وادي السليكون يتزعم حملة لإنتاج الألواح الشمسية الرخيصة

السوق العالمية لمصادر الطاقة الجديدة ستكون أكبر من سوق الرقائق الكومبيوترية




الرئيس التنفيذي لشركة سايبرس سميكوندكتور
، التي تمتلك حصة في صن باور كوربوريشن على سطح مبنى ازدحم بالالواح الشمسية
« نيويورك تايمز»


واشنطن: باسكال زخاري *
هل يمكن لوادي السليكون أن يصبح زعيما عالميا في الألواح الشمسية الرخيصة؟ واذا ما أخذنا بالحسبان النجاح المذهل في السنوات الأخيرة في منتجات مثل محركات البحث وأجهزة تشغيل الموسيقى فقد تبدو معالجة الطاقة الشمسية غير ممكنة. غير أن بعضا من افضل العقول في الوادي أسرهم التحدي وهم يأملون بوضع تطوير التكنولوجيات الشمسية على مسار أسرع.
وهناك، على كل حال، سابقة حول كيفية محاولة الوادي معالجة مثل هذه المهمات، وهي مجسدة في قانون مور، وهو الشعار الذي اصبح شهيرا من جانب غوردن مور، المؤسس المشارك لشركة انتل. ويشير قانون مور الى التحسينات السريعة في الرقائق الكومبيوترية، التي يمكن أن تترافق مع أسعار منخفضة. وتعكس الآصرة بين قانون مور والتكنولوجيا الشمسية واقع أن الرقائق الكومبيوترية والخلايا الشمسية لديهما الكثير مما هو مشترك.

كما أن الفرصة المالية تدفع المبتكرين الى استغلال الحقل الشمسي. ويقول تي. جي. روجرز، الرئيس التنفيذي لشركة سايبرس سميكوندكتور، التي تمتلك حصة في صن باور كوربوريشن، المصنعة للخلايا الشمسية في سان جوزيه بكاليفورنيا، ان «هذا هو أكبر سوق يتطلع اليه وادي السليكون».

ويقول روجرز ان السوق العالمية لمصادر الطاقة الجديدة ستكون في خاتمة المطاف اكبر من سوق الرقائق الكومبيوترية.

وينتشر التفاؤل بشأن خلق «وادي سليكون» في الظل الجغرافي لشركات الكومبيوتر الكبرى مثل إنتل وأبل وغوغل بين الداعين الى استخدام الطاقة الشمسية. ويقول مارتن روشيسن، الرئيس التنفيذي لشركة نانوسولار التي تتخذ من سان جوزيه بكاليفورنيا مقرا لها، ان «الصناعة الشمسية اليوم تشبه أواخر السبعينات عندما هيمنت الكومبيوترات الكبيرة ثم جاءت ستيف جوبز، وآي بي إم بالكومبيوترات الشخصية».

وشحنت نانوسولار أول ألواح شمسية لها في ديسمبر، وتقول الشركة انها تريد في خاتمة المطاف أن تنتج ألواحا أكثر كفاءة في تحويل ضوء الشمس الى طاقة كهربائية واقل كلفة مما هو موجود حاليا. وقد حولت التحسينات الدراماتيكية في مجال الرقائق الكومبيوترية خلال سنوات كثيرة الكومبيوترات الشخصية والهواتف الخليوية الى اجهزة عالية القيمة. وتأمل مشاريع الطاقة الشمسية أن تحقق النتيجة ذاتها.

وقد يكون سلوك المستهلك من بين العوائق أمام سرعة تقدم الابتكار الشمسي. فغالبا ما يكون من الصعب الحصول على مستهلكين يغيرون عاداتهم، وقد يكون اصحاب البيوت بطيئين في تبديل اجهزة تسخين الماء الباهظة الثمن بأجهزة طاقة شمسية جديدة. كما أن الثقة تعتبر مسألة اخرى. فبينما برهنت التكنولوجيات الشمسية الحالية على ديمومتها النسبية فانه من غير المعروف الى أي مدى من المرونة سيكون الجيل المقبل من أجهزة الطاقة الشمسية. وقال باري سينامون الرئيس التنفيذي لشركة اكينا سولار من مدينة لوس غاتوس بكاليفورنيا والمصمم لأنظمة توليد الطاقة عبر الشمس: «نحن بحاجة إلى تكنولوجيا قادرة على البقاء فوق سطوح البيوت لعشرين سنة».

كذلك هو الحال مع توافر تكنولوجيا في هذا المجال بأسعار معقولة من خلال دعم الحكومة ماديا. وقال بيرت رايف كبير موظفي العمليات في سولار سيتي، في فوستر سيتي بكاليفورنيا، ومصمم جهاز وناصبه: «يتطلب التبني الواسع ابتكارات تكنولوجية تكون تكاليفها واطئة جدا».

لذلك ما الذي يجلب وادي السليكون للمزج بين الجانبين؟ خبرة في تصغير احجام الأجهزة والحب القوي للتجديد بين أصحاب المشاريع.

وقال بول اليفيساتوس، البروفسور في الكيمياء بجامعة كاليفورنيا: «هناك زيادة مفاجئة في الأفكار الجديدة بدأت تدخل هذا الحقل».

وهناك إحدى المقاربات تسمى بـ «الحرارية الشمسية» والتي تستخدم مرايا كبيرة لتوليد تيار من أجل تشغيل محركات تولد الطاقة الكهربائية.

في عام 2006 اكتشف صاحب المشاريع القديم فينود خوسلا ما يعرف بنظام الشمس المصغر، وأسس على ضوء ذلك شركة استرالية اسمها اوسرا لتطبيق فكرته. وتمكن من إقناع إدارة الشركة أوسرا للانتقال إلى وادي السليكون، حسبما قال خوسلا.

وحاليا وقعت شركة أوسرا عقدا مع PG&E أكبر الشركات التي توفر الخدمات الأساسية للبيوت في كاليفورنيا لتزويدها بمحطة شمسية كبيرة. وقال خوسلا: «أفضل عمل يجري حاليا في مجال الطاقة الشمسية هو في وادي السليكون».

كذلك هناك حقل شائق يتمثل في استخدام الواح رقيقة لتوليد الطاقة بواسطة الشمس وهذه عبارة عن خلايا مصنوعة بالطريقة التي صنعت فيها الذاكرة على أدوات مثل الأقراص الصلبة وهذا ما يسمح لهذه الصناعة الناشئة أن تستفيد من خبرات وادي السليكون.

وأصبح الوعد بأن يكون لوادي الطاقة الشمسية مستثمرون إغراء للكثير منهم كي يفتحوا حساباتهم بشكل لم يسبق له مثيل. لكن يخشى البعض من أن التكنولوجيا الواعدة الموجودة حاليا بحاجة إلى تجديد، وبشكل سريع إذا كان منطق قانون مور هو لتعريف الطاقة الشمسية.

وقال اليفيساتور: «هناك أموال ترمى كثيرا على المشكلة وهذا أمر صحي ويعطي فرصة حقيقية للنجاح. لكن الكثير من جهودنا تصب في انتصارات على المدى القصير وهذا ما سيجفف المصادر المالية خلال عشرة أعوام».

والخوف من أن يكون مشروع الطاقة الشمسية مجرد فقاعة أمرا مشروعا فبعد سنوات من الكساد أصبح أصحاب المشاريع يقولون إن التطورات الأخيرة في المجال مرحَّب بها. وظل هذا الحقل مهملا لفترة طويلة من قبل أكثر أصحاب المشاريع شهرة والآن أصبح هذا الحقل جذابا، ولعل سبب جاذبية الطاقة الشمسية يكمن في قاعدة أبسط من قانون مور: طالما أن هناك إرادة هناك طريق.

*خدمة «نيويورك تايمز»



رابط الخبر
http://www.aawsat.com/details.asp?se...&issueno=10674