من الأخطاء الشائعة لدى كثير من القادة أنهم يتخيلوا أنه لابد وأن يكونوا متجهمى الوجه لكي يكونوا قادة ناجحين , إلا أن هذا غير صحيح؛ فقليل من المرح يساعدك والمحيطين بك لإنجاز المهام في جوًّ من الارتياح ، فعلى القائد أن يكون مرحاً، فالمرح يخلق مناخاً نفسيًّا مشحوناً بالسرور والغبطة والارتياح، ومثل هذا النموذج الصحي يطلق القدرات العقلية للتعلم بسهولة ويسر، فالانشراح يهيئ الطاقات العقلية للامتلاء والتمدد ، بخلاف مناخ الكآبة والحزن أو التشاؤم الذي يعلم دروساً متشنجة عن الحياة.
فالإنسان المرح ودود وذكي ، وهو الإنسان المنفتح على العالم والحياة، فهو يرغب بأداء دور أفضل، كما يرغب بأن يسعد الآخرين، ووسيلته في كل ذلك هي الإقلاع عن الكآبة في سلوكه النفسي، والتخلي عن فلسفة البعد الواحد في سلوكه العقلي.
فالمرح لا يعني الابتسامة أو الضحك ، فهذه آليات قد يلجأ إليها الجميع، مرحون أو غير فرحين، إنما المرح فلسفة ذاتية تنطلق من إيمان الفرد بأنه يمتلك صحة عقلية جيدة، ونظرة متفائلة للحياة ويرسم خطة مستقبلية بنفسه ولنفسه ولعمله.
صفوة القول هي: إن المرح زاد العقل، وغذاء الروح وإكسير الحياة؛ فهو يضاعف من متانة صحة الفرد ويجعل عقله متفتحاً نحو آفاق أرحب. فلنستبشر بغد أفضل أو بوضع أحسن أو بحالة أكثر إشراقاً، وذلك ليس من قبيل التفاؤل الساذج أو الخيالي، وإنما استقراء أحداث التاريخ الإنساني يكشف بأنه بعد النكسات أو الركود يحدث التقدم والنهوض والنجاحات، وهذا بالطبع سيدفعنا لمباشرة العمل، والإبداع وتحدي المستحيل.