[align=center][/align]
[align=center] اللواء التركي أثناء المؤتمر الصحفي اليومي أمس[/align]


[align=center]وصل عدد وفيات حادث المبنى المنهار في شارع الغزة بمكة المكرمة، إلى 76 حالة، منهم 48 ذكراً و28 أنثى، فيما بلغ عدد الإصابات 62 إصابة، منها 38 حالة تم علاجها، وخرجت من المستشفى، فيما بقي في المستشفيات 24 إصابة منومة، حتى الآن منهم 14 ذكرا و10 إناث.
أفاد بذلك المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء المهندس منصور التركي، ضمن الإيجاز الصحفي للحج الذي عقد مساء أمس بمقر الأمن العام في منى، موضحاً انتهاء أعمال البحث والإنقاذ في الساعة السادسة من بعد مغرب أمس، وأنه تمت إزالة جميع الركام في الموقع، بعد أن بذلت الأجهزة الأمنية، خاصة الدفاع المدني ووزارة الصحة أقصى جهودها في إزالة الأنقاض بكل عناية، حرصا منها على التحقق من عدم وجود أي أحياء مازالوا بين الأنقاض، مشيراً إلى أنه تم إنقاذ 41 مصاباً من بين الأنقاض، "بينها جثة الشاب أسامة تركستاني ابن مستثمر الفندق صالح أمين ترسن تركستاني، 20 عاما، الذي كان يعمل في الفندق، واستمر في الاتصال بجواله من تحت الأنقاض طالبا النجدة حتى الساعة العاشرة من صباح أول من أمس.
ودعا اللواء التركي إلى عدم الاستعجال في توجيه الاتهام، مشيرا إلى أن هناك لجنة تحقيق باشرت أعمالها منذ أول من أمس، وينتظر استكمال الإجراءات العاجلة لرفع تقرير أولي عن الحادث، مضيفا: أن النتائج تحتاج بعض الوقت، فلننتظر ما تتوصل إليه لجان التحقيق لتحديد الأسباب الحقيقية، سواء كانت فنية أو بسبب الإهمال أو غير ذلك، لضمان تلافي تكرارها.
وعن احتمال وجود حريق في المبنى أدى لتدافع تسبب في هذا العدد من الضحايا، أكد اللواء التركي عدم صحة ذلك، لافتا إلى أن الحادث وقع بشكل مفاجئ في منطقة مجاورة للحرم الشريف، وبالتالي فإنه لم يسمع من أحد شهود الحدث عن أي حريق.
وأضاف اللواء التركي: أن بعض الدول غير الإسلامية، والتي فيها مسلمون لا يقدمون للحج ولا يوجد لهم مظلة رسمية من قبل حكومة الدولة التي ينتمون إليها، ويحملون جنسيتها أو من المقيمين فيها، مما يعني أنهم يأتون فرادى أو بشكل جماعي عن طريق شركات سياحية، وذلك على عكس ما يحصل مع الدول الإسلامية التي يكون لها بعثات حج رسمية تشرف على حج حجاجها كاملاً، ولها مؤسسة طوافة تقوم بخدمة حجاجها.
وتعليقا على حدوث حريق في المبنى، أوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، العميد عادل الزمزمي أن الدفاع المدني حرص منذ البداية على التأكد من عدم وجود أي حريق أو تسرب للغاز لكيلا يتسبب في حريق، وذلك باستخدام أجهزة متقدمة جداً، موضحاً أنه بأخذ إفادة الناجين تأكد أنه لم يقع أي حريق قبل الانهيار، مؤكدين أن الانهيار كان مفاجئاً، مفيداً أن إزالة الأنقاض الناتجة عن الحادث استغرقت 26-27 ساعة، وهو رقم قياسي مقارنة بما يكون في دول العالم الأخرى.
وردا على سؤال عن إمكانية الكشف على جميع المنازل الموجودة حالياً، أفاد اللواء التركي أن أعمال الكشف على المباني تنجز مبكراً ويحرص على إنجازها قبل وصول الحجاج، وبعد معرفة أعدادهم، مستبعدا إمكانية القيام بفحص أكثر من 5 آلاف مبنى سكني في هذا الوقت، مضيفاً أن الفحوصات للمباني تتم بشكل مبرمج سنوياً قبل وصول الحجاج، وقبل وصول من يقوم باستئجار هذه المباني لإسكان الحجاج فيها، وسيتم الاستفادة مما حصل في المواسم القادمة، بحيث يعاد النظر في معايير التصريح للمباني وإجراءات الفحص.
وعن إمكانية إخلاء المباني المجاورة للمبنى المنهار، أوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة أنه تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لسلامة الحجاج والقادمين في موقع الحدث والتأكد من صلاحية المباني المجاورة وتم إخلاء مبنيين قريبين من المبنى وجرى نقل الحجاج إلى مبان أخرى، حيث تم إسكانهم بشكل عاجل.
وأكد مصدر في أجهزة الإنقاذ أن أغلب القتلى والمصابين في الحادث من العابرين في الطريق والعاملين في المحلات الواقعة تحت المبنى عند انهياره. وقال علي الثومي الذي يعمل في محل للخردوات ونجا من الحادث، إنه شاهد بعينيه الكثيرين ممن كانوا في الشارع وسقط عليهم المبنى وكذلك ممن يعملون في المحلات المجاورة لمحله.
وأوضح مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري في تصريح لـ "الوطن" أنه تم الانتهاء من العملية في وقت قياسي هو 27 ساعة، استخدمت خلالها أجهزة حديثة ودقيقة للكشف عن الموجودين تحت الأنقاض، ومن بينها كاميرات تلفزيونية تم إدخالها تحت الأنقاض للبحث وأجهزة تنصت حديثة وكلاب بوليسية مدربة تابعة للجمارك. وأشار إلى مخاطبة المصابين لتحديد أماكنهم وإنقاذهم. كما تم تأمين عربة هي عبارة عن وحدة متكاملة لرصد انهيار المباني والزلازل تضم 280 جهازا مختلفا بداخلها وتكلفتها تصل إلى 33 مليون ريال.
وقال مدير الحماية المدنية في الدفاع المدني اللواء سليمان العمر إنه تم انتشال جميع الجثث والمصابين من تحت الأنقاض، وبعد أن تأكدنا من خلو المكان باستخدام الوسائل المساعدة وأجهزة الكشف والتنصت الحديثة سمح للمعدات الثقيلة بنقل الأنقاض لفتح الشارع أمام الحركة الطبيعية.
وقد أحضرت الأجهزة الأمنية المختصة 6 وسائل مساعدة (كلاب بوليسية) تابعة للجمارك للبحث عن أحياء أو جثث تحت الأنقاض، حيث ساعدت في الكشف عن عدد من الجثث، كما استخدم جهاز الكشف بالصوت والصورة الذي ساهم في إنقاذ 6 من المصابين وإخراجهم من تحت الأنقاض والكشف عن وجود 6 جثث لمتوفين.
وروى أحمد عمر شلبي (تونسي) أنه خرج من المبنى للصلاة مع زوجته فايزة الصخي ومواطنه مفتاح النمري وزوجته سالمة حافظي، وشعروا أثناء نزولهم في المصعد باهتزاز وظنوا أنها هزة أرضية خفيفة، وعندما عادوا من الصلاة وجدوا المبنى منهارا، فحمدوا الله أنهم كانوا من الناجين.
وقال مقيم يدعى محمد يعمل في محل للملابس في المبنى المنهار، إنه سمع طقطقة قوية بينما كان عدد كبير من المشترين داخل المحل ثم انهار المبنى خلال لحظات، وحمد الله أنه نجا.
كما كانت هناك حاجة إماراتية تدعى سالمة شامخ ظلت تتصل من تحت الأنقاض عبر جوالها حتى الصباح ثم انقطع الاتصال بها ولم يعرف إن كان تم إنقاذها أم لا.
من جهة ثانية، قال وكيل أمانة العاصمة المقدسة لشؤون الإنشاء والتعمير المهندس أحمد بايزيد إن اللجنة التي تم تشكيلها بأمر من وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بدأت أعمالها للكشف عن أسباب الكارثة التي وقعت في مبنى لؤلوة الخير. كما تم نقل الحجاج الموجودين في المباني المجاورة للمبنى المنهار إلى أماكن أخرى.
يشار إلى أن عدة جهات أمنية شاركت في عملية البحث عن المصابين والمتوفين في أنقاض مبنى فندق لؤلوة الخير بقيادة اللواء عتيق الحربي قائد مهام شرطة منطقة مكة المكرمة، الذي أشرف على فتح طريق الغزة أمام المصلين المتوجهين إلى الحرم.
على صعيد آخر، قامت الجهات الأمنية باستدعاء المستأجر صالح تركستاني والوكيل الشرعي لورثة مالك الفندق لاستجوابهم حول ملابسات الحادث من قبل اللجنة المشكلة لهذا الخصوص. وتشير المعلومات إلى أن المبنى الذي تبلغ مساحته 120 مترا مربعا تم إنشاؤه قبل 32 عاما بترخيص لبناء خمسة طوابق. وأجري عليه العديد من أعمال الصيانة والتعديل، وكان ترخيصه كفندق من وزارة التجارة قد حدد عدد النزلاء المسموح بقبولهم فيه بـ 56 شخصا. [/align]