الأحوص ، الشاعر الأموي ، عبد الله بن محمد بن عبد الله ، من بني ضبيعة بن زيد ، من الأوس ، ابن حفيد الصحابي الشهيد عاصم بن ثابت رضي الله عنه ، كان في شعره كثير من الفحش ممّا كان سبباً في طرده من مجلس الخليفة عمر بن عبد العزيز 0
و كان من أمر الأحوص هذا أنه ظل يتغزل بامرأة من الأوس تُدعَى أم جعفر ، فلما أكثر من ذكرها جاءت متنقبة فوقفت عليه في مجلس قومه ، وهو لا يعرفها ، و كانت امرأة عفيفة ، فقالت له : اقض ثمن الغنم التي اشتريتها مني !
فأنكر أن يكون اشترى منها شيئاً ، فأظهرَتْ كتاباً قد وضعَتْهُ عليه وبكت و شكُتْ حاجة وضرّاً و فاقة ، وقالت : يا قوم كلِّموه !!
فلامه قومه و قالوا : اقض المرأة حقها ، فجعل يحلف أنه ما رآها من قبل و لا يعرفها ، فكشفَتْ وجهها وقالت :
ويحك !! أما تعرفني ؟؟!!
فجعل يحلف مجتهداً أنه لا يعرفها وأنه ما رآها قَط!!
فلما استفاض قولها وقوله ؛ و اجتمع الناس و كثروا ؛ و سمعوا ما دار ؛ و كثر لغطهم و أقوالهم ؛ قامت ثم قالت :
أيها الناس اسكتوا !
ثم أقبلت عليه وقالت : يا عدو الله صدقتَ !! والله مالي عليك حق و لا تعرفني !! و قد حلفتَ على ذلك وأنت صادق ! و أنا أم جعفر !! وأنت تقول في شعرك : قلت لأم جعفر!! وقالت لي أم جعفر !!
فخجل الأحوص و انكسر عن ذلك و بَرِئَتْ المرأة عندهم 0


ـــــ المواصل ـــــ