قال الله تعالى (إن خير من استأجرت القوي الأمين) صدق الله العظيم ، القوي الأمين صفتان ذكرت في القرآن الكريم لتميز الموظف والعامل الكفء .
ويندرج تحت صفة القوي كل ما يتعلق بقدرة الموظف العلمية وتطوير وتحديث معلوماته بما يتواكب وروح العصر إضافة إلى قوته العضلية والصحة الجسدية والنفسية .
والصفة الثانية الأمين وهو موضوع حساس ومهم يغفل الكثيرون جوانبه ومردوداته نظرا لانحسار نظرتهم على زاوية ضيقة لهذا الجانب وكأن الموضوع يقتصر على الناحية المادية الملموسة كمثال إن رصيد النقدية لدى موظف منشأة معينه أمانة لا يجب الأخذ منه .. إلخ من الأمثلة المتعلقة بالأوراق النقدية . ويتناسى البعض أن الأمانة المطلوبة كصفة في الموظف تشمل كل جوانب العمل ابتداء من المحافظة على وقت العمل الرسمي وإشعاله كاملا لصالح صاحب العمل ومرورا بجودة ودقة العمل وتأدية الإجراءات بكل فهم وحرص ، وكذلك الأمانة في تقديم المعلومات من الموظف لزملائه أو لرئيسه أو لمرؤوسيه والأمانة في عدم إفشاء أسرار العمل .
الأمانة تتطلب الترشيد في استهلاك مستلزمات العمل من عدد وأدوات وأوراق وآلات ومواد ....إلخ. الأمانة تتطلب التعاون في سبيل إنجاح العمل وعدم الخلط بين المواقف والموضوعات الشخصية والعمل .
فالبعض يلاحظ منهم عدم التعاون وعدم تقديم الخدمة المطلوبة لزميل له في العمل أو زميل يعمل في قسم أو إدارة أخرى خلاف قسمه أو إدارته في نفس المنشأة ويعتبره فرصه للانتقام وتصفية الحسابات الشخصية ، علما أنه يستخدم النظام في امتناعه عن تقديم المطلوب منه وهو ما يسمى في القانون (التعسف في استعمال الحق ) .
هذا الموضوع في غاية الخطورة وتكون انعكاساته سلبية على المنشأة التي يوجد بها مثل هذه النوعية من الموظفين بل يمتد ليدمر المجتمع بأكمله حيث يصبح المعيار هو المصلحة الشخصية وليس المصلحة العامة ومصلحة العمل ، ويندرج تحت ذلك كل الأساليب غير المرغوب فيها مثل تقييم الموظف بناء على الهوى والمزاج والمصلحة الخاصة وليس بقدرة وكفاءة الموظف .
الأمانة مطلوبة في كل عمل وكل إجراء وكل تفكير ينوي أن يرسم الإنسان حياته .
وديننا الإسلامي الحنيف أوضح لنا الطريق السليم الذي سبق به جميع النظريات الإدارية الحديثة وهذه ميزة لنا كمجتمع مسلم يجب أن نستغلها ونكون مبدعين في تطبيقها وتعلمها لوجود الأساس الديني الذي تربينا عليه