البريد هو أحد المرافق الحكومية الهامة بل يمكننا القول بأنه من أهم المرافق التي تعمل على إشباع رغبات الجمهور باختلاف مستوياتهم وأعمارهم ويسهم بقدر كبير في كل ميادين الحياة المختلفة لأن الخدمات البريدية حالياً وخاصة في العالم المتحضر أصبحت كالهواء لا يمكن الاستغناء عنها لأنها تتداخل بشكل ملحوظ في جميع مجالات الحياة باختلاف نواحيها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها بل وتواصل الخدمات البريدية تفاعلها مع المجتمع إلى أبعد من هذا حيث تصل إلى ميادين القتال والحرب لتخفف من ويلات الجنود ويمكن أن تلعب دوراً أساسياً في تقريب وجهات النظر وبالتالي قد تتسبب في إحلال السلام أيضاً .

وبدون مبالغة يمكننا القول بأن البريد يدفع عجلته لتواكب عجلة التقدم والازدهار وبالتالي يكون أحد دافعي عجلة تقدم الدولة وعليه فإن أهمية البريد في العالم المتحضر كعامل من عوامل النمو تختلف باختلاف البلدان تبعاً لاختلاف هيكلها الاقتصادي والاجتماعي فالخدمات البريدية في كثير الدول النامية تعتبر خدمات تقليدية مختلفة ولا تقوم بالدور المطلوب منها لمواكبة عملية التقدم والتطور وعلى العكس من ذلك فإننا نجد الخدمات البريدية في المجتمعات المتقدمة تقدم للجمهور بأساليب متطورة ومنتظمة وتقوم على أساس فعال ومنظم معتمدة على وسائل عمل متطورة وعلى هذا الأساس فإن البريد مرآة صادقة تعكس مدى تقدم المجتمعات والبلدان وبهذا يبرهن مرفق البريد بأنه دعامة أساسية من دعائم البناء كما أنه عنصر هام من عناصر التقدم الاقتصادي والثقافي والسياسي والاجتماعي وبالتالي فإن الخدمات البريدية تعتبر مقياساً صادقاً من مقاييس تقدم الدول وازدهارها.

وعليه فإن نشاط البريد وتطلعاته لا يمكن أن تقف عند تقديم الخدمات البريدية التقليدية بل تتعداها إلى خدمات أخرى ففي السابق كان يؤدي خدمات محدودة في حقل التراسل بين الأفراد والجماعات ومع مر السنين وتلبية لاحتياجات المجتمع المختلفة كان لابد للبريد من أن يعدد خدماته ويطورها ليخرج من مرحلة التقوقع داخل حوصلة التراسل إلى الأفق الفسيح لخدمات لا يمكن حصرها فقد أدلى البريد بدلوه في كل المجالات ليشبع الحاجات والرغبات المختلفة .

وإن مرفقاً ضخماً كمرفق البريد كان لابد له من الانتشار لتصل خدماته إلى أقصى المناطق في المملكة بما فيها المناطق النائية فنجد مكاتب البريد منتشرة في جميع أرجاء الوطن وهذا ما يميزه عن الشركات الخاصة التي تقوم على نقل البريد .

ويختلف مرفق البريد عن بعض مرافق المملكة في طبيعة خدماته التي يؤديها إضافة إلى طموحه الذي لا يقف عند حدود المملكة بل يتعداها ليصل إلى كل حدب وصوب من العالم فنجد أن هذه الخدمات ترتبط بخدمات بريدية دولية ولذلك فإن الخدمة البريدية تمتاز بسعة انتشارها فهي خدمة على مستوى جميع دول العالم وكان لا بد من وجود منظمة دولية تنظم العلاقة البريدية بين دول العالم فولد الاتحاد البريدي العالمي.

وللبريد سريته فمطلوب من موظفي البريد الأمانة المطلقة في أعماله المختلفة لأنها تمس الخصوصيات الخاصة في حياة المواطنين وينبغي على موظفي البريد الحفاظ على سرية المراسلات وغيرها التي هي أمانة في أيدينا نحن موظفي البريد "الحفاظ على السر المهني ".

ولا يعلم الجمهور مدى ما يواجهه العاملون في الحقل البريدي من صعوبات ومشاق في عملهم وبالرغم من ذلك نجد الرضى والتسامح واضحاً جلياً مرسوماً بابتسامة حب ووفاء مطبوعة على وجه موظف البريد وذلك في سبيل راحة الجمهور ويكفي بأن يكون ساع البريد هو طارق الباب الوحيد المرغوب فيه .

بعد هذا التطور والانطلاق نحو الأفق الواسع نقترح على مؤسسة البريد السعودي أن تنافس البنوك التجارية لتدخل من أوسع الأبواب إلى المجال المصرفي سواء داخل البلاد أو خارجها وأدخال خدمات إضافية متنوعة في خدمة المراسلات والطرود مثل الخدمات الإضافية كالتسجيل والمؤمن عليه والمحول عليه والدخول في مجال الاستثمار لتنمية المدخرات التي تتجمع لديه في الوعاء الادخاري ليتم إنشاء بصندوق توفير البريد.