اعلن مجلس الوزراء السوري رسميا الاربعاء 12-10-2005 انتحار وزير الداخلية غازي كنعان (63 سنة) في مكتبه بدمشق.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) "ينعي مجلس الوزراء وفاة السيد اللواء غازي كنعان وزير الداخلية الذي توفى فى مكتبه قبل ظهر اليوم منتحرا".

واضافت الوكالة "تقوم السلطات المختصة باجراء التحقيقات اللازمة فى الحادث".

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية ذكرت أن كنعان انتحر في مكتبه بدمشق قبل ظهر اليوم .

وقالت الوكالة أن السلطات المختصة تقوم باجراء التحقيقات اللازمة فى الحادث , ولم تعط أي معلومات إضافية.

وكانت إذاعة خاصة لبنانية قد تلقت اتصالا صباح اليوم من اللواء كنعان نفى فيه ما أوردته إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية حول حيثيات التحقيق معه من قبل لجنة التحقيق الدولية بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري .

وقال كنعان في الإتصال أن لسورية مصلحة كبرى في الوصول إلى الحقيقة باغتيال الحريري.

وأضاف " نحن أعطينا وأخذنا من كل الشرفاء في لبنان ,وهم الأغلبية من سياسيين وإعلاميين ومواطنين".

وكان اللافت في اتصال كنعان أنه قال " أعتقد أن هذا آخر تصريح يمكن أن أعطيه".

نجل كنعان يسحب أمواله من البنوك التركية

ويذكر ان "نشرة الحقيقة" السورية ذكرت منذ أيام رجل الأعمال السوري يعرب كنعان (نجل وزير الداخلية السوري "المنتحر" غازي كنعان ) سحب أمواله مؤخرا من جميع البنوك التركية ، ومن بينها بنك Vakif Bank نفسه ، وقام بتحويلها إلى أحد البنوك السويسرية ". "ولم يعرف حتى الآن اسم البنك السويسري الذي استقبل الأموال المحولة"- حسب ما جاءت به النشرة.

كما نقلت النشرة عن مصادر فرنسية قولها أن قيام يعرب كنعان بإعادة تحويل أمواله إلى بنك سويسري جاء على خلفية طلب المحقق الدولي ديتلف ميليس من السلطات اللبنانية رفع السرية المصرفية عن حركة الحسابات المالية لعدد من المسؤولين السوريين واللبنانيين خلال السنوات الخمس الماضية ، من أهمهم غازي كنعان ورستم الغزالي ، و تركيز التحقيق الدولي مع الوزير كنعان على حسابه في " بنك المدينة " اللبناني.

إلى ذلك، لم يستغرب أحد الصحفيين السوريين في نشرة الحقيقة ما حدث في سوريا اليوم، وقال "يوجد قتل عن طريق التسلسل منذ قضية بنك المدينة ومن هو قادر على التحقيق بانتحار كنعان إن الإنتحار كذبة كبيرة ".

وفيما إذا كان "انتحار" كنعان اليوم سيؤثر على عملية تحقيق ديتليف ميليس، قال الصحفي "يجب التحقيق دوليا بهذا الشئ لأن كنعان شاهد أساسي في عملية التحقيق في اغتيال الحريري، فريما هذا الشخص أراد توصيل شئ إلى الولايات المتحدة ولا ننسى أنه كان رجل الولايات المتحدة في لبنان".

نبذة عن غازي كنعان

وكان كنعان عضوا مهما في اجهزة الجيش والامن والاستخبارات في بلاده

وفيما يلي بعض الحقائق عن مسيرة عمله:

- كنعان من مواليد 2 4 9 1 , قرية بحمرا في محافظة اللاذقية الساحلية,0 4 3 كم شمال دمشق , متزوج وله ستة أولاد (أربعة ذكور وابنتان).وهو عضو في حزب البعث العربي الإشتراكي الحاكم.

- تخرج كنعان من المدرسة الحربية في مدينة حمص عام 5 6 9 1 ,واستلم رئيس فرع مخابرات المنطقة الوسطى(حمص) وكان برتبة نقيب وبقي فيها حتى عام 2 8 9 1 , حيث أصبح رئيس جهاز الأمن والإستطلاع في لبنان . وبقي في هذا المنصب حتى العام 1 0 0 2 حيث سلمه إلى العميد رستم غزالة.

- وعين كنعان مديرا للأمن السياسي في سورية عام 1 0 0 2 ثم وزيرا للداخلية عام 4 0 0 2.

- كان كنعان من بين عدة مسؤولين امن سوريين استجوبهم محققون من الامم المتحدة في اطار التحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يوم 14 فبراير/شباط.

- كان ابرز رجال سوريا في لبنان بصفته رئيسا للاستخبارات العسكرية من 1982 الى 2002. ثم ترأس بعدها ادارة الامن السياسي حتى اصبح وزيرا للداخلية في اكتوبر تشرين الاول 2004.

- ضيق كنعان قبضة سوريا على لبنان حيث كان المخطط وراء انهيار اتفاقية بين اسرائيل ولبنان بوساطة واشنطن عام 1983 كما كان وراء انسحاب قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة في عام 1984 والاطاحة بالزعيم المسيحي ميشيل عون في عام 1990.

- جمدت وزارة الخزانة الامريكية هذا العام اصول كنعان والعميد رستم غزالة خليفته في لبنان في خطوة قالت عنها انها "تهدف للعزل المادي للممثلين السيئين الذين يدعمون جهود سوريا للاخلال باستقرار جيرانها".

- كان عضوا في حزب البعث الحاكم في سوريا وممن ينتمون الى الاقلية العلوية.

وحادثة انتحار كنعان هي الثانية بعد انتحار رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي في مايو /أيار 0 0 0 2 في منزله بضاحية دمر القريبة من دمشق, حيث كان يخضع للإقامة الجبرية بعد تهم بالفساد.

وكانت لجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري قد حققت مع كنعان الشهر الماضي في منتجع المونتي روزا قرب الحدود السورية اللبنانية بين مسؤولين سوريين آخرين.

المصدر http://www.alarabiya.net/Articles/2005/10/12/17635.htm