العائله هي تركيبه اجتماعيه مترابطه يشكل أفرادها وِحده من الوحدات التي تكّون المجتمع , وكلما صلحت العائله صلاحاً إجتماعياً وثقافياً وعقدياً , كلما أدى ذلك إلى صلاح المجتمع وتركيبته المترابطه .

ففي المجتمعات العربيه دائماً ما يكون ترابطهم وولائهم العائلي والقبلي أكبر من ترابطهم الوطني للأسف , وهذا بلا شك آفـه خطيره يجب تداركها وتطهير المجتمع منها او على أقل تقدير التقليل منها إلى مستويات متدنيه تسير معها حركه التطور والإصلاح الوطني دون عوائق تذكر .

ولك أن تشاهد عزيزي القارئ الوضع العام في بلدنا وتستقريء منه بشكل عام نسبة ولاء أغلب المواطنين "المسؤولين" هل هو للوطن أم للعائلة والقبيله ؟ .. فعندما يأتي مسؤولاً ما ويعرض وظيفة ما لأحد أقاربه (وهو ليس الأجدر بها) من أبناء وطنه , ولم توضع هذه الوظيفه في مسابقه علنيه شفافه , فعندها سأترك الأمر لك لتحدد .. هل هذا المسؤول ولائه لعائلته أم لوطنه وأبناء وطنه ككل ؟

وعندما يكون مواطناً ما مديراً لإدارة ما , ويجعل كل رؤساء الأقسام في تلك الإدارة ممن ينتمون لعائلته أو قبيلته , فعندها سأترك الأمر لك أيضاً لتحدد , هل هذا المدير ولائه لعائلته أم لوطنه وأبناء وطنه ؟

وما وظائف وزارة الخدمه المدنيه التي تشابهت بها اسماء أغلب المتعـينين (من عائله واحدة) تشابهاً متطابقاً لاسماء الاب والجد وأب الجد والعائلة -إن صدقت- إلا دليلاً وقرينه بينه على ما أريد توضيحه وتبريزه لك .. وأتساءل هل ولاء مسؤولين الخدمه المدنيه ممن عـيّن هؤلاء لـوطنهم وأبناء وطنهم ككل أم ولائهم لعائلاتهم وقبائلهم ؟

ولك عزيزي القارئ وأنت ممن يعملون بمؤسسة البريد السعودي (العائلي) أن ترى بعينيك وتسمع بأذنيك في إدارتك وغير إدارتك ما أريد قوله وإيضاحه , ففي مؤسسة البريد السعودي (العائلي) يتميز المسؤولين هاهنا بأنهم باتوا يجاهرون بتلك التعيينات للوظائف الجديده لأبناء عوائلهم ولأبناء قبائلهم وبلا حسيب أو رقيب (وهو تطور ملحوظ لمرحلة فساد صـامـت سابق) , ونجد أيضاً أن (أغلب) النواب والمستشارين ومدراء الإدارات ومدراء الاقسام يمتازون بوضع أبناء عوائلهم وقبائلهم في أغلب المهام الإشرافيه والرقابيه , وإبعادهم عن مناطق الزلل وأماكن العِـلل , وكأن المؤسسة باتت إقطاعـيه من اقطاعياتهم الفاسده , وبقية الموظفين (الشرفاء) باتوا مأجورين لهم تُمارس عليهم العبودية والرق داخل أسوار هذه المؤسسة (العائليه) ..!!

وسأسئلك عزيزي القارئ : هل (أغلب) هؤلاء المستشارين والنواب ومدراء الإدارات ومدراء الأقسام ولائهم لوطنهم ومؤسستهم , أم ولائهم لعوائلهم وقبائلهم ؟؟
.. والجواب لك ..


وياويلك كل الويل إن اقتربت (همزاً او لمزاً او همساً) من أحد من أبناء عوائلهم أو قبائلهم داخل (مؤسستهم العائليه) , ستعـرف حينها معنى (سبق الإصرار والترصد) , وسيكال لك بنصف مكيال فقط وغيرك مكيالين وثلاثه , وستجد عيوناً مراقبه لك على كل كبيره وصغيره في عملك , وعلى أقل سبب تعلق لك المشانق وتهول عليك الأمـور وكأن القيامة بك قد قامت , ولن تجد أمامك حينها إلا ( لفت نظر , فإنذاراً , فخصماً , فنقلاً , ففصلاً وطرداً) كل ذلك وأكثر ليس لأنك تستحق ذلك حقيقه , بـل لأنك ضـد قناعاتهم الباطله وولائاتهم الفاسده .



ختاماً :
اتمنى , فقط اتمنى , أن نعـي جيداً حديث نبينا صلى الله عليه وسلم ( دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ) وهي رساله لمن (نحن أمانةً في رقبته) .

مع علمي السابق وقناعتي الشخصيه بهذا البيت :
لقد أسمعت لو ناديت حيـا & ولكن لا حياة لمـن تنـادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت & ولكن أنت تنفخ في رمـادي





بـ قلم وفِكر .. صوت الحق ..