النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التدين المغشوش( العلاقات الخاطئة في حياة ملتزمين)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    الــــــــــدمـــــــــام
    المشاركات
    1,300
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0

    التدين المغشوش( العلاقات الخاطئة في حياة ملتزمين)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    تعليق قبل البدء

    الموضوع التالي خطير إلى أبعد مدى..

    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

    الموضوع طويل شوي لكنه ممتع

    التدين المغشوش

    العلاقات الخاطئة في حياة ملتزمين



    د. محمد داود

    للمجتمع الجديد أصداؤه، ولا نغالي إذا قلنا إن المجتمع بصورته المعاصرة التي نحياها - مجتمع جديد سريع التغير، تتلاحق فيه الأحداث وتتنوع بسرعة رهيبة.. مجتمع ضاقت فيه مساحة الخصوصية حتى كادت تختفي فيه الحدود؛ فتداخلت الأمور واهتزت كثير من القيم.

    إن المجتمع العالمي يعيش اليوم حالة إعصار مادي جارف يجتاح كل شيء، فعلى الرغم من تحقق الإشباع المادي، فإن جوعة القلب والروح زادت واشتدت وطأتها، واهتزت القيم النبيلة، فتباعدت المسافات بين القلوب، وأصبح لكل قيمة خلقية ثمن، وكل هذا ترك أصداءه على إنسان العصر.

    وعلى الرغم من أن الملتزمين يحاولون الثبات والصمود والتمسك بالقيم الأصيلة، والمحافظة على الثوابت الدينية، فإنهم لم يسلموا من الإعصار المادي الذي يعولم كل شيء ويكتسح في طريقه كل شيء، حتى المشاعر فأصابهم منه شظايا.

    ولعلّ أقوى أسباب التغير والتحول الذي أصاب المجتمع الإنساني في عصرنا هذا – مستحدثات التكنولوجيا، وبخاصة وسائل الاتصالات المختلفة من المحمول والكمبيوتر والفضائيات وشبكات المعلومات... إلخ، ذلك النسيج العنكبوتي الذي أحال العالم إلى قرية صغيرة، واختزل المسافات، وأوجد بعدًا جديدًا لتلاقي المشاعر والأفكار.. وما أدراك ما رسائل المحمول والحوارات المفتوحة في "غرف الدردشة"!.‍‍‍‍

    الغواية القديمة

    في الماضي كانت وسائل الغواية والانحراف بسيطة ومباشرة وبطيئة، وكانت خطوات إبليس في إغواء بني آدم بطيئة تأتي على مراحل وتأخذ في استدراج الإنسان إلى شراك الغواية خطوة خطوة، كما تروي لنا كتب التفسير والحديث في سبب نزول قوله تعالى:

    "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (الحشر: 16).

    وتقول الروايات: إن رجلين خرجا للجهاد وكانت لهما أخت ليس له من يرعاها سواهما، فلم يجدا من يُؤمَن على أختهما سوى راهب يتعبد في صومعته، فتركا أختهما عنده.. وكان الراهب يضع لها الطعام بجوار الباب ثم يعود إلى صومعته، فأتاه الشيطان ووسوس له أن صنيعه هذا من فعل المتكبرين، فلماذا لا يقدم إليها الطعام بنفسه؟!

    وفعل الراهب، ثم أتاه إبليس فوسوس إليه أن يعلِّم هذه المرأة قواعد الدين، وهذا أمر لا غبار عليه.. واستطاع إبليس بهذه الحيلة أن يستدرجه إلى طول المجالسة والخلوة، وما يتبع ذلك من نظرات وهمسات، تطورت بعد ذلك إلى الوقوع في الفاحشة، وحملت المرأة منه، فلمَّا جاءها المخاض أمر إبليس الراهب أن يقتل الطفل كي يستر فضيحته عن الناس، ففعل!.

    ولما عاد الأخوان ذهب الشيطان إلى أحدهما في المنام وأخبره بشأن أخته مع الراهب، ودلَّه على مكان دفن الطفل.. ثم ذهب الرجلان إلى القاضي ليحكم في قضية أختهما مع ذلك الراهب الفاسق.. ولم يترك إبليس الفرصة تفر من يده، فها هي الضحية بين أصابعه يعبث بها كيف يشاء، ذهب إبليس إلى الراهب وأوهمه أن بإمكانه أن يخلصه من محنته في مقابل أن يسجد له سجدة واحدة.. ومرة أخرى قَبِلَ الراهب إغواء إبليس ودعوته للكفر، فسجد للشيطان، وعندها قال له الشيطان: "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"!

    هكذا كانت طرق الغواية بسيطة لا تعقيد فيها، ومرحلية تتدرج خطوة فخطوة حتى يتحقق لإبليس غرضه الأكبر، وهو دعوة الإنسان إلى الكفر والعياذ بالله.

    وسائل عصرية

    ومع التقنيات الحديثة نجد أن الأمر اختلف، حيث اختصرت المسافات أمام إبليس ومهدت له سبل الغواية، ويسرت له مهمته كي يؤديها في أسرع وقت وعلى أكفأ درجة في الأداء!، فإبليس -في إطار تقنيات العصر- يستطيع أن يستدرج ضحاياه إلى السقوط في حبائله بطرقٍ متعددة ومعقدة وغير مباشرة وبسرعة خاطفة، وهو ما نراه واضحًا في كثير من الحالات بين شبابنا وفتياتنا التي تبدأ بأمور عادية ليس فيها شائنة ثم تنتهي بالوقوع في الفخ الشيطاني، فهذا شاب ملتزم بدينه مطيع لربه، توقظه صديقته لصلاة الفجر، برسالة أو رنة من المحمول، ويتعاهدان على ذكر الله وإقام الصلاة! وتبدو هذه خطوة نحو تعميق الإيمان بالله والإخلاص في عبادته.. وشيئًا فشيئًا تضيق مساحة الذكر والطاعة، وتنمو مساحة الخصوصية في العلاقة، وتزداد خطوات إبليس في غوايتهما، وتنتهي المسألة بقصة غرام وعلاقة غير شرعية، ولا يبقى أمام الشابين سوى أحد طريقين:

    الأول: السقوط في فاحشة الزنى.

    الثاني: أن يلبِّس الشيطان عليهما الأمر، وتنتهي المسألة بزواج عرفي ووثيقة سرية ليس فيها ركن من أركان عقد النكاح الشرعي.

    فهذه صورة يعتقد فيها الطرفان أنهما يصنعان ما يشبه عملية غسيل الأموال، فهما يحاولان تبرير علاقتهما غير الشرعية بغطاء وهمي، مع أن الأصل باطل، وما بُنِي على باطل فهو باطل.

    استيقاظ الضمير

    وكثير من شبابنا قد تصحو ضمائرهم وتفيق من الغواية، فيشعر كلٌّ من الطرفين بالندم والرغبة في الرجوع إلى الله، ولكن قد يأتي الأمر بعد فوات الأوان، حيث يكونان قد أدمنا الأمر فلا يستطيعان الإقلاع عنه، وكلما حاول أحدهما أن ينهض من كبوته، راح إبليس يستدرجه لإسقاطه في شركه.

    أيضًا مع كساد سوق الزواج رأينا سعيًا من حواء وراء آدم تلاحقه باقتحام خصوصياته وتقديم خدمات خاصة، أملاً في لفت انتباهه ليتزوجها، وربما انتهت المسألة بعلاقة غير مشروعة يغلق معها باب الزواج حتى إشعار آخر.

    كل هذه الصور من اختلال العلاقات والقيم تدعونا إلى التساؤل: أين الخلل؟!، ويدفعنا إلى طرح العديد من الاستفسارات:

    - هل الآداب الإسلامية في العلاقة بين الجنسين أصبحت غير واضحة للشباب في إطار التقنية الحديثة؟!

    - أهو نقص في الوعي بالقيم الدينية التي تحمي الإنسان من السقوط في مهاوي الرذيلة وحبائل الغواية؟

    - أم هو الفراغ؟

    - أم هو عسر الحال وضيق ذات اليد؟!

    - أم أن الخلل كامن في صميم هذه الحضارة الماديَّة التي لا يهمها سوى إشباع النزوات والشهوات دون أن تلقي بالاً لحاجات الإنسان الروحية؟!

    والإجابة عن كل هذه التساؤلات تكمن في كلمة واحدة: الله، كما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:

    "قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ" (الأنعام: 91).

    فلننتبه إلى خطورة الأمر؛ لأنه يتعلق بمصير الإنسان، ولتسأل نفسك أيها الشاب ولتسأل كل فتاة نفسها قبل أن يسقطا في حبائل الغواية والانحراف عن طريق العلاقة المشتركة مجموعة من الأسئلة أهمها:

    - ما موضوع الحوار بينكما؟ هل هو نقاش علمي، أم هو نقاش حول قضية اجتماعية؟

    - وما حظ العقل فيه؟! وما حجم العواطف والمشاعر فيه؟!

    - هل هناك فارق بين الكلام وجهًا لوجه، والكلام عبر الهاتف أو النت؟!

    - هل اختفت حدود الوقت المناسب هنا وأصبحت بلا حدود في الليل والنهار؟!

    - هل هو مفتوح أم محدود كما أن الزيارات لها مواعيد، أم أن لها مواعيد مثل اللقاءات الجسدية؟

    - هل استكملت عُدَّتك لتحقيق حياة مستقرة لا يشوبها قلق ولا إحساس بالإثم، كي لا تنقلب اللذة العاجلة إلى عذاب في الدنيا والآخرة؟!

    - هل تشغل وقتك وتملأ حياتك بأعمال نافعة لك ولغيرك؟ لأن من لم يشغله عملُه شغله الشيطان!.

    - هل تدرك الفجوة القائمة بين القديم والجديد؟ وهل تحاول تحقيق معادلة التوفيق بين مطالب الدين والدنيا؛ فلا تفقد آخرتك ودنياك، ولا تحرم رضا الله -عز وجل- وتوفيقه؟

    نصيحة واجبة

    فعلى كل فتاة وشاب أن يسأل نفسه هذه الأسئلة، وأقول لكل واحد منهما:

    لا تخدع نفسك، ولا تدع لشياطين الغواية عليك سبيلاً، وتأكد أن الشيطان يجرك إلى الغواية خطوة خطوة، فانتبه واحذر فإن الشيطان يأتي الملتزم من باب الطاعة، والإنسان ضعيف حين يترك لهواه وشهواته ونزواته وشيطانه، قال الله عز وجل: "وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً" (النساء: 28). ولا حول ولا قوة إلا بالله، فبحول الله وقوته يعود الضعف قوة، وينقلب العجز عزيمة وإرادة إذا ما تحلى الإنسان بالإيمان واستجاب لهدى ربه وتأتت له الأوصاف الإيمانية، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الأنفال: 24).

    ويجب أن تعلم كل فتاة، ويعلم كل شاب أن التقنيات الحديثة سلاح ذو حدين، يمكن استعمالها في الخير، كما يمكن أن تكون وسائل للشر وحبائل للشيطان.

    والله تعالى أرشدنا إلى الخير، قال عز من قائل:

    "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة: 148).

    فليتخير كل إنسان لنفسه ما يحب أن يراه الله تعالى عليه، وآخر قولي: "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (البقرة: 281).

    إسلام أون لاين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    وادي الدواسر
    المشاركات
    835
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    [all1=66FFFF][align=justify]أحسنت أخي وزميلي الغالي تميم على النقل المفيد، وكفيت ووفيت بحيث لم تدع لدينا مجالا للتعقيب أو الإضافة ، لكن لدي إضافة صغيرة وهي عن شريطين يتحدثان عن نفس الموضوع ؛ الأول لفضيلة الدكتور سعيد بن مسفر ، وعنوانه { الضعف والتراخي في حياة الملتزمين } ، والثاني لأحد الأساتذة بجامعة الإمام ،وهو الدكتور العايد ؛ نسيت اسمه كاملا ، عنوان محاضرته { الالتزام الأجوف } وهو مفيد وقيّم؛ وفيه نقد هادف وصادق 0
    نسأل الله للجميع التوفيق والثبات على الحق 0
    [/align][/all1]
    أخوك : المواصل 0

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    القصيم - بريدة
    المشاركات
    180
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    جزاك الله خير
    وجعلهاالله لك في موازين حسناتك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العلاقات العامة والإعلام
    بواسطة سالم السالم في المنتدى ســاحة منسوبي البريــد
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 08-02-2018, 01:31 PM
  2. الثقافة الاجتماعية الخاطئة
    بواسطة الزاجل في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-07-2006, 10:29 PM
  3. العلاقات العامـــــة
    بواسطة يحي الحذيفي في المنتدى ســاحة منسوبي البريــد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-11-2006, 06:56 PM
  4. بنتن: تحطيم صناديق "واصل" نتاج ثقافة المجتمع الخاطئة
    بواسطة رحال في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-31-2006, 01:25 PM
  5. *** فن بناء العلاقات مع الآخرين ***
    بواسطة الشاعر في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-15-2005, 02:20 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
تعرف علينا
الساحة البريدية منتدى لمنسوبي البريد
للتعارف فيما بينهم ، وتبادل الآراء والأفكار
وطرح المشكلات وإيجاد الحلول لها
إن ما يطرح في الساحة البريدية هو تحت مسئولية العضو نفسه ،
والساحة البريدية تخلي مسئوليتها تماما من أي نشر أو طرح غير مسئول ،
ومع ذلك نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة والتحكم بكل ما يطرح حسب استطاعتنا ،
ونرحب بأي تواصل عبر البريد الالكتروني لإدارة الساحة
admin@arapost.com
تابعنا
للتواصل معنا
admin@arapost.com