسار الشمالي يحمل خطرين سياسي وعسكري كبيرين جداً، ولا يحتمل المخاطرة. اما المسار الاوسط فخطره السياسي والعسكري مماثل للشمالي لأن الطائرات المقاتلة الاردنية والسورية ستقوم باعتراض المغيرين مهما كلف الأمر.
اما المسار الجنوبي وهذا المهم وما لم تذكره الدراسة هو ان الخطة الإسرائيلية ستكون مشابهة من حيث المبدأ لعملية انقاذ الرهائن الامريكيين في ايران عام 1980 حيث ستكون على النحو التالي: تأمين واعداد احدى القواعد الجوية العراقية المهجورة في صحراء العراق الجنوبية وبالتحديد قاعدة السلمان الجوية التي تقع على بعد 110 كم جنوب شرق مدينة السماوة موقعها (086010 شمال، 045544 شرق على الجوجل ايرث) وهي تبعد عن القواعد الجوية الاسرائيلية حوالى 800 كم. تنتقل إليها الطائرات المغيرة 70 طائرة مقاتلة (حسب الدراسة) وطائرات نقل الوقود والعتاد وعددها 40 طائرة التي تحط في تلك القاعدة ويتم الانطلاق منها إلى الاهداف الايرانية التي تبعد عن تلك القاعدة 600 كم. ليتم قصفها مرة أو اكثر حسب الحاجة. علماً بانه ستسبق الغارة الجوية الأولى ضربة صاروخية بصواريخ اريحا2 المنطلقة من الاراضي المحتلة. ويتم تأمين الغطاء الجوي لتلك القاعدة على مدار الساعة من طائرات مقاتلة منطلقة من القواعد الجوية الاسرائيلية وذلك حتى انتهاء المهمة وتدمير الاهداف. وسبب ترجيح تلك الفرضية:
قاعدة الانطلاق للطائرات المغيرة موجودة بالقرب من الحدود الايرانية، لا تحتاج الطائرات المغيرة لطائرات التزويد بالوقود جوا، الخطر العسكري على تلك الطائرات شبه معدوم (مفاجئة كاملة)، الغطاء الجوي للقاعدة يتم تأمينه من الطائرات المنطلقة من القواعد الجوية الاسرائيلية، للطائرات الإسرائيلية الوقت الكافي للإغارة اكثر من مرة على اهدافها وذلك لوجود قاعدة انطلاق بالقرب من الحدود الايرانية (قاعدة متقدمة)، الجميع سوف ينفي مساعدته لاسرائيل في الهجوم على ايران. اسرائيل تملك القدرة العسكرية والتقنية اللازمة والقرار للقيام بتلك المهمة وافضل وقت لتنفيذها وقت تلك المناورات 31 ايار - 4 حزيران فجميع افراد دولته سيكونوا في حالة استعداد للحرب، واقصى رد ايراني مباشر على اسرائيل لن يتجاوز عدد 150 صاروخ شهاب